تجدد التحديات أمام الأسد بعد 10 سنوات من الأزمة
بيروت (AP) — مرّ 10 سنوات منذ أن واجه الرئيس السوري بشار الأسد أزمة حقيقية، كان ذلك في ذروة الحرب الأهلية السورية حين فقدت قواته السيطرة على بعض أجزاء مدينة حلب الكبرى، وكان معارضوه يتقدمون نحو العاصمة دمشق.
في ذلك الحين، أنقذته داعمته الدولية الأساسية، روسيا، وحليفه الإقليمي القديم إيران، والتي ساعدت قوات الأسد في استعادة السيطرة على حلب، مما غير مسار الحرب لصالحه.
التصعيد العسكري الجديد
لكن مع تقدم المتمردين في هجوم مفاجئ استطاعوا فيه السيطرة على حلب، إضافة إلى مدينة حماة وبلدات أخرى في شمال غرب البلاد، يبدو أن الأسد الآن يعتمد بدرجة كبيرة على نفسه.
تتابع روسيا انشغالاتها في حرب أوكرانيا، بينما تعرضت قوة حزب الله اللبناني، الذي دعم الأسد في السابق بأعداد كبيرة من المقاتلين، للضعف إثر صراع دام عاماً مع إسرائيل. وفي ذات الوقت، تكبدت الوكلاء الإيرانيون عبر المنطقة خسائر فادحة نتيجة الضغوط الإسرائيلية.
علاوة على ذلك، يشعر الجنود السوريون بالإرهاق والإحباط بعد 13 عامًا من الحرب والأزمات الاقتصادية، حيث تلاشت إرادتهم في القتال.
هل ستسقط حكم الأسد قريبًا؟
يقول المحلل مونا يعقوبيان من معهد الولايات المتحدة للسلام: “الأيام والأسابيع القادمة ستكون حاسمة في تحديد ما إذا كان الهجوم الثوري يشكل تهديدًا وجوديًا لنظام الأسد، أو إذا ما تمكن النظام من استعادة عافيته ودفع المتمردين للوراء”.
تضيف: “بينما تبدو قوى الأسد ضعيفة ومشتتة، من غير المرجح أن تستسلم حلفاؤه ببساطة أمام هجوم المتمردين”.
لا يزال في مأزق
حتى وقت قريب، بدا أن الحرب الأهلية قد أظهرت علامات على التراجع. إلا أن الأسد لم يحقق انتصارًا كاملاً خلال تلك الحرب الطويلة، ولا تزال أجزاء واسعة من البلاد خارج سيطرته.
ومع مرور 13 عامًا من النزاع، يبدو أن الأسوأ قد انتهى، لكن التحديات ما زالت قائمة.التحولات الجيوسياسية وأزمات سوريا
عادت العلاقات بين النظام السوري والدول العربية إلى الانتعاش بعد أن تم تجاهل الأسد لفترة طويلة، حيث بدأ العرب يستعيدون علاقاتهم معه ويستعيد النظام عضويته في جامعة الدول العربية. وفي وقت سابق من هذا العام، قررت إيطاليا أيضاً إعادة فتح سفارتها في دمشق بعد عقد من العلاقات المتوترة.
النزاع المتجدد وتأثيره على الجوار
على الرغم من جهود المنظمات الإنسانية والداعمين الدوليين للتركيز على جهود الإغاثة وإعادة الإعمار في سوريا بعد واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، إلا أن الهجوم المفاجئ الذي شنه insurgents في 27 نوفمبر أعاد إشعال الحرب وأدهش الجميع بتداعياته السريعة.
تسبب ذلك في قلق الجوار السوري، حيث يخشى الدول المجاورة من تدفق العنف واللاجئين عبر الحدود، فضلاً عن القلق المتزايد من تأثير الجماعات الإسلامية.
فرص سياسية مفقودة
يشير المحللون إلى أن مجموعة من التطورات الجيوسياسية، بدءًا من غزو روسيا لأوكرانيا في فبراير 2022 والحرب الإسرائيلية-حماسية في غزة التي بدأت في 7 أكتوبر 2023، قد أوجدت الفرصة لمعارضي الأسد للاستفادة من الوضع.
مع تقدم الثوار في الآونة الأخيرة، بدت قوات النظام تتراجع دون مقاومة تذكر، مع ورود تقارير عديدة عن انشقاقات. بينما قامت القوات الروسية ببعض الغارات الجوية، أكد حزب الله في لبنان دعمه للنظام السوري ولكنه لم يعلن عن إرسال مقاتلين.
اقتصاد أنهكه الصراع
بينما ظلت خطوط الصراع الرئيسي في سوريا ثابتة منذ عام 2020، فقد زادت الأزمات الاقتصادية سوءًا في السنوات الأخيرة. فقد أدت العقوبات الأمريكية والأزمة المصرفية في لبنان والزلازل السابقة إلى تفاقم الوضع المالي للسوريين.
وبحسب خبراء، إذا لم يكن بإمكان النظام دفع رواتب جنوده، فقد يكون من الصعب توقع بقائهم للقتال عند هجوم الآلاف من الإسلاميين على مدنهم.
الانشقاقات وتداعياتها
في محاولة لإعادة السيطرة على مدينة حلب، أصدر insurgents دعوة للجنود والوكالات الأمنية الحكومية للانشقاق، مقدماً لهم ما يسمى بـ”بطاقات الحماية”، التي تمنح بعض الأمان وتؤمن عدم المطاردة.
قال المتحدث باسم insurgents، حسن عبد الغني، إن أكثر من 1600 جندي طالبوا بالبطاقات في يومين بمدينة حلب. تجمعت حشود من المنشقين أمام مراكز الشرطة لتسجيل بياناتهم.
استمرار المقاومة
أكد تشارلز ليستر، خبير سوري، أن معظم المجتمع الدولي قد تراجع عن الصراع، بينما لم تتراجع المعارضة المسلحة عن مساعيها واستعدتها لمثل هذا السيناريو لسنوات. لقد قضت جماعات مسلحة متعددة السنوات في الإعداد والتنظيم، مدفوعة بحلم استعادة السيطرة على الأراضي من الأسد.
واختتم ليستر قائلاً إن النظام السوري أصبح أكثر ضعفًا في العامين الماضيين مقارنة بجميع سنوات النزاع.