غارة إسرائيلية على قرية جنوب لبنان
طرابلس، لبنان (AP) — شنت الطائرات الإسرائيلية يوم الأحد غارات جوية على قرية حدودية في جنوب لبنان، بينما قصفت القوات الإسرائيلية بلدات وقرى أخرى لا تزال تحت سيطرتها، وفقًا لما أفادت به الوكالة الوطنية اللبنانية للأنباء.
وقف إطلاق النار تحت التهديد
تأتي هذه الهجمات بعد أيام من دخول اتفاق وقف إطلاق النار برعاية أمريكية بين إسرائيل وحزب الله حيز التنفيذ. ولم ترد تقارير فورية عن وقوع إصابات. كما لم تعلق القوات الإسرائيلية على الضربات الجوية في قرية يارون، ولم يصدر أي بيان من حزب الله.
تواصل إسرائيل تحذير اللبنانيين النازحين بعدم العودة إلى عشرات القرى في الجنوب في هذه المرحلة من وقف إطلاق النار، كما تفرض حظر تجوال يومي على حركة الأشخاص عبر نهر الليطاني بين الساعة الخامسة مساءً والسابعة صباحًا.
انتقادات للغارات الإسرائيلية
انتقد رئيس الوزراء المكلف نجيب ميقاتي والجيش اللبناني الغارات الجوية الإسرائيلية والطلعات الجوية منذ بدء وقف إطلاق النار، متهمين إسرائيل بانتهاك الاتفاق. وذكر الجيش أنه قدم شكاوى، لكن لم تتخذ أي إجراءات عسكرية واضحة من قبل حزب الله ردًا على ذلك، مما يعني أن الوضع المتوتر لم ينهار بعد.
عندما تصدر إسرائيل بيانات حول هذه الغارات، تشير إلى أنها تهدف إلى إحباط أي هجمات محتملة من حزب الله.
مراقبة أمريكية جديدة
أعلنت القوات المسلحة الأمريكية يوم الجمعة أن اللواء جاسبر جيفرز، إلى جانب المبعوث الأمريكي الرفيع أموس هوشتاين، سيتوليان رئاسة لجنة مراقبة جديدة يقودها الأمريكيون وتتضمن فرنسا، وقوة الأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان “يونيفيل”، ولبنان، وإسرائيل. قاد هوشتاين أكثر من عام من الدبلوماسية المتنقلة للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار، وستكون دوره مؤقتة حتى يتم تعيين رئيس مدني دائم للجنة.
الجهود للتعافي بعد الحرب
يحاول لبنان في هذه الأثناء العودة إلى بعض مظاهر الحياة الطبيعية بعد الحرب التي دمرت أجزاء واسعة من جنوب وشرق البلاد وشردت نحو 1.2 مليون شخص. وأفاد الجيش اللبناني بأنه قام بتفجير ذخائر غير منفجرة خلفتها الضربات الإسرائيلية في مناطق جنوب وشرق لبنان.
في سياق متصل، ذكرت الدفاع المدني اللبناني أنها قامت بإزالة خمس جثث من تحت الأنقاض في بلدتين جنوبيتين خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية.
التحديات المستمرة
تشمل المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار وقفًا للقتال لمدة 60 يومًا، حيث من المفترض أن يتم انسحاب مقاتلي حزب الله من جنوبي لبنان شمال نهر الليطاني وانسحاب القوات الإسرائيلية إلى شمال إسرائيل. كما يجب أن ينشر الجيش اللبناني عددًا كبيرًا من القوات في الجنوب، ليكون القوة المسلحة الوحيدة في المنطقة إلى جانب قوات “يونيفيل”.
ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات في هذه المرحلة، حيث لا تستطيع العديد من العائلات التي ترغب في دفن موتاها في جنوبي لبنان القيام بذلك في الوقت الحالي.
مقابر مؤقتة في صور
خصصت وزارة الصحة اللبنانية والجيش قطعة أرض في مدينة صور الساحلية للأشخاص الذين يرغبون في دفن موتاهم بصورة مؤقتة. وقال الدكتور وسام غزال من وزارة الصحة في صور إن نحو 200 جثة قد دفنت مؤقتًا في تلك الأرض، حتى تهدأ الأوضاع قرب الحدود.
قالت “أم علي”، التي طلبت أن تُدعى بهذا اللقب، إن “قلوبنا تحترق لأن شهدائنا مدفونون بهذه الطريقة”. فقد كان زوجها مقاتلاً قُتل خلال الحرب من بلدة عيتا الشعب، التي تبعد خطوات عن الحدود المتوترة.
وأضافت: “نأمل أن تنتهي الأزمة قريبًا حتى نتمكن من دفنهم بشكل لائق، لأن ترك الأحباء مدفونين في مكان غير دائم صعب جدًا.”
مشاريع إعادة الإعمار
في غضون ذلك، يسعى لبنان الذي يعاني من ضائقة مالية لجمع أكبر قدر ممكن من الأموال لمساعدته على إعادة بناء ما دمرته الحرب، والتي قدرت خسائرها بنحو 8.5 مليار دولار وفقًا للبنك الدولي، ويعمل على تجنيد وتدريب قوات لنشر 10,000 عنصر في جنوبي لبنان. كما دعا رئيس البرلمان نبيه بري إلى عقد جلسة برلمانية الشهر المقبل لانتخاب رئيس جديد، لكسر حالة الجمود السياسية التي استمرت لأكثر من عامين وإعادة تنشيط مؤسسات الدولة المتعطلة.
تقرير من بيروت
— شهدايب من بيروت.