غارديان: لاجئون سودانيون يختبئون في غابة إثيوبية هربًا من القتل

Photo of author

By العربية الآن

**غارديان: اللاجئون السودانيون يبحثون عن الأمان في غابة إثيوبيا**

امرأة سودانية، خديجة عيسى خميس، 90 عامًا، هربت من النزاع في جنيينة، دارفور، تتجول خارج مأواها المؤقت في أدري بتشاد. (رويترز)
المنظمات الدولية تؤكد مأساة وضع اللاجئين السودانيين في الدول المجاورة (رويترز)
أرغمت النزاعات المستمرة في السودان، بين الجيش وقوات الدعم السريع، مئات الآلاف من المواطنين على مغادرة وطنهم بحثًا عن الأمان. لكن أولئك الذين لجأوا إلى إثيوبيا وجدوا أنفسهم في صراع آخر.

**تقرير غارديان عن محنة اللاجئين**

في تقرير ميداني نشرته صحيفة غارديان البريطانية، تم تسليط الضوء على الوضع المأساوي للاجئين السودانيين في إقليم أمهرة بإثيوبيا. التقى مراسل الصحيفة فيصل علي، بثلاثة لاجئين عاشوا الصيف في إحدى الغابات. وقد سردوا معاناتهم المستمرة بعد 19 شهرًا من فرارهم من الوطن.

بينما يقيم اثنان منهما، عبدالله ومحمود، في غابة أولالا بمسكن مؤقت تديره الأمم المتحدة بالقرب من الحدود السودانية، اختار الثالث، كرم، الانتقال إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.

**مراحل الهروب المتتالية**

عبد الله، وهو مدرس لغة إنجليزية من الخرطوم، كان من بين آلاف اللاجئين الذين تعرضوا لهجمات من قطاع الطرق والمجموعات المسلحة في المخيمات التي تديرها الأمم المتحدة. وعندما حاول الهرب في العام الحالي، اختار الغابة كملجأ مؤقت، بعيدًا عن السلطات.

يتذكر عبدالله لحظة اختراق دوي الرصاص لليل الهدوء في تلك الغابة، ويصف كيف كانوا يتشبثون “بحبل النجاة”، في محاولة للنجاة من الأزمة المتفاقمة حولهم.

**الهجمات المتكررة على المخيمات**

بعد أن غادر السودان بسبب الحرب في أبريل 2023، تعرض عبد الله للاعتقال في أول بلدة يصلها حدود إثيوبيا، وتم إطلاق سراحه بعد أيام من الضرب المبرح. وفي فترة وجوده في الغابة، تعرض المخيم الذي أقام فيه لهجمات مكررة، حيث قام المسلحون بانتزاع الخيام نهب ممتلكات اللاجئين.

شهدت المنطقة زيادة في العنف مع اندلاع النزاعات بين عناصر الأمهرة والجيش الإثيوبي، مما أجبر الكثيرين على الفرار. في أغسطس، تم إعلان حالة الطوارئ مع إغلاق شبكة الإنترنت وسط القتال المتزايد.

ويواصل اللاجئون السودانيون التكيف مع الظروف القاسية، بينما تتحمل منظماتهم أعباء حماية أنفسهم في بيئة تزداد فيها المخاطر يومًا بعد يوم.### اندلاع الحرب ونتائجها الوخيمة

فر العديد من اللاجئين إلى إثيوبيا هربًا من الصراع الذي يشهده وطنهم. بعد أسابيع من تعرض المخيمات للهجمات، بدأ الأمل يتلاشى في نفوسهم.

ويعبر أحد اللاجئين قائلًا: “كان الخوف يسيطر علينا كل يوم من أن نلقى حتفنا. فقد قُتل بعض من كانوا معنا، ونُهبت ممتلكاتنا، وكل ليلة كانت تأتي بالرعب.”

### مأساة مستمرة

وفي تصريحه عبر الهاتف، أبدى عبد الله استسلامه، وقال: “ظننت أنني سأكون بأمان في إثيوبيا، والآن لا يوجد مكان أحتفظ فيه بالأمل.”

أكد اللاجئون أن الأمم المتحدة أرسلت قوات محلية إثيوبية لحماية مخيمات اللاجئين، ولكن لم تنجح في ذلك. وعندما استفسر عبد الله من قائد القوات عن سبب عدم نجاحهم في إيقاف المهاجمين، كانت الإجابة إنه يخاف من انتقامهم.

تظهر الصور والفيديوهات عائلات تنصب خيامًا مؤقتة على الطرق، فيما استقر آخرون داخل غابة أولالا، حيث ينام العديد منهم في العراء. استمرت الهجمات حتى اضطر اللاجئون للتفرق في أوائل أغسطس.

***

### محاولات العودة ومعاناة مستمرة

كشف عبد الله أن بعض اللاجئين قرروا العودة إلى السودان على أمل التوجه إلى ليبيا أو مصر، بينما عاد آخرون إلى مركز الإيواء المؤقت التابع للأمم المتحدة قرب الحدود.

أفادت منظمة هيومن رايتس ووتش أن الحكومة الإثيوبية قامت بإنشاء المخيمات في مناطق خطر، ولم تتخذ الخطوات الكافية للتقليل من تلك المخاطر.

المصدر: غارديان

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.