ناشرون مغتربون: دورنا في تعزيز الثقافة العربية في أوروبا

Photo of author

By العربية الآن

دور الناشرين العرب في المهجر في تعزيز الثقافة العربية في أوروبا

كتاب عربي يجسد الارتباط الثقافي للأمة بلغتها.
الكتاب العربي يجسد ارتباط الأمة بلغتها وموروثها الثقافي، ويفتح أمام المثقف العربي أبواب لغته وثقافته (شترستوك)

أكد مديرو دور نشر عربية في المهجر على الدور الحاسم لهذه الدور في نشر الثقافة واللغة العربية وتعزيز وجود الكتاب العربي في أوروبا. وقد أشاروا إلى أن التأثير الثقافي لهذه الدور يتوضح بشكل خاص من خلال إصداراتها المتنوعة، سواء كانت أدبية أو أكاديمية، إضافة إلى تنظيم معارض الكتاب العربي التي تجذب جمهورا عريضا في أوروبا وتفتح المجال لنقاشات غنية حول أهمية الكتاب العربي.

أهمية الترجمة في نقل الثقافة

وأبرزوا في تصريحات لمراسل وكالة الأنباء القطرية أهمية الترجمة في إيصال الأدب والثقافة العربية إلى الشعوب الأخرى، مما يسهم في تعزيز التبادل الثقافي والحوار بين الحضارات ويعزز قيم السلام من خلال الشعر والأدب والفن.

العبور بالإبداع

في سياق متصل، أشارت حياة قاصدي، مديرة دار الأمير للنشر والتوزيع والترجمة المقامة في مرسيليا، إلى أن الدار تم تأسيسها في يناير/كانون الثاني 2021 كوسيلة للتواصل الثقافي بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط. وتحدثت عن ضرورة الحفاظ على الهوية الثقافية للأمة من خلال الأدب العربي الذي يقدم بوجهه الحقيقي.

وأضافت قاصدي أن دور النشر في المهجر تواجه تحديات عديدة في نشر الثقافة العربية، مؤكدة على ضرورة زيادة الوعي والمسؤولية في هذا المجال. كما شددت على أهمية الترجمة كوسيلة للتواصل بين الثقافات واكتشاف الجماليات الأدبية والفنية.

الملتقى الثقافي للكتاب العربي

عبرت قاصدي عن أهمية المشاركات في معارض الكتاب في بلجيكا وفرنسا وهولندا، وأكدت أن دار الأمير ستقوم بتنظيم الملتقى الثقافي للكتاب العربي في يناير/كانون الأول 2024، بهدف تعزيز الثقافة العربية وربطها بالعالم الخارجي، وذلك بالتزامن مع اليوم العالمي للغة العربية.

حياة قاصدي: الترجمة هي الجسر الذي يربط الإنسانية
حياة قاصدي: الترجمة هي الجسر الذي التقت فيه الإنسانية في رحلة الاكتشاف (مواقع التواصل)

في ختام حديثها، دعت حياة قاصدي الناشرين العرب في المهجر إلى استقطاب تنوع الكتابات واللغات، والعمل على ترجمة الأفكار الثقافية الأخرى إلى العربية، مما يسهم في إثراء الثقافة وحفظ الإرث الثقافي للأجيال القادمة.

### دور النشر العربية في المهجر: تعزيز الثقافة والإبداع

نوّه علي المرعبي، المدير العام لدار “كل العرب للطباعة والنشر” في فرنسا، بأهمية دور نشر المهجر في تقديم الأدب العربي والشعر والكتب العلمية، مشيراً إلى تركيز الدار على الجودة بدلاً من الكمية، حيث تسعى لاختيار أفضل الإصدارات التي تعكس المستوى الأدبي للعرب في أوروبا.

### الملتقى الدولي للكتاب العربي في فرنسا

أشار المرعبي إلى تنظيم “الملتقى الدولي للكتاب العربي في فرنسا” في دورته الأولى في سبتمبر الماضي، والذي أقيم في المدينة الجامعية بباريس. وقد شهد الملتقى حضور العديد من الأدباء والشعراء والمفكرين من جميع أنحاء أوروبا، الذين قدموا أمسيات شعرية وندوات فكرية متنوعة.

### التحديات وسبل النجاح

تحدث المرعبي أيضًا عن الصعوبات التي تواجه دور النشر العربية في المهجر، منها انخفاض إقبال الجمهور على الكتب الورقية، وارتفاع تكاليف الشحن والطباعة، مما يؤثر سلباً على انتشار الثقافة العربية في أوروبا. ورغم هذه التحديات، تظل دور النشر متمسكة برسالتها الثقافية، حيث تساهم في ترجمة الأعمال العربية إلى لغات عدة، مما يسهم في تعزيز الحوار الثقافي.

### دور الترجمة في تعزيز الثقافة

في سياق الحديث عن دور النشر، أشار حسين نهاية، مدير دار أبجد للترجمة والنشر والتوزيع في مدريد، إلى الجهود الكبيرة المبذولة لنقل الأدب العربي إلى إسبانيا وأوروبا، وتحديات الترجمة التي تواجهها هذه الدار. وأكد نهاية على أهمية الترجمة في نشر ثقافة الحوار والسلام بين الشعوب.

### ضرورة الدعم للمترجمين ودور النشر

أوضح نهاية أن دعم المترجمين ودار النشر العربية ضعيف، مما يجعل جهودهم في الترجمة تواجه صعوبات كبيرة مقارنة بإمكانات الأسواق الغربية. وندد بنقص الدعم المقدم للمبادرات الثقافية التي تهدف إلى نشر الأدب العربي.

### مؤسسات ثقافية ومنصات للنشر

في هولندا، تحدث محمد الأمين الكرخي، مدير دار “ميزوبوتاميا”، عن دور النشر العربية كمنصات ثقافية مهمة، مركّزاً على أهمية مشاركتها في معارض الكتب لتوفير الدعم المادي والروحي الذي تحتاجه. كما أكد على ضرورة تعزيز وجود الكتاب العربي في أوروبا من خلال وسائل الإعلام والنشاطات الثقافية.

### الخلاصة

تبقى دور النشر العربية في المهجر قوة دافعة لنشر الثقافة العربية وتعزيز التواصل بين الحضارات، رغم التحديات العديدة التي تواجهها. وبتكاتف الجهود، يمكن لهذه المؤسسات أن تسهم بفعالية أكبر في تعزيز حضور الأدب والثقافة العربية على الساحة الأوروبية.

معرض الكتاب العربي ينطلق بـ15 ألف عنوان بإسطنبول
دور النشر العربية في المهجر تعزز المضامين الإنسانية للحوار الثقافي وتثري التبادل المعرفي عبر الترجمة (الأناضول)

ضرورة إنشاء منصة عربية للكتب

شدد الكرخي على أهمية إنشاء منصة عربية تروج للكتب العربية في الدول الأوروبية، تكون مفتوحة لجمهور القراء الأوروبيين، وتركز على نشر الثقافة العربية بدلاً من الجانب التجاري. يجب أن تتيح هذه المنصة تقديم ملخصات لتلك الكتب بلغات متعددة وتسويقها بطريقة احترافية، مما سيفتح أفقًا جديدًا للكتاب العربي في أوروبا وحول العالم.

تراجع الكتاب العربي في المكتبات الهولندية

أشار الكرخي إلى أن الكتاب العربي كان له حضور لافت في المكتبات العامة في هولندا، إلا أن هذا الحضور تراجع بشكل كبير في السنوات الأخيرة. فعلى الرغم من تواجد بعض القواميس والكتب المتعلقة باللغات، إلا أن هناك انحسارًا واضحًا في الاهتمام بالإصدارات العربية الجديدة في المكتبات.

تراجع دور الجاليات العربية

لاحظ الكرخي أن دور الجاليات العربية في تعزيز الثقافة في المجتمعات الأوروبية تضاءل في السنوات الأخيرة، مما ساهم في تراجع الكتاب العربي ليتحول إلى جزء هامشي في هذه المجتمعات.

تأثير التيارات السياسية على الثقافة العربية

بين الكرخي أن الأوساط الثقافية الهولندية كانت تقدم اهتمامًا كبيرًا للثقافة العربية، إلا أن هذا الاهتمام تراجع، الأمر الذي أثر سلبًا على وجود الكتاب العربي نتيجة تصاعد تيارات اليمين المتطرف في العديد من الدول الأوروبية.

دور دور النشر الأوروبية

أكد الكرخي على أهمية دور النشر الأوروبية التي تُعنى بالأدب العربي، لارتباطها بالقارئ الأوروبي الذي يهتم بالكتب العربية المترجمة، حيث تستثمر تلك الدور خبراتها في الترويج لهذه الكتب عبر وسائل الإعلام.

معارض الكتاب العربية في أوروبا

أشار الكرخي إلى ظاهرة إيجابية تتناول معارض الكتاب العربية في أوروبا، حيث تقدم هذه المعارض فرصاً لنشر الثقافة العربية من خلال الفعاليات والبرامج الثقافية المتنوعة. هذه الأنشطة تعيد إحياء الاهتمام بالكتاب العربي وتسمح بفتح نقاشات ثرية حوله، مما يعزز مكانته في حياة الجاليات العربية.

تجربة ترجمة الأدب العربي

لفت مدير دار “ميزوبوتاميا” إلى أن تجربته في النشر والترجمة أظهرت أن الترجمة من اللغات الأوروبية إلى العربية تهيمن، في حين يعاني الأدب العربي من قلة الدعم الموجه لترجمته إلى لغات أخرى، موضحًا أن المؤسسات الثقافية الأوروبية تقدم دعمًا كبيرًا للمترجمين في حين تفتقر البلدان العربية لمبادرات مشابهة.

المصدر: وكالة الأنباء القطرية (قنا)

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.