المغرب ضمن الدول المستقطبة والمصدرة للأفكار والتقنيات في قمة الويب
شارك عدد من الدول في قمة الويب المقامة في لشبونة بأجنحة خاصة، حيث تركزت أهدافهم على استقطاب الخبرات أو دعم الشركات الناشئة. وشهد الحدث تواجد مستثمرين وشركات عالمية في مجالات التقنية، مما أتاح الفرصة أمام الدول للتواصل والتعاون.
في هذا التقرير، نستعرض أربع دول برؤى مختلفة تجاه المشاركة في قمة الويب.
المغرب.. دعم ملكي لرواد الأعمال والشركات الناشئة
قدم المغرب مشاركة قوية بجناح يمثل وزارة الانتقال الرقمي والإصلاح الإداري، حيث دعمت الوزارة 24 شركة ناشئة حضرت المهرجان. كما تمثل هذه الشركات جزءاً من الجهود الملكية لتعزيز الابتكار في البلاد.
وزير الانتقال الرقمي، إدريس، قال إن الجناح يركز على دعم الشركات الفائزة في قمة “جيتكس أفريقيا” التي أقيمت في الرباط، حيث كان الهدف هو تمكينها من الفرص الاستثمارية من خلال التواصل مع مستثمرين عالميين.
تسعى وزارة الانتقال الرقمي لإيجاد بيئة داعمة للشركات عبر استراتيجيات مثل دعم رأس المال المجازف وتوفير حاضنات أعمال، بما يتماشى مع الرؤية الملكية لتعزيز منظومة الابتكار.
اليونان.. أولوية دعم الشركات الناشئة
تشترك اليونان في قمة الويب بجناح خاص يمثل الشركات الناشئة، حيث ترعى شركة “إنتربرايز غريس” هذه المشاركة. وتركز اليونان على التواصل مع الأسواق الدولية لتوسيع فرص رواد الأعمال في الوصول إلى مستثمرين من مختلف دول العالم.
وأشار أحد ممثلي اليونان إلى أن الحكومة تعي أهمية الابتكار في الاقتصاد وتعمل على دعم المشاريع الناشئة بشكل فعال لضمان نموها ونجاحها في أوساط الأعمال العالمية.
### دعم الشركات اليونانية في المعارض التقنية
تحدث ديميتريس كارديس، ممثل الجناح اليوناني في قمة الويب، عن أهمية الدعم الذي تقدمه الشركات المتخصصة في التسويق، مثل شركته، لرواد الأعمال اليونانيين. حيث أوضح أن الكثير من هؤلاء الرواد قد يفتقرون إلى المهارات اللازمة للتواصل والتسويق أثناء سعيهم للإنتشار في الأسواق العالمية. ويظهر هذا الاحتياج بشكل جلي في مثل هذه الأحداث التقنية.
كما أشار كارديس إلى مشاركة عدد من رواد الأعمال اليونانيين الذين حصلوا على تمويل من حاضنات أعمال عالمية، وذلك بهدف استكشاف الفرص الاستثمارية التي يمكن أن تعود بالنفع على الشركات وتعزز البيئة الاستثمارية في اليونان.
### السويد.. محط أنظار رواد الأعمال
وكالة “بيزنس سويدن” تسعى لجذب الاستثمارات الدولية إلى السويد، حيث تروج البلاد كوجهة متميزة للشركات التقنية والمواهب العالمية. وقد أكدت السويد على تركيزها على الابتكار على مدار سنوات طويلة، إذ أنها تسجل نجاحات ملحوظة مع شركات بارزة مثل “إريكسون” و”سبوتيفاي”.
السويد تدمج بين التكنولوجيا والاستدامة، وهو ما تدعمه الحكومة، في بيئة عملية تتميز بالتوازن بين العمل والحياة، إضافة إلى الإنتاجية العالية والاتصال الدولي المتميز.
بير يانسون، ممثل “بزنس سويدن”، أكد أن البلاد تهدف إلى تعزيز موقعها كوجهة استثمارية رائدة للشركات التقنية والمواهب. وأوضح أن السويد قد تصدرت مشهد الابتكار بفضل تاريخها الطويل في تطوير التكنولوجيا، مع التركيز على دعم مستدام للتطور.
عندما سُئل عن أبرز ميزات السويد، أوضح يانسون أن التوازن بين العمل والحياة هو أهمها، يليه القدرة على الإنتاجية العالية، ثم الاتصال العالمي المتنوع عبر نظام بيئي تقني متكامل.
وذكر يانسون أن التحدي الأكبر يكمن في طبيعة شبكات الأعمال في السويد، التي قد تكون مغلقة بعض الشيء. ومع ذلك، تساهم “بزنس سويدن” في مساعدة الشركات الجديدة على تجاوز هذه العقبة من خلال توفيرها لشبكات العلاقات المناسبة.
### جورجيا.. طموحات في سوق صغير
زوراب، ممثل الجناح الجورجي في القمة، أكد أن جورجيا قد عملت على مدى عشر سنوات لتعزيز بيئة داعمة للشركات الناشئة عبر وكالة الابتكار والتكنولوجيا. وهذا يشمل إنشاء مراكز تكنولوجية، وتقديم مبادرات تمويل، واستقطاب مسرّعات دولية مثل “500 ستارت أبس”، مما حول جورجيا إلى نقطة محورية للشركات الناشئة.
وزعم زوراب أن الموقع الجغرافي المتميز لجورجيا بين أوروبا وآسيا، إلى جانب اتفاقيات التجارة الحرة وتصنيفها الجيد في سهولة ممارسة الأعمال، يجعلها خيارًا جذابًا لرواد الأعمال.
وذكر زوراب أن مبادرة “الشركة الناشئة في جورجيا” تقدم مزايا ضريبية كبيرة، منها الإعفاء الضريبي الكامل في السنوات الثلاث الأولى، يليه معدل ضريبي منخفض فيما بعد.
وبالرغم من أن السوق المحلي الصغير يمثل تحديًا، إلا أن زوراب ينظر إليه كميزة، حيث يسمح للبدء بالتحقق من صحة أفكار الشركات الناشئة بكفاءة، ويشجعها على التوجه نحو العالمية منذ البداية، مما يعزز فرص نجاحها على المستوى الدولي.