تحذير للغرب من تحديث العقيدة النووية الروسية
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مؤخراً عن تحديث جديد للعقيدة النووية لروسيا، حيث يعتبر هذا التحديث تحذيراً للغرب وفتحاً “نافذة استراتيجية” بانتظار عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، وفقاً لتحليل نشرته صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية.
قال رئيس الاستخبارات الخارجية الروسية، سيرغي ناريتشكين، إن هذا التحديث يستبعد احتمالات هزيمة الجيش الروسي في ساحة المعركة، مما يوصل رسالة واضحة لكل من يحاول هزيمة الجيش الروسي على الأرض. حيث أن الخيار النووي بات واقعياً، وهذا ما أكده بوتين عند توقيعه على مرسوم تحديث العقيدة النووية الروسية الذي تم اعتماده في عام 2020.
توسيع شروط الاستخدام النووي
في سبتمبر، وسط تصاعد النزاع في أوكرانيا، أشار بوتين إلى إمكانية استخدام الأسلحة النووية ضد الدول غير النووية التي تتلقى دعماً من قوى نووية، في إشارة إلى الولايات المتحدة وأوكرانيا. وكان التعديل الأول ينص على استخدام الأسلحة النووية في حال وجود “عدوان تقليدي” يهدد وجود الدولة الروسية.
بتوقيع تحديث العقيدة النووية، أصبح بإمكان روسيا استخدام الأسلحة النووية إذا حصلت على معلومات موثوقة حول هجوم جوي واسع النطاق. وهذا التعديل يعني توسيع الشروط المستخدمة لضرب السلاح النووي الروسي، كما أوضحت خبيرة الردع، هيلواز فايت.
انتظار مبادرات ترمب
في فترة سابقة، لاحظ بعض الاستراتيجيين الروس تراجع الردع الروسي، لذا باتوا يرون ضرورة إعادة تأكيد خطوط روسيا الحمراء. من وجهة نظرهم، إن اندلاع الحرب في أوكرانيا كان نتيجة لما اعتبروه عدواناً غربياً يستوجب زيادة التركيز على الأسلحة النووية.
يؤكد الخبراء أن بوتين يسعى إلى خلق حالة من الغموض تهدف إلى تثبيط الدعم الغربي لأوكرانيا. ويرجح أن يكون بوتين يحدق في الفجوة الزمنية بين مغادرة بايدن ودخول ترمب إلى البيت الأبيض، آملاً في حصوله على فرص جديدة للسلام تساهم في إنهاء النزاع وفق شروط روسيا.
من جانبها، تشير الباحثة في مؤسسة “كارنيغي”، تاتيانا ستانوفايا، إلى أن بوتين يقدم خيارين للغرب: إما التصعيد نحو حرب نووية أو العمل على إنهاء الصراع وفق المعايير الروسية.