النورستانيون: فقراء أقوياء بعيون زرق في “سويسرا أفغانستان”

Photo of author

By العربية الآن

النورستانيون.. فقراء أقوياء بعيون زرق في “سويسرا أفغانستان”

النورستانيون فقراء أقوياء بعيون زرق في سويسرا أفغانستان فقراء أقوياء فقراء أقوياء
يسكن النورستانيون في أكواخ خشبية على عكس باقي البيوت الأفغانية الطينية والحجرية (شترستوك)

كابل- صرح محمد عَلَم، أحد سكان منطقة نورستان، قائلاً: “إننا أناس منحكم الله قوة بدنية وبسالة في الحروب، وهذه خاصية جعلتنا نتفوق على الغزاة عبر التاريخ”.

أضاف محمد عَلَم بأن الإسكندر المقدوني لم يستطع اختراق حدود نورستان، وأنهم “هزموا تيمورلنك في معركة كبيرة”، وكما أكد أنهم “كانوا أول ولاية تبدي المقاومة ضد الغزو السوفيتي، وأيضًا لقنوا القوات الأمريكية دروسًا قاسية خلال الاحتلال الأمريكي”.

يقول محمد علم مبتسمًا، “لذا، فإنه من الطبيعي أن نبقى آخر من اعتنق الإسلام بين الشعوب الأفغانية، منذ حوالي 150 عامًا، نحن اليوم من أكثر القبائل تمسكا بالدين الإسلامي”.

1732238649 480 النورستانيون فقراء أقوياء بعيون زرق في سويسرا أفغانستان فقراء أقوياء فقراء أقوياء
نورستان كانت آخر المناطق الأفغانية دخولا في الإسلام (مواقع التواصل)

قوم أشداء

تتميز نورستان بحصانتها التي جعلت منها منطقة عصية على الغزاة، إذ كانت تعرف تاريخياً بـ”كافرستان” حتى فتحها الأمير عبد الرحمن خان، الذي بدوره أسلم أهلها وغير اسمها إلى “نورستان” أي أرض النور.

بقي عدد قليل من السكان على وثنيتهم، فروا إلى باكستان، بينما تمتع النورستانيون بالأراضي في كابل وعُين عدد من أفرادهم جنرالات في الجيش الأفغاني.

اليوم، تعتبر نورستان إحدى ولايات أفغانستان الأربع والثلاثين، ويطلق عليها “سويسرا أفغانستان” لجمال طبيعتها المتمثل في الجبال المكسوة بالغابات والأنهار الجارية.

الملامح الأوروبية للنورستانيين تتمثل في عيونهم الزرقاء وشعرهم الأحمر، وقد أثيرت تساؤلات عديدة حول أسباب هذا الاختلاف. يقول محمد عَلَم “يشاع أن النورستانيين هم نسل جنود الإسكندر المقدوني”.

بينما يرى العلماء أن القبائل الآرية قد سكنت المناطق الأفغانية، وعندما اختلط باقي الأفغان مع ثقافات مختلفة عبر الزمن، حافظ النورستانيون على نقائهم الجيني.

1732238649 727 النورستانيون فقراء أقوياء بعيون زرق في سويسرا أفغانستان فقراء أقوياء فقراء أقوياء
العادات النورستانية تفرض على المرأة تولي مسؤولية أسرتها داخل وخارج البيت (غيتي)

المرأة النورستانية

تتحمل المرأة النورستانية مسؤوليات كبيرة، حيث يتم اعتمادها في إدارة شؤون الأسرة سواء داخل المنزل أو خارجه، وهو ما يعكس صمود هذه الثقافة العريقة.

## دور النساء في المجتمع النورستاني

تؤدي النساء في نورستان دورًا محوريًا في إدارة شؤون الأسرة، على عكس العديد من مناطق أفغانستان. تقول ميترا، فتاة نورستانية: “منذ صغري رأيت جدتي وأمي وكافة نساء قبيلتنا يزاولن معظم الأعمال، مثل رعاية الماشية، وزراعة الأرض، وزيادة المحاصيل، وجمع الحطب، بالإضافة إلى تربية الأبناء ورعاية المنزل. إن حياة المرأة النورستانية صعبة للغاية”.

العادات المتوارثة

عند سؤاله عن أسباب هذا النظام، أوضح محمد علم أن الرجال في السابق كانوا مشغولين بالحروب، مما جعل النساء تتحملن مسؤولية الأعمال المنزلية. وأشار إلى أن هذه العادات استمرت منذ زمن بعيد، حتى قبل الإسلام. عندما سُئل عما إذا كان يعتبر هذا النظام ظلماً للمرأة، أجاب بابتسامة خجولة: “نعم، هو نظام ظالم، وقد بُذلت جهود كبيرة من قبل رجال الدين لتغيير هذه العادات، ولكن دون جدوى، كون المجتمع قد تعود عليها”.

تشدد في حماية النساء

وعلى الرغم من الأعمال الشاقة التي تقوم بها النساء، يلتزم النورستانيون بستر نسائهم، حيث يُمنع الرجال من الاقتراب من المناطق التي تعمل فيها النساء. وإذا حدث وانتهك رجل هذا القاعدة، فللمرأة الحق في تقديم شكوى لمجلس الشورى المحلي، حيث يمكن أن يُفرض عليه غرامة، تكون غالبًا بقرة أو ما يعادلها من المال.

الأخشاب المتوفرة في منطقة نورستان تعد مصدرا أساسيا تعتمد عليه صناعتها

الإرث الصناعي في نورستان

يعيش سكان نورستان في أكواخ خشبية مرفوعة عن الأرض، فيما يرتفع ارتفاعها حتى 4000 متر فوق جبال الهندكوش. مقارنةً بالمناطق الأخرى في أفغانستان، تشتهر نورستان بمنازلها الخشبية التي تُبنى من الخشب المحلي المستخرج من الغابات الكثيفة.

كما تعرف المنطقة بصناعاتها اليدوية الخشبية من أطباق وأوانٍ وأدوات منزلية، حيث أشار محمد أفضل، أحد النورستانيين والمتخصصين في الأعمال الخشبية، إلى جودة صناعة هذه المنتجات وحاجة السوق الأفغاني لها.

يضيف بهرام الدين، أحد المسؤولين المحليين، أن هناك مصانع تقليدية مهجورة لصناعة الخمر، تُعتبر من بقايا العصور الوثنية، مبينًا كيفية عمل هذه المصانع التي كانت تُستخدم قبل انتشار الإسلام.

لا توجد رعاية صحية وتعليمية كافية في مناطق أفغانستان النائية

معاناة النورستانيين

يعاني سكان نورستان من الفقر ونقص المرافق الصحية والتعليمية. تاريخياً، لم يحصلوا على الرعاية الكافية من الحكومة ولم يصل أي منهم لمرتبة وزير. على الرغم من وجود نواب في البرلمان، إلا أن فرصهم الحكومية محدودة جداً.

مؤخراً، زار مولوي عبد الكبير، نائب وزير الخارجية، ولاية نورستان، حيث التقى بشيوخ القبائل واستمع لمطالبهم، مؤكداً على أهمية نورستان كمركز سياحي مستقبلي.

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.