استهداف طباخ مطبخ غزة بطائرة مسيرة: ‘قتلوه على الفور’

Photo of author

By العربية الآن



CNN

مقتل محمود المدحون في غارة بطائرة مسيرة

توجه محمود المدحون، البالغ من العمر 33 عامًا، نحو مستشفى كمال عدوان في وقت مبكر من صباح يوم السبت لتسليم منتجات إلى مئات المرضى في حي بيت لاهيا المحاصر، شمال غزة.

لكن بعد لحظات، استهدفته طائرة مسيرة إسرائيلية وأردته قتيلاً، وفقًا لما ذكره اثنان من أقاربه، بعد أشهر من قوله لـCNN إن البقاء على قيد الحياة لأكثر من عام في ظل الحرب هو “أعظم انتصار لنا”.

رد فعل العائلة على الحادث

“لقد قتلوه في مكانه”، قال هاني المدحون، شقيق محمود، يوم الاثنين. “لقد استهدفوه… إنه هجوم عليه. إنه ليس حادثًا.”

أشار هاني، الذي يقيم في فيرجينيا، إلى أن صديقًا rushed took محمود إلى المنشأة الطبية، لكنه تعرض على الفور لنيران كثيفة.

“اعتقدوا أنهم يمكنهم إنقاذه، لكنهم قالوا إن نيران القناصة بدأت تضربهم أو بالقرب منهم”، أضاف. “حاولوا إيجاد طريق آخر ولم يتمكنوا. لذا، أخذوه إلى المنزل وقالوا له وداعًا أخيرًا، ولفوه في بطانية [ودفنوه بسرعة].”

تاريخ اعتقال محمود

قال هاني لCNN إن الجيش الإسرائيلي اعتقل محمود مرتين في شمال غزة على مدار السنة الماضية وأطلق سراحه في المرتين. “لقد احتجزوه عاريًا، وأطلقوا سراحه”، قال. “لم يكن لديهم أي اهتمام بهم، فأطلقوا سراحهم.”

تواصلت CNN مع الجيش الإسرائيلي للتعليق على مزاعم هاني.

Mahmoud is survived by his wife, Alaa, and their seven children including baby Aline, shown above, who was born just two weeks ago in Kamal Adwan Hospital.

أثر الحرب على المدنيين

أدت الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة منذ هجمات حماس في 7 أكتوبر إلى القضاء على عائلات كاملة، وتحويل الأحياء النابضة بالحياة إلى مناطق نزوح شاسعة، وتسببت في أزمة إنسانية حادة من الجوع الشديد والجفاف والأمراض.

ووفقًا لوزارة الصحة، قُتل ما لا يقل عن 44,502 فلسطيني منذ أن بدأت إسرائيل الحرب في غزة. كما أصيب 105,454 شخصًا آخر، حسبما أضافت الوزارة.

خسائر عائلة المدحون

قال هاني لCNN إن ما لا يقل عن 180 من أقاربه، بما في ذلك أفراد عائلته المباشرة والبعيدة، قد قُتلوا جراء الهجمات الإسرائيلية في غزة. لم شتاء الماضي، قُتل شقيقه الآخر، ماجد، وزوجته وأطفاله الأربعة في غارة إسرائيلية، قبل ساعتين فقط من دخول وقف إطلاق النار المؤقت حيز التنفيذ.

يترك محمود وراءه زوجته علا وسبعة أطفال – أصغرهم فتاة رضيعة تدعى ألين، وُلدت قبل أسبوعين فقط. وقد هربت العائلة من بيت لاهيا إلى حي آخر في شمال غزة، حسبما أفاد هاني لCNN.

وأضاف: “لا يوجد أحد هناك لدعمهم”. “[محمود] كان المعيل لهم، وكان الأب.”

“كان لديه جانب رقيق في شخصيته. كان دائم المزاح، وكان دائمًا يمازح والدتي ووالدي. كان يهتم بجيرانه.”

## محمد: من تاجر هواتف إلى طباخ في المأساة

قبل الحرب، كان محمود يمتلك متجرًا لبيع الهواتف المحمولة، لكن الحملة الجوية الإسرائيلية دمرت عمله مثل الكثير من التجار الآخرين في المنطقة. ولتجاوز هذه الأزمة، قرر تشغيل مطبخ للعدس.

### إغاثة يومية

في سبتمبر الماضي، أخبر محمود شبكة CNN أنه يوزع الطعام على ما بين 600 إلى 800 عائلة يوميًا في شمال قطاع غزة. وعبر عن امتنانه قائلاً: “الحمد لله أننا نجونا جسديًا. هذه هي أكبر انتصاراتنا.”

### تصعيد عسكري

في 5 أكتوبر، شنت القوات الإسرائيلية سلسلة من الهجمات الجوية والبرية على ثلاثة أحياء في شمال غزة، مما أدى إلى تدمير كتل سكنية بالكامل وزيادة معاناة الجوع. وكانت فرق الطوارئ عاجزة عن إنقاذ المدنيين الذين أصيبوا جراء الهجمات.

### الأرقام المأساوية

تقول القوات الإسرائيلية إن الهجمات تستهدف الوجود المتجدد لحماس في المنطقة، بينما تُشير تقارير مكتب إعلام الحكومة في غزة إلى أن أكثر من 3700 فلسطيني فقدوا حياتهم، وأصيب نحو 10,000 آخرين.

### إصرار على البقاء

مع تصاعد الاعتداءات، أصبحت عمليات مطبخ العدس أكثر خطورة. وفقًا لعائلته، كان محمود يقدم الطعام لما يصل إلى 250 عائلة يوميًا قبل وفاته، وبدأ في إرسال الخضروات إلى مستشفى كمال عدوان المجاور لدعم المرضى والعاملين الطبيين.

### آخر محاولاته

قال يحيى المُدحون، ابن عم محمود: “في جهوده الأخيرة، تمكن من جلب الخضروات مع المساعدات والاسعافات التي وصلت إلى الشمال، مما أدخل الفرح على الكثيرين في مثل هذه الأوقات الصعبة.”

### موقف من الشجاعة

قال أحد أصدقائه: “رفض مغادرة الشمال. عندما هربنا، تحدثنا معه وحثثناه على المجيء معنا، لكنه رفض قائلاً: ‘ما دام هناك أشخاص والمستشفى هنا، سأبقى لدعمهم وتقديم الخدمات لهم. لا أستطيع أن أغادر.’” وأضاف أنه كان يقدم الدعم النفسي للأطفال ويساعد المحتاجين.

### كارثة إنسانية

تشير التقارير إلى أنه لم يدخل أي مساعدات إلى أجزاء محاصرة في شمال غزة منذ أوائل أكتوبر، وذكرت الأمم المتحدة أن المجاعة باتت “وشيكة” في تلك المناطق. ومع تدهور الأوضاع، أعلنت الوكالة الإسرائيلية المسؤولة عن تدفق المساعدات إلى غزة أن برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة جمع 52 شاحنة غذائية للتوزيع شمال القطاع.

### وصف مأساوي

وصف هاني وضع غزة بالقول: “هذا تطهير عرقي. إنهم يقتلون الجميع. إنها ليست عملية مستهدفة.” ويرى أن الوضع الحالي يعيد ذكرى النكبة عام 1948، عندما فرّ ما لا يقل عن 700,000 فلسطيني أو تم طردهم من منازلهم أثناء إقامة دولة إسرائيل.

### عمل إنساني مُستهدف

اعتبر هاني أن محمود وأمثاله كانوا يقومون بعمل إنساني نبيل، وقال: “لقد تعرض للعقاب لأنه كان يساعد الناس في محاربة المجاعة.”

ساهمت دانا كارني من CNN في إعداد هذا التقرير.

رابط المصدر


أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.