لاريجاني ونصير زاده يزوران دمشق.. أهداف الزيارات تحت المجهر
رسول آل حائي
17/11/2024
طهران- بعد يوم واحد فقط من انتهاء زيارة علي لاريجاني، كبير مستشاري المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، إلى سوريا ولبنان، بدأ وزير الدفاع الإيراني العميد طيار عزيز نصير زاده زيارة رسمية إلى دمشق. وفي هذه الزيارة، التقى وزير الدفاع السوري بشار الأسد وكبار القادة العسكريين والأمنيين.
وكما فعل لاريجاني الذي نقل رسالة من خامنئي إلى رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، أكد وزير الدفاع الإيراني لدى وصوله إلى دمشق استعداد بلاده لتقديم الدعم الكامل لسوريا استناداً على توجيهات قائد الثورة الإسلامية. وذكر نصير زاده أن سوريا تحتل مكانة استراتيجية في السياسة الخارجية الإيرانية، مؤكداً أن الوفد سيبحث مع المسؤولين السوريين التحديات الدفاعية والأمنية بهدف تعزيز العلاقات بين البلدين.
تأتي هذه الزيارات في ظل تصاعد التهديدات الإسرائيلية باغتيال الأسد، بالإضافة إلى الضغوط المتزايدة من قبل تل أبيب لمحاولة فرض سيطرتها على الطرق البرية بين سوريا ولبنان، وذلك بالتوازي مع تصاعد القصف على لبنان وقطاع غزة.
تحليل عسكري
في سياق الحديث عن الاقتراح الأمريكي لإيجاد تسوية بين حزب الله اللبناني وإسرائيل، رأى الجنرال حسين كنعاني مقدم، القيادي السابق في الحرس الثوري، أن زيارة وزير الدفاع الإيراني إلى دمشق تُعد استكمالًا للجهود الإيرانية المتواصلة لدعم الحلفاء في سوريا ولبنان ولتنسيق الجهود في محور المقاومة.
وأوضح كنعاني أنه لا يمكن تحليل زيارة نصير زاده بمعزل عن زيارة لاريجاني، مشددًا على أن الظروف الحالية تتطلب تعزيز الدعم الإيراني لقادة محور المقاومة بما يتناسب مع الأعمال الميدانية. وأكد على أن سوريا تمثل "الجبهة الأمامية لمحور المقاومة"، داعياً إلى إفشال خطط العدو واستغلال الظروف الحالية لصالح المقاومة.
وشدد كنعاني على تأثير الضغوط العسكرية والسياسية والإعلامية على محور المقاومة، مؤكدًا ضرورة التنسيق بين طهران ودمشق والمقاومة الإسلامية في بيروت، بهدف إحباط المخططات الصهيوأمريكية الساعية للحصول على انتصار سياسي على حساب المقاومة.
وعلى ضوء العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان والهجمات المتكررة على سوريا، يرى كنعاني أن الظروف الإقليمية تفرض على كل من طهران ودمشق تنفيذ المعاهدات الثنائية بشكل كامل، بما في ذلك الدعم العسكري والتسليحي.
كما ذكر أن الدعم الإيراني يعزز من صمود فصائل المقاومة، متوقعًا أن تكون الخيارات متاحة لدعم المقاومة في مواجهة الهجمة الإسرائيلية، بما في ذلك إمكانية مدها بمقاتلين متطوعين ومستشارين عسكريين.
وفيما يتعلق بالتهديد الإيراني بتنفيذ عملية "الوعد الصادق الثالثة" ردًا على الإعتداءات الإسرائيلية الأخيرة، أشار كنعاني إلى أن الزيارات الإيرانية إلى سوريا تأتي في إطار وضع الترتيبات اللازمة للعملية القادمة وتنسيق التحركات المستقبلية لهزيمة العدوان.
### التصعيد العسكري يبرز أهمية التعاون الإيراني مع حلفائها
رسالة دعم من طهران للأصدقاء
يشير السفير الإيراني السابق في النرويج وسريلانكا والمجر، عبد الرضا فرجي راد، إلى أن زيارة المسؤولين الإيرانيين إلى سوريا ولبنان تتزايد بشكل ملحوظ في ظل التصعيد المتواصل في كل من دمشق والضاحية الجنوبية لبيروت. يعتبر فرجي راد هذه الزيارات بمثابة “رسالة دعم لأصدقاء طهران وتحدٍ لتهديدات العدو”.
استمرار التنسيق والدعم
في حديثه للجزيرة نت، يوضح فرجي راد أن زيارة المسؤولين الإيرانيين تندرج ضمن خطة التنسيق السياسي، مشيرًا إلى أن طهران مستمرة في تقديم أنواع الدعم كافة لحلفائها في سوريا ولبنان خلال الحرب مستمرة. كما أنها تأتي في إطار تقويتها لتقديراتها الخاصة بالتهديدات الإسرائيلية.
ردّ على التهديدات الإسرائيلية
ويرى فرجي راد أن اختيار علي لاريجاني ونصير زاده للاجتماع مع المسؤولين السوريين في الوقت الحالي يعكس أهمية الرسائل التي ترسلها طهران إلى دمشق، خاصة في ظل التهديدات الإسرائيلية الخطيرة والضغوطات التي تتعرض لها والتي تتضمن مطالب حساسة من قوى خارجية تتضمن تقديم عروض مغرية مقابل التخلي عن دعم المقاومة.
مشاورات كورونا ميدانية
يتابع فرجي راد، أن إيران تواصل مشاوراتها الوثيقة مع الجانب السوري لدراسة التهديدات الإسرائيلية من جهة، والتنسيق مع الحلفاء من جهة أخرى، لمواكبة المفاوضات السياسية وكذا تجديد الدعم لفصائل المقاومة، مؤكدًا على عدم تخلي أطراف محور المقاومة عن بعضها البعض.
اجتماعات رفيعة المستوى في دمشق
في سياق متصل، اجتمع وزير الدفاع الإيراني والوفد المرافق له اليوم في دمشق بكل من وزير الدفاع السوري الجنرال علي محمود عباس ورئيس هيئة الأركان الفريق عبد الكريم محمود إبراهيم، بالإضافة إلى اللواء كفاح ملحم رئيس مكتب الأمن الوطني. وقد تناول الاجتماع قضايا ذات اهتمام مشترك تتعلق بالدفاع والأمن في المنطقة وتعزيز التعاون بين البلدين لمواجهة التحديات الإرهابية.