أسفرت غارة جوية إسرائيلية على مبنى سكني مكون من خمسة طوابق في بيت لاهيا بشمال غزة عن مقتل ما لا يقل عن 34 شخصًا، وفقًا لما أفادت به وكالة الدفاع المدني المحلية.

وأشارت الوكالة، نقلاً عن AFP، إلى أن العديد من القتلى هم من النساء والأطفال، ولا يزال يُخشى أن يكون العشرات تحت الأنقاض. كما أُصيب سبعة أفراد.

وذكرت القوات الإسرائيلية أنها كانت تستهدف مواقع المسلحين في شمال غزة، بما في ذلك بيت لاهيا، لوقف إعادة تجميع حركة حماس.

في أماكن أخرى، قتلت ثلاثة هجمات منفصلة على مخيمات اللاجئين في وسط غزة 15 شخصًا، بينما قُتل خمسة آخرون في هجوم لطائرات مسيّرة على رفح في الجنوب، وفقًا لما أضافته الدفاع المدني.

صرح متحدث الدفاع المدني محمود باسل بأن “فرص إنقاذ المصابين تقل بسبب إطلاق النار والقصف المستمر”.

لم يتبق من المبنى السكني في بيت لاهيا سوى كومة من الأنقاض، مع قطع خرسانية مكسورة وقطع معدنية متصدعة ظاهرة من الحطام.

وقال أحد الرجال، الذي كانت عائلته تعيش في المبنى المدمر ولكنه كان يقيم في مكان آخر: “كنا جميعًا نظن أن الموت كان قريبًا”.

“كانت المنطقة بأسرها تهتز”.

وأفادت القوات العسكرية الإسرائيلية أن هجمتها في شمال غزة – التي بدأت في جباليا وتوسعت إلى بيت لاهيا – تتكون من عدة ضربات ليلًا على ما وصفته بـ “أهداف الإرهابيين في المنطقة”.

وأضافت في بيان أنها “قامت بجهود مستمرة لإجلاء السكان المدنيين من منطقة الحرب النشطة”.

لكن العديد من سكان المنطقة لا يريدون مغادرة منازلهم. قيل إن ست أسر كانت تعيش في المبنى المدمر في بيت لاهيا.

وأوضحت امرأة في المنطقة لمراسل بي بي سي أنها تشعر بالإحباط: “ماذا فعلنا لكم يا ناس؟ ما الضرر الذي ألحقناه بكم؟ ماذا الخطأ الذي ارتكبناه؟ نحن باقون في منازلنا. لماذا تطردوننا؟”

في الأسبوع الماضي، قُتل ما لا يقل عن 25 شخصًا، بينهم 13 طفلًا، في غارة جوية على منزل في جباليا. كما قُتل خمسة آخرون في مدينة غزة.

لقد أجبرت الهجوم الأرضي الإسرائيلي في شمال غزة حوالي 130,000 شخص على النزوح خلال الأسابيع الخمسة الماضية.

وقالت الأمم المتحدة إن 75,000 شخص لا يزالون محاصرين مع شح في إمدادات المياه والغذاء في مدن جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون.

وأشار تقرير صادر عن منظمة هيومن رايتس ووتش هذا الأسبوع إلى أن إسرائيل ارتكبت جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية من خلال تسببها عمداً في النزوح الجماعي للفلسطينيين في غزة.

أفادت الأمم المتحدة أن حوالي 1.9 مليون شخص – أي 90% من سكان غزة – فُروا من منازلهم على مدار العام الماضي، وأن 79% من الأراضي تحت أوامر إخلاء صدرت من إسرائيل.

أطلقت إسرائيل حملة لتدمير حركة حماس ردًا على الهجوم غير المسبوق الذي شنته الحركة على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، والذي أسفر عن مقتل حوالي 1,200 شخص واختطاف 251 آخرين.

أكثر من 43,700 شخص لقوا حتفهم في غزة منذ ذلك الحين، وفقًا لوزارة الصحة التابعة لحركة حماس.