أمراض جلدية نادرة تهدد الأطفال في غزة بسبب الجرذان والبكتيريا
21/11/2024
تتواجد مئات من الأطفال المصابين بأمراض جلدية في عيادة مجمع ناصر الطبي بجنوب غزة، حيث ينتظرون الفحص والعلاج. من بين هؤلاء الأطفال كان محمد داود، الذي يعاني من حبوب تشبه الحروق تغطي جسده بالكامل، مما دفع الآخرين للابتعاد عنه خوفاً من العدوى. وعندما دخل محمد إلى غرفة الطبيب عامر المصري، بقي الأخير في حالة من الذهول لحين رؤية الالتهابات الشديدة التي يعاني منها الطفل.
بعد الفحص، أشار الطبيب المصري إلى أن حالة محمد هي التهاب جلد فقاعي بكتيري معدٍ، والذي يعد من أخطر الالتهابات ويحتاج لعلاج داخلي عن طريق الوريد.
قصة النزوح والصحة المتدهورة
التقى مراسل الجزيرة بوالد الطفل، سليمان، الذي تحدث عن الظروف الصعبة التي عاشتها عائلته. فقد نزحوا من شمال غزة إلى منطقة المواصي في خان يونس، وعاشوا في خيمة بلاستيكية وسط آلاف العائلات النازحة.
بعد شهر من النزوح، بدأت مياه الصرف الصحي تتسرب إلى منطقتهم بسبب غياب البنية التحتية، مما زاد من خطر تفشي الأمراض.
تفشي الأمراض بين النازحين
يعاني سليمان وأطفاله من نقص حاد في أدوات النظافة والمياه النظيفة، مما يجعلهم عرضة لأمراض جلدية معدية. حيث أن الطفل محمد ليس الوحيد، بل هناك العديد من الأطفال الآخرين المحتاجين للرعاية الصحية.
من بين هؤلاء، الطفلة روزان الهسي التي تعاني من مرض جلدي نادر دون القدرة على الحصول على العلاج المناسب، وتعيش في خيمة في دير البلح بعد نزوح عائلتها.
تدفق مياه الصرف الصحي أمام خيمتهم يعكس عدم وجود بنى تحتية في المنطقة، مما أضاف صعوبات في النظافة الشخصية. مع استمرار الحرب وتزايد عدد النازحين، تواجه العائلات ظروفاً صحية سيئة.
تعبر أم يحيى، والدة روزان، عن قلقها الشديد بسبب عدم قدرة المرافق الصحية على تشخيص وعلاج حالة ابنتها، حيث إن الأدوية في صيدليات القطاع تكاد تكون غير متوفرة.
# **أطفال غزة يواجهون أزمة صحية خانقة**
أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) أن الأطفال في قطاع غزة يعانون من ظروف قاسية، تشمل انتشار الأمراض الجلدية، بالإضافة إلى البيئة غير الصحية المحيطة بهم. وقد نشرت المنظمة هذا التحذير عبر حسابها الرسمي على منصة “إكس”، مشيرة إلى نقص المعقمات ومواد النظافة في الأسواق نتيجة القيود المفروضة على دخول الإمدادات إلى المنطقة.
## **نقص في خدمات النظافة والصحة**
تتفاقم الأوضاع المقلقة حيث يشتكي النازحون في غزة من عدم قدرتهم على تلبية احتياجاتهم الأساسية المتعلقة بالنظافة الشخصية وسط تزايد تفشي الأمراض المعدية وتلوث المياه، فضلاً عن غياب خدمات الصرف الصحي. وفي هذا السياق، دقت منظمة الصحة العالمية ناقوس الخطر بشأن الانتشار السريع للأمراض المعدية بسبب تعطل المرافق الصحية وشبكات المياه.
## **التحديات الصحية في غزة**
وحذرت المنظمة من أن الأضرار المترتبة على شبكات المياه والصرف الصحي وقلة مواد التنظيف تعيق الالتزام بالتدابير اللازمة للوقاية من العدوى. ونتيجة لذلك، أُبلغ عن زيادة في حالات الأمراض الجلدية، حيث سجلت بيانات الأمم المتحدة أكثر من 100 ألف حالة جرب وقمل، بالإضافة إلى 60 ألف حالة طفح جلدي و11 ألف حالة من جدري الماء.
## **أمراض جلدية تتفشى بين النازحين**
أصبح الوضع الصحي للنازحين مأساويًا، وفقًا للأطباء، حيث تكثر حالات الأمراض الجلدية. يوضح استشاري الأمراض الجلدية أن الوضع يشبه كارثة وبائية. يعود سبب التفشي إلى نقص الأدوية وعدم قدرة المستشفيات على تشخيص الحالات بسبب الموارد المحدودة.
## **الأمراض الناتجة عن القوارض**
تعتبر القوارض والحشرات من العوامل المساهمة في انتشار الأمراض بين السكان، حيث تكثر الجرذان والفئران في خيام النازحين والمناطق المدمرة. وينوه الطبيب البيطري الدكتور سعود الشوا إلى أن هذه القوارض تحمل عدوى الأمراض المعدية، وتسهم بشكل كبير في تلويث طعام النازحين.
تنقل الجرذان العديد من الأمراض من خلال برازها وبولها، مثل فيروس هانتا والأمراض الناتجة عن بكتيريا السالمونيلا وداء اللولبيات. يعتبر الوضع الصحي في غزة مقلقًا، ويحتاج إلى تدخل عاجل لتفادي تفاقم الأزمة الصحية.
المصدر: الجزيرة.