تحذير من البلاستيك الأسود: يحتوي على مواد مسرطنة
### الأسباب وراء التسرب الكيميائي
يظهر التسرب نتجية عملية إعادة تدوير النفايات الإلكترونية المحتوية على البلاستيك. تعتبر “مُثبطات اللهب” مواد كيميائية تستخدم في الأجهزة المنزلية، مما يزيد من خطر انتقال المواد السامة إلى المنتجات اليومية. وقد حظرت وكالة حماية البيئة الأمريكية هذه المواد نظرًا لخطرها الكبير على الصحة والبيئة، حيث تم ربطها بمشاكل صحية خطيرة مثل السرطان واضطرابات الغدد الصماء.
تسرب هذه المواد إلى الغبار والهواء في البيوت، ويتسبب ذلك في تلوث البيئة والمياه والغذاء، مما ينذر بخطورة صحية على البشر.
### ضرورة التقليل من استخدام البلاستيك الأسود
حث الخبراء على ضرورة تقليل استخدام البلاستيك الأسود، خاصة في المنتجات القابلة للتلامس مع الطعام. يوصى بتوجيه تحذيرات خاصة للأمهات والأطفال، بعد أن أشار الباحثون إلى أن التعرض اليومي لمثبطات اللهب قد يصل إلى 35 جزءًا في المليون، مما يشكل تهديدًا صحيًا عالميًا.
### مثبطات اللهب في 85% من العينات
للتحقق من وجود مثبطات اللهب في المنتجات البلاستيكية، أجرت الباحثة ميغان ليو وفريقها دراسة على 203 منتج منزلي، حيث وُجدت المثبطات في 85% منها، بتركيزات تصل إلى 22.8 ألف ملغ لكل كيلوغرام. هذه المثبطات ليست فقط في الأواني، بل تم اكتشافها أيضاً في حليب الثدي.
يعد التعرض اليومي لمستخدم أدوات المطبخ البلاستيكية السوداء أعلى بكثير من الحد المسموح به، ويستدعي اهتمامًا كبيرًا من الجمهور والسلطات.
### البلاستيك الأسود في لعب الأطفال
كشفت ميغان ليو، الباحثة، أن “القلائد البلاستيكية السوداء، التي يرتديها الأطفال، تحتوي على معدلات مرتفعة من مثبطات اللهب تصل إلى 22.800 جزء في المليون”. وقد خلصت إلى أن الأطفال يتعرضون لهذه المواد السامة عبر ألعابهم البلاستيكية.
تؤكد جيمي روس، أستاذة علم الأعصاب، أن تسرب هذه المواد إلى الأطفال يثير قلقًا صحيًا جدياً، وتدعو إلى ضرورة حماية الأطفال من المخاطر المحتملة المرتبطة باستخدام البلاستيك الأسود.
البلاستيك الأسود ومعضلة مثبطات اللهب: مخاطر صحية تنذر بالخطر
“أي شيء مصنوع من البلاستيك الأسود يلعب به الطفل أو يُستخدم في الطعام؛ فهو يستحق مزيداً من الحذر”. هذا ما يشير إليه الخبراء في ضوء المخاطر المرتبطة بمثبطات اللهب الموجودة في منتجات بلاستيكية عديدة.
خطر مثبطات اللهب في الأجهزة الإلكترونية
تكشف دراسات أن مثبطات اللهب الشائعة في المنتجات الاستهلاكية تعتبر من أشد المخاطر، خاصةً تلك المستخدمة في العبوات الإلكترونية مثل أجهزة التلفزيون. وفقاً لموقع مجلس الكيمياء الأميركي، يحتوي المنزل المتوسط على أكثر من 20 منتجًا إلكترونيًا، مثل الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، والتي قد تحتوي على هذه المثبطات. كما تُستخدم هذه المركبات في الأرائك وكراسي المكتب ومقاعد السيارات، مما يزيد من خطر تسربها إلى الهواء والغبار، ويمكن أن تُتناول مع الطعام والماء.
لا يوجد مستوى آمن لمثبطات اللهب
دراسة حديثة نُشرت في أبريل الماضي تشير إلى أن الأفراد الذين لديهم مستويات مرتفعة من مركبات مثبطات اللهب في دمائهم كانوا أكثر عرضة للإصابة بالسرطان بنسبة تصل إلى 300%. ويؤكد الدكتور ليوناردو تراساند، أستاذ طب الأطفال، أنه لا يوجد مستوى آمن لبعض هذه المركبات، وبسبب سميتها، يمكن أن تتراكم في الجسم لفترات طويلة.
دعوة لليقظة
تعليقًا على هذه النتائج، تشير ليندا إس بيرنباوم من جامعة ديوك إلى ضرورة اليقظة في استخدام البلاستيك الأسود الذي غالبًا ما ينتهي به المطاف في المنتجات الغذائية، مما يعرض المستخدمين لمخاطر صحية جسيمة. وتدعو لتجنب أدوات الطهي وعبوات الطعام المصنوعة من هذا النوع من البلاستيك.
كما تحذر الناس من إعادة استخدام العبوات البلاستيكية السوداء، وتنصح بنقل الطعام إلى أدوات أكثر أمانًا مثل الزجاج أو الفولاذ المقاوم للصدأ قبل الاستخدام.
خطوات للتخفيف من المخاطر
توصي ليو بعدة خطوات للحماية من التعرض لمثبطات اللهب، تشمل:
1. التسوق بعناية: اختر منتجات من شركات تستبعد استخدام مثبطات اللهب.
2. استبدال الأدوات: استبدل أدوات المطبخ البلاستيكية بأخرى من الفولاذ المقاوم للصدأ أو خالية من البلاستيك.
3. التنظيف المنتظم: نظف منزلك بانتظام لإزالة الغبار الذي قد يحتوي على مواد كيميائية ضارة.
4. غسل اليدين والتهوية: يساعد غسل اليدين المتكرر وتهوية الأماكن على تقليل التعرض لهذه المواد.
تحذيرات الخبراء تبرز أهمية الوعي الصحي والبيئي، والابتعاد عن المواد البلاستيكية التي قد تحتوى على مواد ضارة بصحتنا.