نيويورك تايمز: خطة جديدة للديمقراطيين لمواجهة تسونامي ترامب
في تغير ملحوظ عن إستراتيجية “المقاومة الليبرالية” التي اتبعوها ضد ترامب عام 2017، يبدو أن الديمقراطيين يشعرون بإحباط أكبر تجاهه. وعلى الرغم من أنهم اعتمدوا سابقًا طرق احتجاجية، إلا أنهم الآن يميلون إلى تخطي ترامب بنفس القدر الذي يفكرون فيه في محاربته، حسب التقرير.
تشهد واشنطن تغييرات كبيرة في مناخها السياسي، حيث اختفى العديد من الجمهوريين الذين كانوا يمثلون عائقًا أمام ترامب خلال فترة رئاسته السابقة. وأظهرت المحكمة العليا، التي تضم ثلاثة قضاة عيّنهم ترامب، قدرتها على التكيف مع إرادته.
وفي إطار هذه الظروف، يسعى الديمقراطيون لتشكيل معارضة جديدة من خلال الولايات التي لا تزال تحت سيطرتهم. ويدعون إلى الاعتماد على “استعراض قوتهم” في تلك الولايات لعرقلة بعض سياسات ترامب، مثل قوانين الهجرة، وتعزيز حقوق الإجهاض، وتمويل الإجازات المدفوعة.
وقد بدأ التخطيط لهذا الجهد منذ أكثر من عام، حيث تم تصميم استراتيجيات جديدة لاستجابة محتملة لفوز ترامب. ويعمل المسؤولون الديمقراطيون على ضمان عدم إثارة الشكوك حول قدرتهم على خوض المنافسات الانتخابية المقبلة.
من جانبه، أكد كيث إليسون، المدعي العام لولاية مينيسوتا، أن مكتبه كان مُستعدًا منذ فترة طويلة لعودة ترامب إلى سدة الحكم.
وفي سياق هذا التحضير، يعتمد الديمقراطيون على شبكة من المحامين لمواجهة السياسات المنتظرة لإدارة ترامب. وقد بدأت مجموعة من المنظمات الديمقراطية بتنظيم ورش عمل لمناقشة القضايا الرئيسية، واستقطاب الأشخاص الراغبين في الطعن في القرارات القانونية المحتملة التي قد يتخذها الرئيس المنتخب.
من بين تلك المنظمات، مجموعة “ديموكراسي فوروورد” التي أنشئت بعد فوز ترامب في 2016، والتي جمعت ملايين الدولارات و800 محام للضغط من أجل الحصول على ردود قانونية من الإدارة الجديدة بخصوص مجموعة واسعة من التحديات.
كما بدأ الموظفون الذين عيّنهم الحزب في البحث عن معلومات قد تؤثر على إدارة ترامب في المستقبل.
### باحثون يجهزون لمرحلة جديدة من الصراع مع ترامب
يقوم باحثون من اللجنة الوطنية الديمقراطية ولجنة “أميركان بريدج”، وهي واحدة من أبرز لجان الضغط الديمقراطية، بجمع معلومات عن الأفراد الذين سيتم اختيارهم لتولي مناصب في البيت الأبيض والحكومة الأمريكية.
تركيز الديمقراطيين على حكام الولايات
وبحسب صحيفة “نيويورك تايمز”، فإن الديمقراطيين يواجهون صعوبة كبيرة في تمرير القوانين أو مواجهة أجندة ترامب. لذلك، سيكون تركيزهم الأساسي على حكام الولايات التابعين لحزبهم، والذين يبلغ عددهم 23 حاكمًا، حيث يتنافس عدة منهم ليكونوا الواجهة للحركة المناهضة لترامب المقبلة.
انقسامات داخل الحزب
أظهرت الصحيفة أن هناك انقسامات داخل الحزب حول كيفية التعاطي مع ترامب، ومدى أهمية ذلك. فبينما اختار حاكم ولاية كاليفورنيا، جافين نيوسوم، وحاكم ولاية إلينوي، جيه بي بريتزكر، اتخاذ موقف أكثر عدائية من ترامب، من خلال تعزيز صلاحيات الهيئات التشريعية في ولايتيهما، فإن آخرين مثل حاكم نيوجيرسي، فيل ميرفي، أكدوا على ضرورة البحث عن مجالات للتعاون مع الإدارة الجديدة.
استراتيجية الديمقراطيين تواجه تحديات
وتشير “نيويورك تايمز” إلى أن الاستراتيجية الجديدة للديمقراطيين لا تزال غير مستقرة، حيث ستحضر التنظيمات الليبرالية اجتماعًا لتحالف الديمقراطية لتقديم استراتيجيات جديدة. ويميل الديمقراطيون بشكل متزايد إلى توسيع جهودهم لتشمل مجالات أخرى خارج السياسة، في محاولة لاستعادة التأثير في بيئة إعلامية منقسمة حيث يزداد نفوذ المحافظين.
دروس من الجمهوريين
تتضمن الاستراتيجية الجديدة للديمقراطيين عناصر مستلهمة من التكتيكات التي استخدمها الجمهوريون أثناء إدارة الرئيس بايدن، حيث قام الحكام والهيئات التشريعية في الولايات التي يسيطرون عليها باتخاذ خطوات لتقيد حقوق الإجهاض وتحجيم حقوق المتحولين جنسياً، بالإضافة إلى حظر برامج التنوع، والسعي لتحقيق أولويات محافظة أخرى.