العائلات النازحة في لبنان تواجه كتل الأنقاض عند عودتها إلى منازلها

Photo of author

By العربية الآن

عودة اللاجئين إلى وطنهم بعد فترة من النزوح

هانوئية، لبنان (AP) – خلال 37 عاماً من زواجها، عملت مريم كوراني وزوجها في محل جزارة في جنوب لبنان، بدءاً من مشروع لبيع حاويات الطعام وفتح مطعم صغير. ومع ذلك، دمرت غارة جوية إسرائيلية في أواخر سبتمبر كل ذلك.

بينما كانت تسير عبر الأنقاض التي كانت منزلاً ومطعماً لها في قرية هانوئية، لاحظت كوراني، 56 عاماً، زوج ابنتها وهو يجمع بعض ملابس وألعاب ابنته الصغيرة من بين الخراب. وقالت بحنجرة تقطعت من البكاء: “هذا كان منزلي وأحلامي وجهودي.” وأشارت إلى إحدى حاويات الطعام التي كانت تبيعها، مقدرةً خسائر عائلتها بحوالي 120 ألف دولار.

عودة السكان إلى مناطقهم المتضررة

تعتبر كوراني واحدة من الآلاف من السكان الذين بدأوا يعودون إلى جنوب لبنان للتحقق من أوضاع منازلهم، بعد سريان وقف إطلاق النار الذي تم بوساطة أمريكية بين إسرائيل وحزب الله. حيث أدت الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة على مدى الشهرين الماضيين إلى تدمير أحياء بأكملها في شرق وجنوب لبنان، وفي الضواحي الجنوبية لبيروت، التي تُعد مناطق شيعية قوية التأييد لحزب الله. وقد تم تهجير نحو 1.2 مليون شخص.

مثل كوراني، عاد كثيرون إلى منازلهم ليجدوا أن منازلهم قد دمرت بالكامل.

الخسائر الكبيرة في قطاع الإسكان

قالت مجموعة البنك الدولي في وقت سابق من هذا الشهر إن قطاع الإسكان هو الأكثر تضرراً، حيث تعرضت حوالي 100,000 وحدة سكنية للت damage damage چې معظمها بشكل جزئي أو كامل خلال الحرب التي استمرت 14 شهراً، والتي تصاعدت حدتها في أواخر سبتمبر. وقدرت الخسائر بـ 3.2 مليار دولار.

الجهود المبذولة لإعادة الإعمار

لا يزال من غير الواضح من سيتحمل تكاليف إعادة الإعمار. فقد عرضت إيران المساعدة، لكنها تخضع لعقوبات غربية وتتعرض اقتصادها لضرر بالغ. وأضافت كوراني أن أعضاء من حزب الله أخبروها أن الذين فقدوا منازلهم خلال الحرب سيحصلون على مكان للإقامة حتى يتم إعادة بناء منازلهم. بعد أن أنفقت عائلتها آلاف الدولارات على الإيجارات خلال الشهرين اللذين تعرضوا فيهما للنزوح في قرية قرنييل في جبل لبنان، تقول كوراني إن أولويتها هي إصلاح محل الجزارة الخاص بهم عبر الشارع لكي يتمكنوا من بدء كسب المال. وقالت: “نحن نبدأ من الصفر.”

تاريخ من الفقدان والدمار

فقد علي صالح منزله في عام 2006، خلال الحرب التي دامت 34 يوماً بين إسرائيل وحزب الله. وتمكن من إعادة بناء منزله بعد أن قامت دولة قطر بتمويل إعادة إعمار عدة مناطق في الجنوب.

**لبنان: مأساة المنازل المدمرة**

في يوم الأربعاء، قاد صالح سيارته إلى مسقط رأسه بالقرب من الحدود مع إسرائيل، ليكتشف مجدداً أن منزله المكون من طابقين قد دُمّر بالكامل. وأعرب عن حزنه قائلاً: “جميع الذكريات فقدت”، بينما كان يدخن سيجارة.

**عودة بعد الدمار**

كان الرجل البالغ من العمر 59 عاماً قد عاد مع زوجته وثلاثة من أولاده الستة في محاولة للعثور على مكان للإقامة بالقرب من قريته عيتا الشعب، التي شهدت بعضاً من أشد المعارك. وأكد صالح: “إنها قرية منكوبة.”

في المدينة القديمة بعلبك، شرق لبنان، كانت سعاد العوطة، البالغة من العمر 34 عاماً، تتجول في ما تبقى من منزلها، مذهولة مما رأت. كانت تعلم أن حيها تعرض لأضرار جسيمة مثل العديد من المناطق الأخرى في المدينة، التي تعتبر موقعاً للتراث العالمي لليونسكو الشهيرة بأنقاضها الرومانية القديمة. لكنها لم تكن مستعدة لمشاهدة الدمار الذي حدث عندما عادت يوم الخميس.

**فقدان الأرواح والمنازل**

وقالت سعاد إن قصفاً في وقت سابق من هذا الشهر أسفر عن مقتل عدة أشخاص في الشارع القريب، بما في ذلك عدد من أقارب زوجها. وأشارت: “أشعر وكأن قلبي خرج من مكانه”، وهي تتأمل ما كان يعد غرفة أطفالها. وأضافت: “لقد كانت لدينا حياة جميلة هنا.”

**إعادة البناء ممكنة**

على بعد حوالي 170 كيلومتراً جنوب غرب بعلبك، في قرية قانا بالقرب من مدينة صور، وقف أبو أحمد سلامة وسط الأنقاض التي كانت تعود لعدد من المباني العائلية. وقد تمكن من انتشال سجادتين من تحت الركام. وقال سلامة: “كل هذه الأضرار يمكن إعادة بنائها. هذه أرضنا وسنبقى هنا مهما حدث.” ومعرباً عن ألمه من رؤية الدمار، أضاف: “هذه هي منازل والديّ وجدي وابنتي وبيتي.”

وقال إن عندما تعرضت المنطقة للقصف منذ حوالي أسبوعين، عثر مقاتلو حزب الله على خزنة مليئة بالمجوهرات والنقود في أنقاض منزله، وأعادوها إلى عائلته.

**اللجوء إلى الأمان**

في حنوينية، قالت كوراني إن العائلة غادرت منزلها في وقت مبكر من ظهيرة 23 سبتمبر، وهو اليوم الذي تصاعد فيه القتال، وانتقلت للعيش مع أقارب على بعد بضعة أميال. وبعد فترة قصيرة من وصولهم، تلقوا مكالمة تخبرهم بأن منزلهم قد دُمّر.

ومع زيادة الغارات الجوية الإسرائيلية، هربوا شمالاً إلى قرنية، حيث استأجروا شقة بمبلغ 1000 دولار شهرياً بالإضافة إلى 250 دولاراً لفواتير الكهرباء والماء. وعند بدء سريان وقف إطلاق النار، عادت مع زوجها وابنها وعائلة ابنتها. وقد قضوا الليل مع الأقارب.

رغم كل ما حدث، أعربت كوراني عن خجلها من الحديث عن خسائرها المادية في وقت فقد فيه الآلاف حياتهم، بمن فيهم أصدقاؤها وأقاربها ومقاتلو حزب الله. وقالت: “لقد ملأت إسرائيل أرضنا بالدم. خسارتنا الكبرى هي رجالنا.”

**معلومات إضافية**

ساهمت كاتبة وكالة الأنباء Associated Press لوجين جو في تغطية الأحداث في بعلبك، لبنان.

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.