دور الذكاء الاصطناعي في تغطية قمة الويب لشبونة 2024
2/12/2024
–
|
آخر تحديث: 4/12/202408:01 ص (بتوقيت مكة المكرمة)
حققت قمة الويب 2024 في لشبونة أرقامًا قياسية، حيث شارك فيها 71,528 شخصًا من 153 دولة، بجانب 3,050 شركة عرضت منتجاتها، و953 متحدثًا، و1,066 مستثمرًا. كما لوحظ الحضور النسائي بنسبة 42%.
الذكاء الاصطناعي وأساليب التغطية
مع تصدر تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في القمة، بنسبة تتجاوز 16%، لم تقتصر استخداماته على المعرض فحسب، بل استخدمت “الجزيرة نت” هذه التكنولوجيا لتغطية الحدث بشكل مبتكر.
تسهيلات الذكاء الاصطناعي للصحفيين
في ظل الحجم الكبير للقمة وضيق الوقت المتاح، ساعد الذكاء الاصطناعي في تسهيل مهام الصحفيين، من تسجيل المقابلات وتحويلها إلى نصوص متعددة اللغات، إلى تلخيصها بشكل دقيق.
هذا الأمر لم يوفر الوقت والجهد فقط بل أيضًا أتاح تغطية أوسع وأكثر دقة للحدث.
تجربة التحدي في تغطية القمة
في اليوم الثاني من القمة، اختبرت كمسؤول الصفحة التقنية قدرة الذكاء الاصطناعي في المساعدة على تغطية الحدث، من خلال كتابة أوامر محددة لتنفيذ مهام معينة، لتتمكن من نشر ثلاثة مقالات تغطي مواضيع مثل “الوجود العربي”، و”أجنحة الدول”، و”شركات وتطبيقات مميزة”.
تفصيل المهام للذكاء الاصطناعي
هذه المهام كانت تهدف إلى مساعدتي في الحصول على معلومات سريعة ودقيقة تنعكس في مقالات شاملة، مما يساعد في التعامل مع عدد كبير من المشاركين خلال فترة قصيرة.
# استخدام الذكاء الاصطناعي في تغطية قمة الويب بلشبونة 2024
في إطار تغطيتي لقمة الويب بلشبونة 2024، استخدمت تطبيق “شات جي بي تي” على الهاتف، والذي يدعم خاصية تسجيل المحادثات وتحويلها إلى نصوص. قمت بتصميم سلسلة من الأوامر بطريقة تضمن للذكاء الاصطناعي فهم ترتيب المهام وضمان عدم حدوث أي خطأ في إدخال المقابلات. لذلك، قمت بتوضيح الأوامر في خطوات مرتبة وأعطيته توجيهات بعدم الانتقال للمهمة التالية حتى أقدم الأمر المناسب. وللتحقق من فهمه، طلبت منه إعادة تفسير التعليمات.
## الخطوات التفصيلية
تتلخص التعليمات التي قدمتها للذكاء الاصطناعي في النقاط التالية:
1. سأقوم بتزويدك بمجموعة من المقابلات، وينبغي أن تنتظر حتى أعطيك الأمر “صنّف” لتقوم بتصنيفها إلى ثلاث فئات:
– “الوجوه العربية في قمة الويب”، لتجميع جميع المقابلات المتعلقة بالشركات الناشئة العربية.
– “الشركات والمنتجات المثيرة للاهتمام في قمة الويب”.
– “الدول في قمة الويب”.
2. بعد التصنيف، يجب تلخيص كل مقابلة في 5-10 أسطر عند إعطائي الأمر “لخّص”.
3. أخيرًا، يجب إنشاء ثلاث مقالات تحتوي كل منها على 5-10 مقابلات عند إعطائي الأمر “أنشئ”.
4. إذا كانت المقالة أدنى من العدد المطلوب، يقوم الذكاء الاصطناعي بإخباري أنه يحتاج إلى مزيد من المقابلات. وبعد الانتهاء، عند إعطائي الأمر “أنهِ”، يجب أن تُترجم المقالات إلى اللغة العربية.
## استخدام التطبيق في إجراء المقابلات
خصصت ثلاث ساعات لإجراء المقابلات مع مختلف المشاركين، واستعنت بتطبيق “شات جي بي تي المدفوع” لتسجيلها وتحويلها إلى نصوص. كان يقوم بتسجيل المقابلة وبعد انتهاء التسجيل يعرض النص للحصول على موافقتي لإدراجها ضمن المقابلات.
عايشت صعوبة كبيرة في مناقشات سابقة، خصوصًا في مؤتمر الدوحة، حيث واجهت مشكلات في تحويل المحادثات إلى نصوص. ولكن مع خاصية التحويل الجاري في “شات جي بي تي”، أصبحت الأمور أسهل بكثير.
### فائدة خاصية تحويل الكلام إلى نص
– سمح للضيف بالتحدث بأي لغة، حتى إذا كانت غير مفهومة للمراسل. تجسدت هذه الفائدة عندما شارك أحد الضيوف بكلمات باللغة الفرنسية، وقد تمتكنت الخاصية من تحويل سجلات الحديث إلى إنجليزية وبعدها إلى ملخص بالعربية.
– راحتني المعرفة بأن الذكاء الاصطناعي سيتولى تصنيف المقابلات، مما وفر الوقت والمجهود عند الاستماع للمحادثات.
– منحني الذكاء الاصطناعي القدرة على تلخيص وترجمة المقابلات، مما جعلني لا أكترث لطول كل مقابلة، حيث سيقوم بالملخصات لاحقًا.
## نتائج عملية التصنيف تلخيصًا
بعد الانتهاء من تسجيل المقابلات، طلبت من الذكاء الاصطناعي تصنيفها. وقد أدهشني بقدرته على التمييز، حيث صنف المقابلات بالاعتماد على المحتوى. المقابلات التي تناولت اللغة العربية وُضعت في مقالات “وجوه عربية في القمة”، بينما تم تخصيص أخرى ضمن فئة “دول في القمة”، وما لم ينطبق عليهم هاتين الفئتين تم إدراجه في “الشركات والمنتجات في القمة”.
بعد التصنيف، طلبت منه تلخيص المقابلات، وقد كانت النتائج مبهرة، وتمكنت من تحسين المحتوى ومراجعته قبل نشره. كانت المواد النهائية كالتالي:
1. **خمسة تطبيقات مميزة لشركات ناشئة في قمة الويب**.
2. **المغرب من بينهم.. دول تستقطب وأخرى تصدر الأفكار والتقنيات في قمة الويب**.
3. **رواد أعمال عرب يعرضون ابتكاراتهم في قمة الويب 2024**.
## الملاحظات والدروس المستفادة من هذه التجربة
لقد علمتني هذه التجربة الكثير حول كيفية استخدام التكنولوجيا الحديثة لتحسين فعالية العمل. العمل مع الذكاء الاصطناعي لم يكن فقط مرشدًا لي في عملية التصنيف والتلخيص، بل أصبح شريكًا مساهماً في فهم المحتوى وجمع المعلومات.
توظيف الذكاء الاصطناعي في تغطية قمة الويب 2024
تعتبر تجربة تغطية مؤتمر قمة الويب 2024 واستخدام الذكاء الاصطناعي كمساعد للمراسلين مهمة لفهم مدى إمكانية الاعتماد على هذه التكنولوجيا الحديثة في المهام الصحفية التي تتطلب التحليل والتفكير المنطقي. كما أنه من الضروري الإشارة إلى المزايا والتحديات التي واجهت هذه التجربة.
المزايا
- تمكن الذكاء الاصطناعي من تغطية عدد أكبر من المشاركين في القمة خلال فترة زمنية قصيرة عبر التصنيف والتلخيص.
- سهل الذكاء الاصطناعي قيام الضيوف بالتحدث بلغاتهم الأصلية دون الحاجة لترجمة، حيث أصبح بإمكانه القيام بدور المترجم ومساعد ميداني.
- ساعد الذكاء الاصطناعي في تمييز سياق المحادثات وتصنيف المقابلات، مما أتاح للمراسلين إجراء المزيد من المقابلات وتوفير الوقت.
التحديات
مما يبرز تحديًا ملحوظًا هو استسهال المراسلين للاعتماد الكلي على الذكاء الاصطناعي. هذا الأمر قد يؤدي إلى فشل في التدقيق والتحري اللازمين في التقارير. فقد أظهرت التجربة أن التفاعل البشري الضروري لا يمكن الاستغناء عنه. إليكم بعض المعوقات التي واجهتها:
- في إحدى المقابلات، قام الذكاء الاصطناعي بتحريف اسم شركة بعد تحويل التسجيل إلى نص، ولولا مراجعتي لما كان بالإمكان اكتشاف هذا الخطأ.
- لاحظت أن التطبيق كان يضيف معلومات غير صحيحة أثناء تلخيص المقابلات، مما استدعى ضرورة التحقق من المحتوى.
- بينما قمت بإجراء 27 مقابلة، اختفى عدد من هذه المقابلات خلال عملية التحويل، وانتهى الأمر بـ19 مقابلة فقط يتم توثيقها.
- في بعض الحالات، كان التصنيف غير دقيق، حيث تم تصنيف مقابلات تتعلق بتطبيقات ضمن موضوعات أخرى بناءً على فهم التطبيق الخاطئ.
التحديات الإنسانية
تشكل قدرة البشر على متابعة تطورات الذكاء الاصطناعي ومواءمتها تحديًا آخر. على الرغم من أن الذكاء الاصطناعي سهل العديد من المهام، إلا أنني وجدت نفسي أُخالف التوقعات وكتبت 4 مقالات فقط بدلًا من 3 مقالات غنية بالحوارات، بسبب الحاجة للتأكد من المحتوى وتحسينه.
فوائد إضافية
أحد الفوائد الملحوظة لاستخدام الذكاء الاصطناعي خلال قمة الويب 2024 كانت قدرته على توجيهي إلى موقع معين في المؤتمر. فقد استخدمت صورة لخريطة المؤتمر وسألت “شات جي بي تي” عن مكان ندوة معينة، وتمكن بسهولة من إرشادي إلى موقع القاعة.
على الرغم من عدم فائدة الذكاء الاصطناعي في قمة الويب السابقة في الدوحة، إلا أنه أثبت نفسه في قمة الويب في لشبونة. تظهر هذه التغييرات بوضوح أن لدينا تكنولوجيا متطورة يمكن أن تعود بالفائدة علينا إذا استغللناها بشكل سليم. ربما أرى في قمة الويب المقبلة في الدوحة مجموعة من المساعدين المعتمدين على الذكاء الاصطناعي تساندني في المهمة.