تحفيز الخلايا السرطانية للانتحار.. هل سننتصر على السرطان؟

Photo of author

By العربية الآن

تحفيز الخلايا السرطانية لقتل نفسها.. هل يمكننا القضاء على السرطان؟

الخلايا البشرية
تحتوي الخلايا التائية على مستقبلات خاصة تتعرف على العدوى أو الخلايا السرطانية (شترستوك)

قام باحثون من جامعة ستانفورد بطرح تقنية مبتكرة قد تحدث تحولاً في مواجهة السرطان، حيث يقومون بتغيير وظيفة بروتين يمنع موت الخلايا، ليصبح بروتينا يعمل على تحفيز هذا الموت.

يتخلص جسم الإنسان بشكل يومي من حوالي 60 مليار خلية عبر عملية طبيعية تُعرف باسم موت الخلايا المبرمج، وهي جزء أساسي من دورة تجدد الخلايا.

تُستبدل معظم الخلايا القديمة، مثل خلايا الدم والجهاز الهضمي، بخلايا جديدة. وقد أظهر الباحثون أن طريقة الجسم في التخلص من الخلايا قد تحمل أهمية كبيرة لعلاج السرطان، وذلك من خلال منهجية جديدة تم تطويرها في جامعة ستانفورد.

يعمل الفريق على استغلال هذه الطريقة الطبيعية لإجبار الخلايا السرطانية على التخلص من نفسها. تعتمد طريقة الباحثين على الجمع بين بروتينين بشكل اصطناعي، مما يؤدي إلى تنشيط الجينات المسؤولة عن موت الخلايا، وبالتالي يحفز سرطان إلى تدمير نفسها. وقد تم نشر تفاصيل هذه المركب الجديد في 4 أكتوبر/تشرين الأول في مجلة ساينس، وتناولته العديد من المواقع الإعلامية.

خلايا سرطانية
يعتبر موت الخلايا المبرمج ضرورياً لعمليات بيولوجية مهمة مثل النمو السليم للأعضاء وضبط عملية الجهاز المناعي (شترستوك)

بداية الفكرة

جاءت فكرة هذا البحث إلى الدكتور جيرالد كربتري، من قسم علم الأمراض في جامعة ستانفورد، خلال نزهة له في غابات جبل كينجز بكاليفورنيا أثناء جائحة كورونا. وقد تأمل كربتري في الاكتشافات البيولوجية الهامة، من بينها اكتشافات السبعينيات حول قدرة الخلايا على تدمير نفسها لصالح الكائن الحي.

يعتبر موت الخلايا المبرمج ضرورياً للعديد من العمليات البيولوجية، مثل النمو السليم للأعضاء وضبط عمل الجهاز المناعي.

تقنيات جديدة لعلاج السرطان

تعتمد طرق العلاج التقليدية للسرطان، مثل العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي، على تدمير أعداد كبيرة من الخلايا السليمة بجوار الخلايا السرطانية. ولكن فريق جامعة ستانفورد قد طور نوعاً جديداً من “الغراء الجزيئي” الذي يربط بين بروتينين لا يتصلان عادة.

سرطان
تعتمد العلاجات التقليدية على تدمير خلايا سليمة بجانب الخلايا السرطانية (شترستوك)

إعادة برمجة الخلايا السرطانية

تتعدد أوجه التحدي في معالجة السرطان، لكن الأمل يتزايد مع هذه الابتكارات الجديدة التي قد تتيح لنا طريقة فعالة للتغلب على هذا المرض المميت.

تطورات جديدة في علاج السرطان عبر بروتين BCL6

ركزت الأبحاث الحديثة على البروتين “بي سي إل 6” (BCL6)، الذي يقوم بتحفيز موت الخلايا السرطانية عند حدوث طفرات فيه، حيث يمنع هذا البروتين تشغيل الجينات التي تحفز موت الخلايا، مما يؤدي إلى بقاء الخلايا السرطانية.

ابتكار جزيء يربط BCL6 ببروتين CDK9

قام الباحثون بتصميم جزيء يربط “بي سي إل 6” ببروتين آخر يدعى “سي دي كي 9” (CDK9)، والذي يعمل كإنزيم لتنشيط الجينات. هذا الربط يسمح بتشغيل الجينات التي تحفز موت الخلايا، والتي تعطل عادة بواسطة “بي سي إل 6”.

نتائج التجارب المخبرية

أجريت تجارب على الجزيء الجديد في خلايا اللمفوما الكبيرة المنتشرة في المختبر، وأسفرت النتائج عن فعالية عالية في قتل الخلايا السرطانية. كما أظهرت التجارب على الفئران السليمة عدم وجود أي آثار جانبية سامة. من الجدير بالذكر أن اللمفوما هي نوع من سرطانات الدم التي تؤثر على الجهاز المناعي.

توجهات البحث المستقبلية

تمثل التقنية الجديدة استغلالاً للبروتين “بي سي إل 6” الموجود بشكل خاص في خلايا سرطان اللمفوما. بعد اختبار المركب في 859 نوعاً مختلفاً من الخلايا السرطانية، أظهر فعالية محددة ضد خلايا السرطان اللمفوما فقط. يخطط الباحثون لتطوير مركبات مشابهة تستهدف بروتينات مسرطنة أخرى مثل الجين “راس” (Ras)، الذي يرتبط بأنواع متعددة من السرطان، مع توقعات بإجراء تجارب سريرية على البشر قريباً.

المصدر: الجزيرة

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.