ميلي في الأرجنتين يتحول إلى البراغماتية في أول محادثات مع شي

Photo of author

By العربية الآن

تحولات مفاجئة في سياسة الرئيس الأرجنتيني

لا باز، بوليفيا (AP) – العام الماضي، صرّح المرشح الرئاسي حينها خافيير ميلي بأن الأرجنتين لن “تتفاوض مع الشيوعيين” في كل من الصين أو البرازيل، واصفًا قادتهما بـ”القتلة” و”لصوص”. جاء ذلك في محاولة لجذب الطاقات الشعبية للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وفتحي اليمين المتطرف حول العالم إلى رسالة سياسية قادرة على الفوز.

لقاءات غير متوقعة في قمة مجموعة العشرين

لكن يوم الثلاثاء الماضي، وجد الرئيس ميلي نفسه في قمة مجموعة العشرين في ريو دي جانيرو، يتصافح مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، عازمًا على تعزيز التجارة مع العملاق الآسيوي، وذلك بعد يوم واحد من توقيع وزير اقتصاده اتفاقًا تمهيديًا لتصدير الغاز الطبيعي الأرجنتيني إلى البرازيل.

المواقف المتغيرة للرئيس ميلي

كما وافق ميلي على بيان مشترك أقرّه قادة العالم مساء الاثنين، على الرغم من محاولاته السابقة لإحباط مضيف قمة مجموعة العشرين، الرئيس البرازيلي اليساري لويس إيناسيو “لولا” دا سيلفا، الذي وصفه ميلي ذات مرة بأنها “شيوعي فاسد”.

طغت اللحظات الأخيرة من القمة البارزة لميلي بخطواته العملية، على الرغم من محاولة الرئيس المتعجرف تقويض عدة مبادرات دولية، مثل سحب المفاوضين الأرجنتينيين من قمة المناخ التابعة للأمم المتحدة، وإبداء الرفض الوحيد على تصويتين للأمم المتحدة يتعلقان بحقوق السكان الأصليين ووقف العنف ضد النساء.

معارضة الأرجنتين لتوجهات G20

شدد الدبلوماسيون أن معارضة الأرجنتين لبيان قمة مجموعة العشرين في الأيام الماضية كانت تركز على بنود تتعلق بفرض ضرائب على الأغنياء للغاية وتنظيم الخطاب على الإنترنت. كما سعى المندوبون الأرجنتينيون إلى منع تضمين لغة تتعلق بالمساواة بين الجنسين والإشارات إلى أجندة الأمم المتحدة 2030 للتنمية المستدامة، التي وصفها ميلي بأنها اشتراكية.

مواقف متباينة للمعارضين والداعمين

رأى النقاد أن الرئيس الأرجنتيني يعمل كمعطل، بينما أشاد المؤيدون به كزعيم لـ”فوضى العالم الجديد”. بعد زيارة إلى منتجع مار-a-لاجو الخاص بترامب في فلوريدا، حيث هاجم الاشتراكية وتواصل مع الرئيس المنتخب وإيلون ماسك، بدا أن ميلي يتجاهل مثل هذه المخاوف في ريو.

أصدر مكتب ميلي بيانًا قاسيًا ينتقد فيه إعلان مجموعة العشرين.### ضغط دولي على الأرجنتين

أخيرًا، وقع الرئيس الأرجنتيني على الاتفاق إثر ضغوط دولية هائلة. يقول روبرتو غولارت مينيزس، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة برازيليا: “الأرجنتين ليست قوة عظمى وهي تعاني من وضع اقتصادي صعب للغاية”، مشيرًا إلى أن تلك الضغوط كانت كافية لجعل الأرجنتين تخفف من معارضتها.

لقاء مهم مع الرئيس الصيني

خلال الاجتماع الأول بين ميلي والرئيس الصيني شي جين بينغ يوم الثلاثاء، ناقش الزعيمان العلاقات التجارية والمالية الحالية ورغبتهما في استكشاف فرص جديدة لتعزيز التعاون. وفقًا لبيان الرئاسة الأرجنتينية، أظهرت صورة تجمع بين الرئيسين وهما يتصافحان بحرارة، وأعربا عن دعوتهما المتبادلة للزيارة.

اعتماد الأرجنتين على الصين

تعتبر الأرجنتين معتمدة بشكل كبير على الصين كسوق لمنتجاتها الزراعية، مما يظهر بوضوح أن الدولة التي تواجه أزمات اقتصادية لا ترغب في تدهور علاقاتها مع شريكها التجاري الثاني الذي يعتبر شريانًا ماليًا حيويًا.

موقف الصين الإيجابي

في بيان لوزارة الخارجية الصينية، أعرب الرئيس شي عن تقديره لاستعداد ميلي لمواصلة تعميق التعاون الثنائي، وأشاد بالعلاقات الودية بين البلدين. كما تواصل الصين الاحتفاظ بأصول استراتيجية في الأرجنتين، بما في ذلك حصص في مناجم الليثيوم ومحطة فضائية في باتاغونيا.

اتفاقية هامة مع البرازيل

في الوقت نفسه، وقع وزير الاقتصاد الأرجنتيني لويس كابوتو مع وزير الطاقة البرازيلي ألكسندر سيلفيرا مذكرة تفاهم توفر مصدر دخل جديد ومهم للأرجنتين المثقلة بالديون. الاتفاق ينص على تصدير 30 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي إلى البرازيل من حقل فاكّا مويرتا خلال السنوات الخمس المقبلة.

توتر العلاقات بين زعماء أمريكا الجنوبية

رغم جهود تحسين العلاقات، لم تفلح هذه الخطوات في تخفيف التوترات بين زعماء أكبر اقتصادات أمريكا الجنوبية، والذين لديهم وجهات نظر مغايرة في العديد من القضايا كالمناخ والشؤون الاجتماعية ودور الحكومات.

صورة التباعد بين القادة

في صورة رسمية نشرت في صحيفة محلية، يظهر الرئيس البرازيلي لولا وزعماء آخرون يتصافحون معًا بشكل ودي، بينما تظهر صورة ميلي ولولا وهما يقفان بفصل بينهما، مما يعكس عدم الارتياح بين الرجلين.

قلق من التطورات السياسية العالمية

بعض الخبراء يخشون من أن الانتخابات الأمريكية قد تعزز موقف ميلي وأمثاله من الشخصيات السياسية اليمينية المتطرفة في التخلي عن الالتزامات الدولية. فقد قال غولارت مينيزس: “ميلي اتخذ بالفعل موقفًا مؤيدًا لترامب، مؤكدًا أنه يمكن أن يتسبب في إفراغ مجموعة العشرين من محتواها”.

العزلة الدولية للأرجنتين

يتحمل ميلي المخاطر المترتبة على جعل السياسة الخارجية للأرجنتين مشروطة برئاسة الولايات المتحدة المقبلة، حيث قال غولارت: “الأرجنتين تضع نفسها في موقف من العزلة الدولية”. بالفعل، في الصورة العائلية التقليدية لمجموعة العشرين، والتي أُخذت للمرة الثانية بسبب غياب الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، كان ميلي هو القائد الوحيد المفقود.

في ختام التقرير، يبدو أن الأرجنتين تواجه تحديات كبيرة في سعيها لاحتفاظ علاقاتها الدولية، في ظل وضع اقتصادي صعب يتطلب بناء شراكات قوية.

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.