# لماذا يحتاج الأطفال والكبار إلى قيلولة في النهار؟
**تاريخ النشر:** 14/11/2024
**المصدر:** العربية الآن
يعتبر النوم جزءًا أساسيًا من حياتنا، إذ يُغطي حوالي ثلثها، وهو ضروري للحفاظ على الصحة وتجديد الطاقة. ومع ذلك، يطرح تساؤل مهم: هل نحن بحاجة إلى النوم في النهار بنفس الحاجة إلى النوم ليلاً؟
## أهمية النوم للأطفال
تشير فانيسا لوبيو، أستاذة علم النفس بجامعة روتجرز، إلى أن النوم ليس ضروريًا لجميع الكائنات، فبعضها يمكنه العيش دون نوم، بينما يؤدي الحرمان التام منه إلى الوفاة في حالات أخرى، كما أظهرت الدراسات على الفئران.
تحتاج مرحلة الطفولة إلى النوم بشكل خاص، حيث ينمو الدماغ بسرعة خلال السنوات الأولى. ينام الأطفال حديثو الولادة لفترات طويلة تصل إلى 20 ساعة يوميًا، وتستمر حاجتهم للقيلولة حتى سن أربع سنوات.
واحدة من الدراسات الكلاسيكية أظهرت أن نوم حركة العين السريعة يلعب دورًا أساسيًا في تطور النظام البصري غير الناضج لدى الرضع. الأطفال الذين تعرضوا لتحفيز بصري منخفض يحتاجون بشكل أكبر إلى هذه المرحلة من النوم لتعويض نقص التحفيز.
## تأثير النوم على الذاكرة
أثبتت دراسات أن قيلولة ما بعد التعلم تمكن الرضع من استذكار ما تعلموه بشكل أكثر فعالية. تلك النتيجة تمتد حتى سن ما قبل المدرسة، حيث يُظهر الأطفال في هذا العمر قدرة أفضل على استرجاع الذكريات إذا حصلوا على كمية كافية من النوم.
## القيلولة وتطور منطقة الحُصين
أشارت لوبيو إلى أن القيلولة تلعب دورًا حاسمًا في تطور منطقة الحُصين، وهو جزء من الدماغ مسؤول عن التعلم وتخزين الذكريات. لم يصل الحُصين إلى كفاءته الكاملة حتى يبلغ الطفل 18 إلى 24 شهراً، مما يعكس أهمية النوم الكافي والدوري في هذه المرحلة العمرية critical for cognitive development.
## أهمية القيلولة لكل الأعمار
تشير الأبحاث إلى أن القيلولة مفيدة للبالغين كذلك، حيث تساعدهم على تحسين تركيزهم وأدائهم طوال اليوم. لذا، لا تقتصر أهمية القيلولة على الأطفال فحسب، بل تمتد لتشمل الكبار والمراهقين الذين يمكن أن يحققوا فوائد صحية ونفسية من خلال هذه العادة.
**المراهقون يحتاجون إلى ساعات نوم أقل يوميًا من الأطفال، ولكنه يمكن أن تكون القيلولة مفيدة لهم أيضًا**.
فائدة القيلولة للنمو العقلي
تُعتبر القيلولة مهمة لدماغ الأطفال، حيث تسهم في تعزيز الذاكرة خلال مرحلة نمو الحُصين، وهو جزء من الدماغ مسؤول عن معالجة الذكريات. مع تزايد نضوج هذا الجزء، تنخفض حاجة الأطفال للقيلولة، وقد أظهرت الأبحاث أن الأطفال الذين يستمرون في أخذ قيلولة منتظمة قد ينسون المعلومات بسرعة أكبر من نظرائهم الذين لا يأخذون قيلولة، مما يدل على تطور الحُصين بشكل أكبر لدى الأولاد الذين لا ينامون خلال النهار.
أهمية القيلولة للمراهقين والبالغين
تشير الكاتبة إلى أن القيلولة ليست مفيدة للأطفال وحسب، بل هي أيضاً ذات أهمية للمراهقين، الذين قد يحتاجون إلى قدر أقل من النوم ليلاً. في ظل انتشار مشكلات قلة النوم بين هذه الفئة، يمكن أن تؤدي القيلولة دوراً إيجابياً. وبالنسبة لكبار السن، فهي تساعد في تقليل الإحساس بالنعاس وتحسين الأداء الفكري.
تضيف الكاتبة أن تأثير القيلولة على جودة النوم ليلاً قد لا يكون ملحوظاً لدى كبار السن، ولكنها تعزز المزاج وتزيد من اليقظة وكفاءة الأداء العقلي.
ومع ذلك، هناك عوامل تتحكم في تأثير القيلولة، مثل توقيتها ومدتها. حيث أن القيلولات القصيرة تميل إلى أن تكون أكثر فعالية من الطويلة. وهذا يعني أن النوم خلال النهار يكون مفيداً أكثر لشخص بالغ إذا كان يتم في وقت مناسب ولم تتجاوز مدته ساعة واحدة.
