عائلات تعود إلى الدمار في جنوب لبنان
وقفت عائلة مؤلفة من أربعة أفراد في منتصف الشارع أمام كومة من المعدن المنحني والخرسانة المكسرة، تكافح لفهم الخراب الذي تراه.
لقد دُمر المبنى جراء غارة جوية إسرائيلية حديثة ولا تزال الدخان تتصاعد من الأنقاض. بينما انهار المبنى المجاور جزئيًا، كان المبنى الذي خلفه يحمل فجوة كبيرة في أعلاه.
استمرت العائلة في السير نحو المبنى الذي كانت تعيش فيه سابقًا، في صور بجنوب لبنان. عادت العائلة النازحة بعد ساعات من دخول وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله حيز التنفيذ. لم يبدُ أن هناك أي شخص قد بقى في منازله.
نظرًا لعدم توفر الكهرباء، صعدوا السلالم إلى الطابق السادس، مستخدمين مصابيح هواتفهم.
قاد محمد معروف زوجته وابنيه. كان يكافح لفتح الباب الرئيسي. وعندما تمكن أخيرًا من الدخول، أدرك على الفور أن منزله كما عرفه، بات الآن مفقودًا.
قال محمد معروف، وهو تاجر سيارات: “أنا حزين جدًا، هذا منزل جميل وكرامته محفوظة. هناك الكثير من الأضرار”.
كانت الألواح قد سقطت من السقف. وقد دُمرت النوافذ والأبواب والأثاث. في المطبخ، كانت الأكواب والأطباق مكسرة على الأرض. وكانت الغبار والأنقاض في كل مكان. غرفة تلو الأخرى، كان ينوح على الأشياء التي باتت غير قابلة للإصلاح، ويحتفل بتلك التي somehow نجت.
قال معروف إن الدمار كان نتيجة هجوم على مبنى سكني قريب. كانت الضربة قوية لدرجة أن مبناه أيضًا تعرض لأضرار كبيرة.
قال: “لا أعرف ماذا أفعل”. كانوا يعيشون مع شقيقه، ولم يعرفوا متى سيتمكنون من العودة إلى منزلهم.
على شاطئ صور، تم وضع لافتة صفراء تحمل شعار حزب الله بجوار أحد المباني السكنية التي تعرضت للضربة. كتبت عليها “صنع في الولايات المتحدة”، في إشارة إلى القنابل التي من المحتمل استخدمها في الهجوم.
وعلى الرغم من توقف القتال، عاد السكان إلى منازلهم المتضررة بشدة. طوال يوم الأربعاء، تدفقت السيارات وسط عائلات محملة بالحقائب والمراتب.
بعض الناس كانوا يهتفون بأعلام حزب الله؛ في المسافة، كان هناك صوت sporadic للطلقات النارية الاحتفالية. يقول الكثير من الداعمين إن وقف إطلاق النار هو علامة على انتصار الحزب. ويؤكدون أن “المقاومة”، كما يشيرون إلى حزب الله، أوقفت تقدم الجيش الإسرائيلي على الأرض، وفشلت إسرائيل في تحقيق أهدافها في لبنان.
إنها رواية قد لا تجد أي دعم في أماكن أخرى.
لقد ضعُف حزب الله، وتهدم أجزاء كبيرة من البلاد، ويقول كثيرون، بما في ذلك أولئك الذين اتهموا الحزب بسحب لبنان إلى صراع لم يكن في مصلحته، إن الحرب لم تؤدِ إلا إلى الموت والدمار.
أفادت وزارة الصحة اللبنانية بأن نحو 4000 شخص لقوا حتفهم وأصيب أكثر من 16000 آخرين.
## معرفة ما يتعلق بصفقة وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله
بدأ النزاع في أكتوبر الماضي عندما بدأ حزب الله المدعوم من إيران بإطلاق النار نحو إسرائيل دعماً للفلسطينيين في غزة، واشتد الوضع بشكل كبير في سبتمبر مع سلسلة من الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة، واغتيال العديد من قادة حزب الله، بما في ذلك الأمين العام حسن نصر الله، بالإضافة إلى غزو أرضي في الجنوب.
### الأهداف الإسرائيلية
كان الهدف المعلن لإسرائيل هو إزالة نفوذ حزب الله من الحدود للسماح بعودة حوالي 60,000 شخص من الذين تم تهجيرهم. وقد اقتصر القصف الإسرائيلي بشكل رئيسي على المناطق الشيعية في البلاد التي كانت تحت سيطرة حزب الله. ونتيجة لذلك، أجبر أكثر من مليون شخص على مغادرة منازلهم.
### وقف إطلاق النار
في الوقت الحالي، تم تفعيل وقف إطلاق نار لمدة 60 يومًا كجزء من الاتفاق، والذي يأمل الكثيرون أن ينهي النزاع. وينص الاتفاق على انسحاب كل من إسرائيل وحزب الله من الجنوب، وهو معقل تقليدي لحزب الله، مع انتشار 5,000 جندي إضافي من الجيش اللبناني في المنطقة.
### جولة صحفية في المناطق المتضررة
في صباح يوم الاتفاق، نظمت حزب الله جولة للصحفيين لإظهار الأضرار حول مدينة صور، وهو مؤشر على أنهم لا يزالون موجودين – ومسيطرين – في تلك المنطقة. حيث صرح حسين جاشي، عضو البرلمان عن حزب الله، أمام الحطام:
“نحن لا نهزم، كل هذا الدمار لا يساوي شيئاً، طالما أنك فخور وكريم.”
### عودة النازحين وتأثير الحرب
أحد محطات الجولة كانت مطعم ديد بدوي، الذي افتتح قبل أكثر من 80 عاماً، حيث أظهر للصحفيين الأضرار التي لحقت بمطعمه. وصرح بدوي قائلاً:
“إنهم يدمرون، ونبني مرة أخرى. كان مطعماً جميلاً، وأنا أحبه كثيراً. سأعيد بناءه بشكل أجمل مما كان عليه.”
في الجوار، كان السيد ياسر، الذي لم يرغب في ذكر اسمه بالكامل، يقوم بتنظيف متجره، والذي أعيد فتحه لأول مرة. وقال:
“أنا عاطفي جداً. لا يمكنك وصف الأضرار والخسائر التي تعرض لها الناس. هذه ليست المدينة التي نعرفها. فقدنا الكثير من الأحبة.”
### التحديات المستقبلية
ستكون عملية التعافي صعبة ومكلفة، ولا أحد يعرف كيف ستحدث، ومن سيتحمل أو يساهم في التكاليف. توقع السيد معروف، تاجر السيارات، أن يساعده حزب الله في إصلاح الأضرار، حيث قال:
“اللهم احفظنا جميعاً.”