بايدن يتوجه إلى أفريقيا لتعزيز مشروع ينافس الصين

Photo of author

By العربية الآن

يعتزم جو بايدن الوفاء بوعده بزيارة الدول الواقعة جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا قبل انتهاء فترة رئاسته. حيث سيتوجه هذا الأسبوع إلى أنغولا في زيارة تهدف إلى تعزيز الطموحات الأمريكية في مواجهة الاستثمارات الصينية المتزايدة في القارة. ومن المقرر أن يصل بايدن إلى لواندا يوم الاثنين، وسيستمر فيها حتى الأربعاء، قبل أن يتولى دونالد ترمب الرئاسة في 20 يناير. كان بايدن قد أٌجبر على إلغاء زيارة كانت مُخططة في أكتوبر بسبب إعصار في فلوريدا.

أول زيارة لرئيس أمريكي إلى أنغولا

تعد هذه الزيارة هي الأولى لرئيس أمريكي إلى أنغولا، الدولة النفطية المطلة على المحيط الأطلسي. وفي حديثه مع الصحافيين، أكد مسؤول أمريكي رفيع المستوى أن “هذه الخطوة ليست متأخرة ولا بلا مغزى”، مشيراً إلى أن “الرئيس بايدن أعاد الولايات المتحدة إلى اللعبة بعد سنوات من الغياب”. وسيتناول بايدن في لواندا استثمارات أمريكية مختلفة في المنطقة، بما في ذلك مشروع السكك الحديدية الضخم المعروف بممر لوبيتو، الذي سيربط ميناء لوبيتو الأنغولي بجمهورية الكونغو الديمقراطية، مع خط يتجه إلى زامبيا. وتعتبر هذه المشروع، الذي يمتد على 1300 كيلومتر بتمويل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، رابطاً استراتيجياً بين الميناء وثروات البلاد المعدنية مثل الكوبالت والنحاس، الضرورية لصناعة المنتجات التكنولوجية المتقدمة، وخاصة بطاريات الهواتف الذكية. وقد وصف بايدن هذا المشروع بأنه “أكبر استثمار أمريكي في السكك الحديدية في أفريقيا على الإطلاق”. كما سيجري بايدن لقاءً مع رئيس أنغولا جواو لورنكو، حيث سيلقي كلمة حول قضايا الصحة العامة والزراعة والتعاون العسكري والحفاظ على التراث الثقافي. واعتبر هيتور كارفالو، الخبير الاقتصادي في جامعة “لوسيادا” في لواندا، أن زيارة بايدن تمثل تمثيلاً للولايات المتحدة بمكانتها الجيوسياسية والاقتصادية بالرغم من قرب انتهاء ولايته.

وقد حثت منظمات حقوق الإنسان بايدن على مناقشة سجل أنغولا في حقوق الإنسان خلال زيارته. حيث أصدرت منظمة العفو الدولية تقريراً مؤخراً أفاد بأن الشرطة الأنغولية “قتلت ما لا يقل عن 17 متظاهراً، بينهم قاصر، خلال حملة قمع ضد المعارضة”. كما دعت المنظمة بايدن إلى مطالبة الحكومة الأنغولية “بالإفراج الفوري عن خمسة معارضين محتجزين بشكل تعسفي منذ أكثر من عام”. وذكر المسؤول الأمريكي أن بايدن “لم يتهرب يوماً من مناقشة التحديات الديمقراطية والتزامه بأهمية الديمقراطية”.

مواجهة النفوذ الصيني المتنامي

يسعى بايدن إلى تعزيز الطموحات الأمريكية في أفريقيا في ظل التوسع المستمر للنفوذ الصيني. حيث أفاد المسؤولون أن الحكومات الأفريقية تبحث عن بدائل للاستثمارات الصينية، وسط المخاوف من الأعباء المالية، مثل “العيش تحت ديون هائلة لأجيال”. والجدير بالذكر أن ديون أنغولا تجاه الصين تصل إلى 17 مليار دولار، ما يعادل حوالي 40% من إجمالي ديون البلاد.

يبدو أن لورنكو أيضاً مهتم بتنويع الشراكات بعيداً عن الصين وروسيا. وفي العام 2022، صوتت أنغولا لصالح قرار في الأمم المتحدة يدين الغزو الروسي لأوكرانيا. وحول ذلك، ذُكِرت سيزالتينا أبرو، الباحثة في جامعة “أنغولا الكاثوليكية”، أن زيارة بايدن تمثل “تحقيقاً لحلم رئيس أنغولا في أن يكون أول رئيس أمريكي يزور بلاده”. ومع ذلك، يبقى من غير الواضح إذا ما كانت الاستثمارات الأمريكية في أفريقيا ستستمر في ظل ولاية ترمب المقبلة. وعلقت أبرو على ذلك قائلة: “إذا أبدى ترمب اهتماماً مماثلاً لأفريقيا ولأنغولا كما في ولايته السابقة، فقد تعاني البرامج التي بدأها بايدن من انتكاسة”. ومن جهته، أشار أليكس فاينز، الباحث في معهد “تشاتام هاوس”، إلى أن على الرئيس المنتخب أن يدرك أن “لدى أنغولا ودول أخرى كثيرة، خيارات عديدة يجب الاختيار بينها في عالم تنافسي يسعى للوصول إلى الموارد الحيوية في أفريقيا”.

“);
googletag.cmd.push(function() { googletag.display(‘div-gpt-ad-3341368-4’); });
}

رابط المصدر


أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.