### قصة ولادة أطفال مختلطين في كينيا
**نقص الهوية والتحديات الاجتماعية**
نانييوكي، كينيا (أ.ب) – تعود أحداث القصة إلى مارغريت واندي التي أصبحت حاملًا بعد علاقة قصيرة دامت أسبوعًا مع جندي بريطاني كان يتدرب بالقرب من مجتمعها في كينيا. التقيا بينما كانت تعمل في بار وهي في أوائل العشرينيات من عمرها، وكانت تعرف القليل عنه. وتركها الجندي مع طفل مختلط الأعراق.
اليوم، هذا الابن يبلغ من العمر 26 عامًا، ويشارك في جهود قام بها محام كيني لتمكين عدد من هؤلاء الأطفال من السفر إلى بريطانيا. والهدف هو مواجهة السلطات بشأن المئات من هذه الحالات التي تم الإبلاغ عنها على مر السنين، ومحاولة العثور على الآباء والسعي للحصول على دعمهم.
**محاولات لفتح أبواب جديدة**
تبدو هذه المحاولات غير مؤكدة، خاصة بعد سنوات من مساعي منظمات حقوق الإنسان لمحاسبة الجيش البريطاني وموظفيه على تصرفاتهم أثناء فترات التدريب في كينيا، بما في ذلك مزاعم الاغتصاب، والأطفال الذين تركوهم خلفهم. وتم تجديد اتفاق التعاون الدفاعي بين البلدين الذي تصل قيمته إلى 44 مليون دولار في عام 2021. إذ يسمح للجيش البريطاني بإرسال ما يصل إلى 10,000 جندي للتدريب لمدة ثمانية أسابيع في كينيا كل عام. تعتبر حالة الأطفال المختلطين جزءًا من مخاوف أكبر بشأن المهمة البريطانية، بما في ذلك الاتهامات المستمرة باغتصاب الفتيات والنساء المحليين.
**التجارب الشخصية وتأثيرها النفسي**
مثل العديد من الأطفال المختلطين الأعراق في كينيا، عانى لويس غيتونغا، ابن مارغريت، من شعور بالاستبعاد من المجتمع وحرمانه من فرص التعليم والتوظيف بسبب كونه “أكثر بياضًا”. قال غيتونغا: “لدي أزمة هوية دفعتني إلى إدمان الكحول”، وشدد على أن الألقاب التي يطلقها الناس عليه دومًا، مثل “الرجل الأبيض” أو “الألبينو”، تجلب له الألم والمعاناة.
تتذكر والدته عندما أودعته مدرسة داخلية، حيث طُلب منها دفع رسوم أعلى لطفلها الأبيض. فيما بعد، تزوجت من مزارع محلي، بول واهيرا، الذي اعترف بالتحديات التي تواجهها الأسرة في تربية طفل مختلط الأعراق. قال واهيرا: “في بعض الأحيان، كان يجب علي إخفائه عن بقية العائلة أثناء التجمعات لتجنب الكثير من الأسئلة، لأنه كان يبدو مختلفًا جدًا عن إخوته.”
**فرص قانونية ومساعدة للأطفال المختلطين**
يمثل المحامي الكيني كيلفن كوبا عشرة أطفال مختلطين من قوات بريطانية زائرة. وأكد أن ليس جميع علاقات آبائهم كانت بالتراضي. بالتعاون مع شركة محاماة بريطانية رفض الإفصاح عن اسمها، يأمل كوبا أن يتمكن من نقل بعض الأطفال إلى بريطانيا العام المقبل والتوجه إلى المحكمة. وأوضح: “هؤلاء الأطفال لا يعرفون الظروف التي وُلدوا فيها.”
يسعى كوبا إلى تقديم دعوى للحصول على الحق في معرفة هويتهم والوصول إلى دعم آبائهم المحتملين.### الأطفال ومشكلات الهوية: قصة أبناء الجنود البريطانيين في كينيا
ذكرت القوانين البريطانية أن الأطفال المولودين لمواطنين بريطانيين يستحقون الحصول على الجنسية البريطانية ورعاية كلا الوالدين طالما أنهم دون سن الثامنة عشرة. ومن بين الأطفال الذين يمثلهم كوبا، هناك سبعة تحت هذا العمر. أما الأطفال الذين تجاوزوا سن الرشد، فإن رحلتهم هي بحث عن الهوية والدعم.
### جمع التبرعات للحمض النووي
يعمل كوبا على جمع الأموال — حيث تم جمع 4600 دولار حتى الآن — لإجراء اختبارات حمض نووي تساعد في العثور على آباء هؤلاء الأطفال.
### أزمة الهوية وتأثيرها
تعاني أزمة الهوية الأطفال المولودين من آباء بيض، حيث أشار كوبا إلى أنه لم يقابل أطفالاً من آباء سود بريطانيين، موضحًا أنهم “لن يكونوا سهلين للرصد ولن يواجهوا التمييز”.
### عدم استجابة السلطات البريطانية
صرح متحدث باسم المفوضية البريطانية العليا لوكالة الأنباء “أسوشيتيد برس” بأن المفوضية وفريق التدريب العسكري البريطاني في كينيا “يتعاونون بالكامل مع السلطات المحلية لدعم الأطفال هناك حيث توجد ادعاءات تتعلق بالأبوة”. إلا أن هذه السلطات لم ترد على الاستفسارات.
### شكاوى الأمهات الكينيات
تقول الأمهات الكينيات ومجموعات المجتمع المدني منذ زمن طويل إن السلطات البريطانية لم تقدم المساعدة الكافية. تقول جنيريكا نامورو، 29 عامًا، والتي لديها طفل يبلغ من العمر 5 سنوات من رجل بريطاني مرتبط بفريق التدريب، إنها تلقت وعدًا بالمساعدة لكنه لم يفِ بالتزاماته المالية.
### تاريخ العلاقات المختلطة
تعود العلاقات التي أنشأها جنود بريطانيون مع نساء محليات إلى فترة حكم البريطانيين والاستعمار في كينيا، حيث لا تزال آثار تلك العلاقات قائمة حتى اليوم وتستوجب العدالة والدعم.
### معاناة الشخصيات المختلطة
ديفيد موغانجي ماشاري، 68 عامًا، يحمل لقب “بريطاني” بسبب لون بشرته الفاتحة، قال إنه تربية على التمييز الذي تعرض له. يواجه صعوبات في التأقلم مع أخوته الذين يمتلكون بشرة داكنة، وهو ما يعكس التحديات التي يواجهها الأطفال مختلطو الأعراق في هذا السياق.
### قضايا الاغتصاب والتحقيقات
قالت ماريون موتوجي، مفوضة في اللجنة الوطنية الكينية لحقوق الإنسان، إنه هناك صعوبات في محاسبة القوات البريطانية. أكدت أن اللجنة وثقت أكثر من 200 حالة اعتداء جنسي ارتكبتها القوات البريطانية بين عامي 1983 و2003.
### ردود الفعل من قبل الحكومة البريطانية
رفضت وزارة الدفاع البريطانية مزاعم الاعتداءات ووصفها بأنها “غير حقيقية”، مما أدى إلى عدم حصول الضحايا على التعويض أو العدالة.
### البحث عن الهوية
قال كوبا إنه يأمل في تقديم شعور بالهوية للأطفال الكينيين من الجنود البريطانيين. “ما نحضره إلى المحكمة البريطانية ليس مجرد مسألة اعتداء، بل هو قضية هؤلاء الأطفال الذين هم سجناء لهوية لم يختاروها”، كما أضاف كوبا.
### للخلاصة
تبقى القضية التي تواجه هؤلاء الأطفال معقدة، مع استمرار السعي نحو العدالة والفهم من قبل الجهات المعنية.