جورجيا توقف المفاوضات للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي
تبليسي، جورجيا (AP) — أعلن رئيس وزراء جورجيا، إيراكلي كوباكيدزه، يوم الخميس، عن تعليق المفاوضات بشأن سعي البلاد للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي لمدة أربع سنوات، مشيرًا إلى ما وصفه بـ “الابتزاز والتلاعب” من بعض السياسيين في الكتلة. جاء هذا الإعلان وسط حالة من الغضب بين صفوف المعارضة مما أدى إلى اندلاع موجة جديدة من الاحتجاجات.
إعادة تعيين رئيس الوزراء بعد الانتخابات المتنازع عليها
جاء إعلان كوباكيدزه بعد ساعات من إعادة تعيينه في منصب رئيس الوزراء من قبل أعضاء حزب “الحلم الجورجي” الحاكم، وذلك بعد فوز الحزب المثير للجدل في الانتخابات البرلمانية التي أجريت في الشهر الماضي، والتي أثارت مظاهرات ضخمة ودفعت المعارضة لمقاطعة البرلمان.
الانتخابات كأس لتقييم طموحات الانضمام للاتحاد الأوروبي
الانتخابات التي جرت في 26 أكتوبر كانت تُعتبر بمثابة استفتاء على طموحات جورجيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. وأفادت المعارضة بأن عملية التصويت كانت مُزورة تحت تأثير روسيا التي تسعى للإبقاء على جورجيا ضمن مجال نفوذها.
وأشار مراقبون من الاتحاد الأوروبي إلى أن عملية الاقتراع تمت في أجواء من الانقسام، وشابتها حالات من الرشوة والتصويت المزدوج والعنف الجسدي.
تأجيل الانضمام بعد قانون “التأثير الأجنبي”
كانت قد منحت الاتحاد الأوروبي جورجيا وضعية مرشح في ديسمبر 2023 بشرط الالتزام بتوصيات الكتلة، لكن تم تعليق انضمامها وتم تقليص الدعم المالي في وقت لاحق من العام بعد إقرار قانون “التأثير الأجنبي” الذي اعتُبر ضربة للحرية الديمقراطية.
رفض المساعدات المالية حتى 2028
وصرح كوباكيدزه يوم الخميس بأن البلاد ستواصل سعيها للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، إلا أنها “لن تضع قضية فتح المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي على جدول الأعمال حتى نهاية عام 2028”.
وأضاف “كما أننا نرفض أي منح مالية من الاتحاد الأوروبي حتى نهاية عام 2028”.
### احتقان في الشوارع بعد إعلان كوباخيدزه
توافد الآلاف من المحتجين إلى الشوارع عقب إعلان كوباخيدزه، حيث تجمعوا أمام مبنى البرلمان في تبليسي وأقاموا مظاهرات في مدن أخرى.
### انتقادات البرلمان الأوروبي
في وقت سابق من اليوم، تبنّى البرلمان الأوروبي قرارًا يدين التصويت البرلماني الجورجي الذي جرى الشهر الماضي، معتبرًا أنه لم يكن حرًا ولا نزيهًا، ويعكس تراجعًا ديمقراطيًا مستمرًا تتحمل مسؤوليته بالكامل حزب “الحلم الجورجي” الحاكم.
### دعوات للرقابة الدولية
حثّ النواب الأوروبيون على إعادة التصويت البرلماني خلال عام واحد تحت إشراف دولي شامل وبإدارة انتخابية مستقلة. كما دعوا الاتحاد الأوروبي إلى فرض عقوبات وتقييد الاتصالات الرسمية مع الحكومة الجورجية.
### ردود فعل قوية من الحكومة
رد رئيس الوزراء الجورجي كيرت كوباخيدزه بشراسة على الانتقادات، حيث وصف ما حدث بأنه “سلسلة من الإهانات” من السياسيين الأوروبيين، مؤكدًا أن “أعداء بلادنا حولوا البرلمان الأوروبي إلى سلاح مباشر للابتزاز ضد جورجيا، وهو عار كبير على الاتحاد الأوروبي”.
وأكد كوباخيدزه أن “طريقنا نحو الاتحاد الأوروبي مستمر، ولكننا لن نسمح لأحد أن يضعنا في حالة دائمة من الابتزاز والتلاعب، وهذا أمر مهين تمامًا لبلادنا ومجتمعنا”.
### توجهات حزب “الحلم الجورجي”
اتهم النقاد حزب “الحلم الجورجي” — الذي أسسه الملياردير الغامض بدزين أيفانيشفيلي — بالتحول إلى استبداد متزايد والانحياز نحو موسكو. حيث دفعت الحزب مؤخرًا قوانين مشابهة لتلك التي تستخدمها الكرملين للتشديد على حرية التعبير وحقوق مجتمع المثليين.
### تدهور العلاقات مع الاتحاد الأوروبي
في يونيو الماضي، قام الاتحاد الأوروبي بتعليق عملية تقديم جورجيا لطلب العضوية بشكل غير محدد، بعد أن أقر البرلمان قانونًا يتطلب من المنظمات التي تتلقى أكثر من 20% من تمويلها من الخارج تسجيل نفسها كـ “تسعى وراء مصلحة قوة أجنبية”، وهو مشابه لقانون روسي يستخدم لتشويه سمعة المنظمات الناقدة للحكومة.
### الرئيسة تزورابيشفيلي ترفض نتائج الانتخابات
رفضت الرئيسة سالومي تزورابيشفيلي، التي تنتهي فترة ولايتها في الشهر المقبل، النتائج الرسمية ورفضت الاعتراف بشرعية البرلمان. والتقت تزورابيشفيلي، التي تتمتع بدور شرفي بشكل كبير، بسفراء الاتحاد الأوروبي وزعماء المعارضة بعد إعلان كوباخيدزه.
### اتهامات بالرغبة في التحول نحو روسيا
في خطاب موجه للأمة، أدانت تزورابيشفيلي ما وصفته بـ “الانقلاب” الذي يستهدف إبعاد البلاد عن أوروبا نحو روسيا. وألقت اللوم على الحزب الحاكم في شن “حرب على مستقبلنا، مستقبل مجتمعنا، ومستقبل بلادنا”، محذرة من أنه “في هذا المسار، لا وجود لدولة جورجية، ولا استقلال ولا مستقبل، إلا في روسيا”.
### تغييرات دستورية وجولة الانتخابات القادمة
تم انتخاب تزورابيشفيلي عبر التصويت الشعبي، ولكن جورجيا أقرّت تعديلات دستورية ألغت الانتخابات المباشرة للرئاسة واستبدلتها بتصويت من قبل 300 عضو في هيئة انتخابية تضم أعضاء البرلمان والمجالس البلدية والتشريعات الإقليمية.
يوم الأربعاء، رشح الحزب الحاكم ميخائيل كافلاشفيلي، لاعب فريق كرة القدم الوطني السابق ولاعب الدوري الممتاز البالغ من العمر 53 عامًا، لمنصب الرئاسة. ومن المتوقع أن يفوز بنسبة كبيرة في انتخابات 14 ديسمبر التي تسيطر عليها الهيئة الانتخابية التي يقودها الحزب الحاكم.