الجمعة السوداء: من فوضى شوارع فيلادلفيا إلى ظاهرة تسوق عالمية

Photo of author

By العربية الآن

تحول “الجمعة السوداء” من زحام فيلادلفيا إلى ظاهرة تسوق عالمية

زبائن ينتظرون للدفع مقابل شاشات التلفاز وغيرها من السلع في متجر Sam's Club خلال انطلاق موسم التسوق المكسيكي "El Buen Fin" (عطلة نهاية الأسبوع الجيدة) في مكسيكو سيتي، المكسيك، 7 نوفمبر 2024. REUTERS/Henry Romero
تحول مهرجان “الجمعة السوداء” إلى حدث يمتد لعدة أيام بدلاً من يوم واحد (رويترز)

يعتبر يوم “الجمعة السوداء” من أبرز الأيام التجارية في أمريكا وأوروبا. يأتي هذا اليوم بعد “عيد الشكر” الأميركي الذي يحتفل به في آخر خميس من نوفمبر، حيث سيصادف هذا العام في 29 نوفمبر. في هذا اليوم، تقدم المتاجر تخفيضات كبيرة تجذب الزبائن الذين يترقبونه بشغف كل عام.

على الرغم من عدم الأهمية التاريخية لهذا اليوم في الشرق الأوسط، إلا أن العروض الجاذبة والتخفيضات الكبيرة جعلت من “الجمعة السوداء” حدثاً مختلفاً ومهماً تُتابعه الأسر بشكل متزايد، ليصبح جزءاً من ثقافة التسوق في المنطقة.

أصل تسميّة “الجمعة السوداء”

تتعدد الروايات حول أصل تسمية “الجمعة السوداء”، على الرغم من أنها تتزامن مع بدء موسم تسوق العطلات. يعود الاستخدام الأول لهذا المصطلح إلى أوائل الستينيات في مدينة فيلادلفيا، حيث استخدم رجال الشرطة كناية عن الفوضى الناتجة عن تدفق المتسوقين من الضواحي إلى المدينة، وبالأخص في الأيام التي تسبق عطلة نهاية الأسبوع لمباريات كرة القدم.

شهدت تلك اليوم اختناقات مرورية وحوادث متعددة، بالإضافة إلى زيادة في سرقات المتاجر، مما شكل ضغطًا كبيرًا على رجال الشرطة الذين اضطروا للعمل لفترات أطول.

تطور المصطلح

مع مرور الوقت، ازدهر استخدام “الجمعة السوداء” في فيلادلفيا. في أواخر الثمانينات، اتسع المفهوم ليغطي كامل الولايات المتحدة، حيث تم استبدال دلالته السلبية بتفسير إيجابي، حيث اعتُبرت الفترة، حينها، بداية الربحية للمتاجر، إذ كانت تحول الإيرادات من الأرقام الحمراء إلى السوداء.

العملاء يحملون شاشة تلفاز وأشياء أخرى في متجر سامس كلوب خلال افتتاح مهرجان التسوق المكسيكي "إل بوان فين" (العطلة الجيدة) بينما يتسوق المستهلكون، تقليدًا لـ "الجمعة السوداء" في مدينة مكسيكو، المكسيك، 7 نوفمبر 2024. رويترز/هنري روميرو
الرواية المتعلقة بتحقيق الأرباح “من الأحمر إلى الأسود” ساهمت في تعزيز جاذبية “الجمعة السوداء” (رويترز)

الواقع التجاري

على الرغم من الجاذبية التي تحملها عبارة “من الأحمر إلى الأسود”، التي تشير إلى الأرباح، إلا أن الواقع يكشف أن “الجمعة السوداء” ليست بالضرورة اليوم الأكثر ربحية لتجار التجزئة. غالباً ما تسجل المتاجر ذروة مبيعاتها في يوم السبت الذي يسبق عيد الميلاد. ومع ذلك، ساهمت هذه الرواية في ترسيخ مكانة الجمعة السوداء كأحد أهم أيام التسوق في الثقافة الأميركية.

التوسع الزمني والانتشار العالمي

على مر السنين، لم يعد “الجمعة السوداء” يقتصر على يوم واحد فقط، بل أصبح يمتد ليشمل عطلة نهاية الأسبوع بأكملها، وأحيانًا يستمر لأسبوع كامل في بعض المتاجر. كما تفتتح المتاجر أبوابها في وقت أبكر كل عام لمواكبة الأعداد المتزايدة من المتسوقين. وبفضل هذا الانتشار، أصبح الحدث ظاهرة عالمية، حيث اعتمدته متاجر ومنصات تسوق إلكترونية في مختلف دول العالم، مما جعله موسماً عالمياً للخصومات.

فرصة للتوفير أم فخ للتسوق غير الضروري؟

رغم أن الجمعة السوداء تعتبر فرصة مغرية للتوفير بفضل الخصومات الكبيرة، إلا أنها تحتوي على فخاخ تسويقية قد تدفع المستهلكين لشراء منتجات غير ضرورية. ومن أهم هذه الفخاخ:

العروض المضللة

رغم أن الخصومات قد تبدو مغرية، فإنها قد لا تكون كما تبدو عند التحقق من واقعها. تقوم بعض المتاجر برفع الأسعار الأصلية قبل طرح التخفيضات، مما يجعل الخصومات تبدو أكبر مما هي عليه في الحقيقة. تشير الدراسات إلى أن المستهلكين يميلون للتصور أن الأرقام الكبيرة المعلن عنها، مثل خصم 50%، هي حقيقية، دون التحقق من السعر الأصلي. مما يؤدي إلى اتخاذ قرارات شراء حماسية وغير مدروسة، مما يؤكد على أهمية البحث عن الأسعار ومقارنتها طوال العام قبل اتخاذ قرار الشراء.

صورة توضيحية: أشخاص يقفون بالقرب من لافتات الجمعة السوداء في نوافذ المتاجر خلال الجمعة السوداء في شارع أكسفورد بلندن، المملكة المتحدة، 25 نوفمبر 2022. رويترز/هنري نيكولز/صورة أرشيفية
بعض المتاجر تعرض خلال التخفيضات الكبرى منتجات ذات جودة أقل أو قريبة من انتهاء الصلاحية (رويترز)

تكتيكات الإلحاح

أساليب تحفيز الشراء السريع

تعتمد المتاجر على استراتيجيات مثل العد التنازلي أو إرسال رسائل مثل “العرض ينتهي خلال ساعة!” لتشجيع العملاء على الشراء بسرعة. تعتمد هذه الأساليب على إثارة شعور الخوف من فقد الفرصة، مما يدفع المستهلكين لاتخاذ قرارات سريعة دون تقييم حقيقي لاحتياجاتهم.

تقليل جودة المنتجات

تقوم بعض المتاجر بعرض منتجات ذات جودة منخفضة أو قريبة من انتهاء الصلاحية خلال فترة التخفيضات الكبيرة. أحياناً تُصنع هذه المنتجات خصيصًا لمناسبات معينة، مثل الجمعة السوداء، باستخدام مواد أرخص، مما يجعلها أقل متانة وكفاءة مقارنة بالنسخ الأصلية المعتادة من نفس المنتج.

العروض المجمعة

تقدم المتاجر مجموعة من المنتجات في حزم بسعر مخفض. قد يبدو هذا العرض مغريًا، لكنه عادة ما يضم عناصر إضافية قد لا تكون مفيدة أو ضرورية للمستهلك، مما قد يؤدي إلى شراء أشياء غير مخططة.

نصائح للتسوق الذكي في الجمعة السوداء

  • قارن الأسعار مسبقًا

  • استخدم مواقع وتطبيقات مقارنة الأسعار التي تعرض تاريخ أسعار المنتجات، وهذا يساعدك على معرفة ما إذا كان الخصم حقيقيًا.

    • التزم بالقائمة الشرائية

    قبل بدء التسوق، احرص على إعداد قائمة بالمنتجات التي تحتاجها فعليًا. الالتزام بهذه القائمة يساعدك على تجنب الانجراف وراء العروض المغرية.

تحقق من جودة المنتجات

عند شراء المنتجات، من الضروري البحث عن مراجعات مستقلة لضمان عدم الحصول على نسخ ذات جودة منخفضة. كما ينبغي التأكد من تاريخ انتهاء صلاحية المنتج.

تجاهل الإلحاح الزمني

إذا واجهت عروضًا تروج لانتهاء صلاحيتها قريبًا، يجب عليك منح نفسك الوقت اللازم للتحقق من السعر واحتياجاتك الفعلية. فغالبًا ما تكون هذه العروض متاحة في وقت لاحق أو في شكل مشابه.

اشتر فقط ما تحتاجه

قد تبدو العروض المجمعة جذابة، لكنها قد تضيف عناصر لا تحتاجها. قم بتقييم كل عنصر على حدة لتحديد ما إذا كان يستحق الشراء أم لا.

نصائح لتحقيق أقصى استفادة

على الرغم من أن الجمعة السوداء تمثل فرصة للحصول على تخفيضات جيدة، إلا أنها تتطلب وعيًا شرائيًا لتجنب الوقوع في فخ التسويق المبالغ فيه. من خلال مقارنة الأسعار، والتحقق من جودة المنتجات، وتجنب الشراء بدافع العاطفة، يمكن للمستهلكين الاستفادة القصوى من هذه الفترة دون إنفاق غير ضروري.

المصدر: مواقع إلكترونية

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.