فقدان الوزن كعلاج فعال لتكيس المبايض
أظهرت دراسة حديثة أجراها باحثون في جامعة أكسفورد بالمملكة المتحدة، أن فقدان الوزن يساهم في تحسين بعض أعراض متلازمة تكيس المبايض، مثل انتظام الدورة الشهرية، مما يجعله خيارًا علاجيًا شائعًا للمريضات.
ما هي متلازمة تكيس المبايض؟
متلازمة تكيس المبايض هي حالة هرمونية شائعة تؤثر على النساء في سن الإنجاب، تبدأ عادة في سن المراهقة وقد تتغير أعراضها مع الوقت. تسبب هذه الحالة مشاكل في وظيفة المبيضين، مثل صعوبة الحمل وزيادة نمو الشعر في بعض المناطق.
تعتبر المتلازمة حالة مزمنة لا يُمكن الشفاء منها، لكن يمكن تحسين أعراضها من خلال تغيير نمط الحياة والعلاج الدوائي. لا يُعرف السبب الرئيسي لهذه الحالة، لكن النساء اللاتي لديهن تاريخ عائلي أو مصابات بداء السكري من النوع الثاني يكنَّ الأكثر عرضة للإصابة.
نحو 8-13% من النساء في سن الإنجاب متأثرات بمتلازمة تكيس المبايض، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، ويتم تشخيص حوالي 70% فقط من المصابات عالميًا. المتلازمة تعتبر سببًا رئيسيًا لانقطاع الإباضة والعقم، وترتبط بمشاكل صحية مختلفة تؤثر على الجوانب البدنية والنفسية.
أعراض متلازمة تكيس المبايض
وفقًا لمصادر الصحة الوطنية في المملكة المتحدة، تشمل الأعراض الرئيسية لمتلازمة تكيس المبايض ما يلي:
- عدم انتظام الدورة الشهرية.
- ارتفاع مستويات الهرمونات الذكرية (androgens)، مما يؤدي إلى زيادة نمو الشعر في الجسم والوجه.
- تكون أكياس صغيرة في المبايض، حيث تزداد حجمها مع ظهور فجوات مملوءة بالسائل، مما يعيق الإباضة.
كما قد يعاني المرضى من مشكلات صحية أخرى مثل:
- مرض السكري من النوع الثاني.
- ارتفاع ضغط الدم.
- ارتفاع مستوى الكوليسترول.
- أمراض القلب.
- سرطان بطانة الرحم.
- فضلاً عن القلق والاكتئاب.
كيفية تشخيص متلازمة تكيس المبايض
يجب استشارة الطبيب لتحديد التشخيص الدقيق، حيث يتطلب التعرف على حالة تكيس المبايض الفحص الطبي والتاريخ المرضي الشامل.
يتم تشخيص متلازمة تكيس المبايض بناءً على وجود اثنين على الأقل من الأعراض التالية:
- دلائل على ارتفاع مستوى الأندروجينات (مثل الشعر الزائد على الوجه أو الجسم، تساقط الشعر من فروة الرأس، ظهور حب الشباب، أو ارتفاع مستوى هرمون التستوستيرون في الدم) بعد استبعاد أسباب أخرى.
- عدم انتظام الدورة الشهرية أو انقطاعها بعد استبعاد أسباب أخرى.
- وجود تكيسات على المبيضين وفقاً لفحص الموجات فوق الصوتية.
يمكن استخدام اختبارات الدم لتحديد أي تغييرات في مستويات الهرمونات.
علاج متلازمة تكيس المبايض
لا يوجد علاج شافٍ لمتلازمة تكيس المبايض، لكن يمكن إدارة الأعراض. إذا كانت المرأة تعاني من زيادة الوزن، ففقدان الوزن واتباع نظام غذائي متوازن قد يساعد في تحسين بعض الأعراض.
تتوفر أدوية لمعالجة أعراض مثل زيادة الشعر غير المرغوب فيه، عدم انتظام الدورة الشهرية، ومشكلات الخصوبة.
فقدان الوزن وتأثيره على الأعراض
أجرت مجموعة من الباحثين بحثًا شاملًا في العديد من قواعد البيانات العلمية لدراسة التجارب التي أجريت على البشر حتى يونيو/حزيران الماضي؛ المقارنة بين تأثير فقدان الوزن والرعاية المعتادة أو النصائح المعطاة للمرضى. وقد نُشرت النتائج في مجلة حوليات الطب الباطني في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني الحالي.
استمرت هذه الدراسة المعروفة بالمراجعة المنهجية في جمع وتحليل المعلومات من دراسات مختلفة، للتركيز على التجارب السريرية ذات الشأن.
كان هدف الدراسة سد الفجوة في الأدلة حول تأثير فقدان الوزن في تنظيم الأعراض المتعلقة بمتلازمة تكيس المبايض، لتقديم نصائح مدعومة علمياً للمرضى.
تمت مقارنة نتائج المرضى الذين تلقوا تدخلاً لفقدان الوزن مع أولئك الذين لم يتلقوا أي رعاية إضافية، إضافة إلى مرضى تم تقديم رعاية تقليدية لهم، مثل الميتفورمين أو حبوب منع الحمل. كما تم تحليل تأثير هذه التدخلات على المؤشرات الأيضية، والعلامات الهرمونية، ونوعية الحياة.
شملت التدخلات أساليب سلوكية كالحمية الغذائية والنشاط البدني، بالإضافة إلى علاجات دوائية، أو جراحة تقليل الوزن، أو مزيج من التدخلات.
توصل الباحثون إلى أن التدخلات القائمة على فقدان الوزن ارتبطت بتحسينات ملحوظة في السيطرة على مستويات السكر في الدم والعلامات الهرمونية، بما في ذلك مؤشر الأندروجين الحر.
الأندروجينات ودورها في الصحة
يُنتج كل من الرجال والنساء هرمونات ذكورية تعرف بالأندروجينات، وأبرزها هرمون التستوستيرون. تلعب هذه الهرمونات دورًا هامًا خلال فترة البلوغ وتؤثر في صحة الأفراد مع تقدمهم في العمر.
تُعد زيادة الأندروجين من أشهر اضطرابات الغدد الصماء لدى النساء في سن الإنجاب، حيث يُنتج الأندروجين بشكل رئيسي بواسطة الغدد الكظرية والمبايض. وتساعد الأنسجة الطرفية كالدهون والجلد في تحويل الأندروجينات الأقل قوة إلى أندروجينات أقوى.
قد تؤثر زيادة الأندروجين على أنسجة وأعضاء متنوعة مسببة سمات سريرية مثل حب الشباب وزيادة الشعر ومشكلات في الإنجاب.
تُستخدم نسبة مؤشر الأندروجين الحر بعد إجراء فحص الدم للتستوستيرون لتحديد ما إذا كانت هناك مستويات غير طبيعية للأندروجينات.