أنت
الوحدة.. آفة العصر التي تسبب أمراض القلب والسكري
تُظهر الأبحاث أن الأشخاص الذين يعانون من الوحدة يموتون في وقت مبكر نتيجة لأمراض القلب، ويزيد تعرضهم لمرض السكري وأمراض الخرف والذاكرة بنسبة تصل إلى 40%. كما أشار العلامة ابن خلدون إلى أن الإنسان كائن اجتماعي، ولا يستطيع العيش بمفرده، حتى لو توفرت له كل مقومات الراحة.
وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “من أصبح منكم آمنا في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها”.
تأثير الوحدة على القلب
يوضح الدكتور ياسر صادق، استشاري أمراض القلب، أن مركزًا في المخ مسؤول عن إحساس الوحدة يرسل إشارات تؤدي إلى إفراز هرمونات مثل الأدرينالين والطاقة التي تهدد الصحة. هذه التأثيرات يمكن أن تتسبب في زيادة معدل ضربات القلب وتؤدي إلى ضعف الشرايين وزيادة احتمال الإصابة بالجلطات.
منذ الثمانينيات، تركز الدول الغربية على أبحاث تدرس أثر الوحدة على صحة القلب. وقد أجرى الدكتور بحثًا على 300 ألف شخص بعد جائحة كورونا، حيث أظهرت النتائج أن 65% منهم كانوا يعانون من الوحدة، و17% تطلبت حالتهم دخول المستشفى.
ولفت الدكتور إلى أن الأشخاص الذين دخلوا المستشفى وعانوا من تفاقم مشاعر الوحدة تعرضوا لما يعرف بـ”متلازمة القلب المكسور”، وهي حالة يظهر فيها الشخص سليمًا، ولكن النوبات القلبية تحدث نتيجة لمشاعر الغضب الناتجة عن الوحدة.
مصادر العزلة
يشير مقدم برنامج “أنت”، الدكتور خالد غطاس، إلى أهمية توفر أربعة عناصر لمواجهة الوحدة: الأم، الحبيب، الدين، والصديق. يوضح أنه عاش أزمة الوحدة من خلال تجربتين؛ مع والدته ومع نفسه. يروي أنه عندما اتصل بوالدته ذات يوم، لاحظ أن صوتها كان غير طبيعي، وعندما استفسر عنها أخبرته أنها لم تتحدث مع أحد طوال اليوم.
على الصعيد الشخصي، مكث الدكتور خالد في الغربة حوالي 10 سنوات لدرجة أنه بدأ يكتب الشعر.