ثورة طبية: الذكاء الاصطناعي يحقق إنجازات جراحية في 10 ثوانٍ
نجح فريق من الباحثين في جامعتي ميشيغان وكاليفورنيا في سان فرانسيسكو في تطوير نموذج يعتمد على الذكاء الاصطناعي يحدد بدقة مدى بقاء أي جزء من ورم المخ السرطاني خلال جراحة إزالة الورم في زمن لا يتجاوز 10 ثوانٍ. وقد تم نشر نتائج هذا الابتكار في مجلة نيتشر بتاريخ 13 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.
تكنولوجيا “فاست غلايوما”
تتفوق التقنية التي تحمل اسم “فاست غلايوما” (FastGlioma) على الطرق التقليدية في تحديد بقايا الورم، حيث أن جراحة إزالة الورم، وهي عملية جراحية معقدة، تعاني غالباً من صعوبة في استئصال الكتلة بالكامل. ولهذا السبب، قد تُترك بعض الخلايا السرطانية بسبب عجز الجراحين عن التمييز بين أنسجة المخ السليمة وبقايا الورم، مما يمثل تحديًا كبيرًا في الجراحة.
تستخدم فرق جراحة الأعصاب تقنيات متعددة لتحديد مواقع الأورام المتبقية، بما في ذلك التصوير بالرنين المغناطيسي وأدوات التصوير الفلوري، لكن تلك الأدوات ليست متاحة في كل المواقع الطبية، فضلاً عن عدم قابليتها للاستخدام في جميع حالات الأورام.
تحسين دقة العمليات الجراحية
أوضح الباحث تود هولون، الجراح الأعصاب في جامعة ميشيغان، أن نظام “فاست غلايوما” يتمتع بقدرة كبيرة لتحسين إدارة المرضى الذين يواجهون أورام المخ بشكل جذري. وقد شملت الدراسة تحليل عينات من 220 مريضًا خضعوا لجراحة لاستئصال ورم دبقي منتشر.
أظهرت النتائج أن تقنيات الذكاء الاصطناعي، عبر “فاست غلايوما”، تمكنت من الكشف عن الأورام المتبقية بنسبة خطأ بلغت 3.8% فقط، مقارنة بمعدل خطأ تقليدي يصل إلى 25% في الطرق الأخرى.
تحديات الأورام المتبقية
لم تشهد معدلات البقاء للأورام المتبقية تغيرات كبيرة في جراحة الأعصاب خلال العقدين الماضيين. وبالتالي، فإن وجود ورم متبقي يؤثر سلبًا على جودة حياة المرضى، ويسبب زيادة الأعباء على نظم الصحية العالمية، والتي تتوقع إجراء حوالي 45 مليون عملية جراحية سنويًا حتى عام 2030.
توصي المبادرات العالمية في مجال السرطان بإدماج تقنيات حديثة مثل التصوير المتقدم والذكاء الاصطناعي ضمن إجراءات جراحة الأورام.
لا يقتصر دور “فاست غلايوما” على كونه وسيلة للأخصائيين في الأورام الدبقية فقط، بل يمكنه أيضًا الكشف بدقة عن الأورام المتبقية في أنواع أخرى من الأورام، بما في ذلك الأورام المخية عند الأطفال.