تركيا تؤكد دعمها لمرحلة ما بعد الأسد وتواصل اتصالاتها مع الدول العربية وأميركا
أكدت تركيا أهمية الحفاظ على وحدة سوريا وسيادتها وسلامتها الإقليمية، مشيرة إلى حرصها على منع التنظيمات الإرهابية مثل «داعش» و«حزب العمال الكردستاني» من استغلال الوضع بعد سقوط نظام بشار الأسد.
مرحلة الانتقال إلى سوريا
وفي تصريحات خلال مؤتمر صحافي في الدوحة، أشار وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إلى أن نظام الأسد قد انهار وأن السيطرة على البلاد تتغير، وذلك بعد 13 عاماً من النزاع المسلح. وأضاف أن سوريا اليوم بحاجة ماسة إلى المجتمع الدولي ودعم الدول العربية والصديقة لتحقيق الاستقرار.
وواصل فيدان الحديث عن عزم تركيا العمل مع الإدارة السورية الجديدة لضمان نجاح المرحلة الانتقالية. وأكد على أهمية التواصل مع دول مثل السعودية ومصر وقطر والأردن والعراق، إلى جانب الشركاء الأمريكان لتحقيق الاستقرار في سوريا وعودة اللاجئين.
تحذيرات من التنظيمات الإرهابية
وحذر فيدان من استغلال التنظيمات الإرهابية للمرحلة الانتقالية، مؤكداً أن تركيا تتابع تحركات «داعش» وحزب العمال الكردستاني. وأضاف أن تركيا لن تتفاوض مع أي طرف مرتبط بحزب العمال الكردستاني، الذي تعده غير شرعي في سوريا. كما دعا إلى الابتعاد عن انتقام الأطراف المتنازعة وضمان حقوق جميع الأقليات.
مصير الأسد
وفيما يتعلق بمصير بشار الأسد، أكد فيدان أن النظام في حالة انهيار وأن محاولات التواصل معه سُجلت محاولات فاشلة. ووصف الوضع في سوريا اليوم بأنه يسمح للسوريين بتحديد مستقبل بلادهم، مذكرًا المجتمع الدولي بضرورة دعمهم في هذه المرحلة.
تحركات عسكرية في منبج
في سياق متصل، أفادت وزارة الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة بأن «الجيش الوطني السوري» بدأ هجوماً على مدينة منبج، مستهدفاً قوات «قسد». وأكدت المصادر التركية أن الفصائل العسكرية تمكنت من السيطرة على 80% من المدينة خلال العملية، التي تعد جزءًا من جهود تركيا للسيطرة على مناطق رئيسية على الحدود.
أهداف تركيا الاستراتيجية
تسعى تركيا من خلال هذه العمليات العسكرية لتحقيق أهدافها المتمثلة في إضعاف وجود وحدات حماية الشعب الكردية، حيث تعتبر تل رفعت ومنبج وعين العرب (كوباني) أهدافًا استراتيجية لها.### تصاعد الأحداث في شمال شرقي سوريا
في خطوة جديدة في الصراع السوري، تحركت فصائل الجيش الوطني السوري المدعومة من تركيا إلى مدينتي منبج والقامشلي، ما قد يؤدي إلى إغلاق الحدود الجنوبية لتركيا أمام وحدات حماية الشعب الكردية. إذا تمكنت تركيا من السيطرة على المدن، فسوف تُبقي الوحدات الكردية على مسافة تتراوح بين 30 إلى 40 كيلومتراً من حدودها، وهو ما تسعى لتحقيقه لتأمين منطقة عازلة.
أهداف تركيا الاستراتيجية
أشار الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، إلى ضرورة السيطرة على مدينة الحسكة، مؤكدًا الالتزام بإقامة حزام أمني بعمق 30 إلى 40 كيلومتراً في الأراضي السورية. هذا الحزام يعتبر أولوية بالنسبة للأمن القومي التركي.
التحركات العسكرية على الأرض
في الوقت الذي تتقدم فيه الفصائل العسكرية، قامت القوات التركية بقصف مناطق تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في ريف بلدة أبو راسين شمال غربي الحسكة، مما أدى إلى حالة من الذعر بين سكان تلك المناطق نتيجة القصف العشوائي.
وفي تطور آخر، أعلنت القوات النظامية انسحابها من نقاط حدودية مع تركيا، حيث تم تسليم السيطرة لقوات حرس الحدود التابعة لـ”قسد”.
دعوات للحفاظ على السيطرة
دعا رئيس حزب الوحدة الكبرى التركي، مصطفى دستيجي، إلى عدم تراجع تركيا عن المناطق التي تسيطر عليها في سوريا، مشددًا على ضرورة دعم الجماعات المحلية وخاصة التركمانية, للحفاظ على استقرار الأمن في المناطق الحدودية.
احتفالات السوريين في تركيا
على الصعيد الإنساني، شهدت مدن تركية عدة احتفالات من قبل السوريين بسقوط نظام بشار الأسد بعد دخول قوات المعارضة إلى العاصمة دمشق. حيث تجمع مئات منهم في إسطنبول وأماكن أخرى لتوزيع الحلوى والاحتفال بهذه اللحظة التاريخية.
تدفق السوريين نحو الوطن
رغم دعوات وزير الداخلية التركي، علي يرلي كايا، لعدم الاستعجال في العودة إلى سوريا، تدفق العديد من السوريين نحو معبر “باب الهوى” في سبيل الرجوع إلى بلادهم بعد سنوات من النزوح. وهو ما يمثل علامة فارقة مع اقتراب تغيرات سياسية كبرى في البلاد.