ردود أفعال السوريين في المملكة المتحدة على سقوط الأسد: مذهلة ولكن غير مؤكدة

Photo of author

By العربية الآن

“مذهل ولكن غير مؤكد”: ردود فعل السوريين في المملكة المتحدة على سقوط نظام الأسد

صورة لمحتفلين بالعاصمة لندن

مشاعر مختلطة بعد سقوط النظام

أعرب عيسام كرباج، الفنان الذي يقيم في المملكة المتحدة منذ أكثر من 30 عامًا، عن أمله في العودة إلى وطنه سوريا بعد أن شهد سقوط نظام بشار الأسد. ويقول كرباج (61 عامًا): “أود حقًا زيارة سوريا مرة أخرى، أحلم بمكان جديد، بسوريا جديدة”.

مخاوف من المستقبل

تحدث كرباج عن الشكوك المرتبطة بهذه اللحظة التاريخية، حيث يشعر بالتخوف من العواقب المحتملة. وقال: “هذه اللحظة انتظرناها طويلاً، ولكني في حيرة. من جهة أشعر بالارتياح، ومن جهة أخرى أكون حذرًا، لأنني لا أعلم ما الذي سيحدث الآن”. وتابع: “إنها لحظة عاطفية للغاية، لكنها مليئة بالشكوك”.

تجمعات احتفالية في المدن الكبرى

تشهد مناطق متعددة في المملكة المتحدة، مثل بلفاست ومانشستر ولندن، تجمعات كبيرة للسوريين احتفالًا بسقوط النظام. وقد شهدت هذه المدن موجة من المشاعر القوية، حيث تجمع المغتربون لسماع الأخبار السارة والاحتفال بها.

تأثير النزاع على الروابط العائلية

منذ عام 2011، كانت حياة كرباج كفنان ردًا على النزاع الذي يشهده وطنه. أعماله الفنية تشمل قطعًا محفوظة في المتحف البريطاني، ولديه معرض قريب في كيتلز يارد بكيمبريدج. وأشار كرباج إلى أنه هو وعائلته في سوريا تواصلوا لسنوات من خلال مكالمات هاتفية مليئة بـ”الأكواد” و”الصمت”، مما يزيد من قلقه على سلامتهم.

رغبات العودة

تحدثت أيضًا الشابة السورية راما تركماني (20 عامًا) التي تدرس الطب في جامعة سنترال لانكشاير. تعيش راما في ليفربول مع عائلتها منذ تسع سنوات. وقالت: “أخيرًا بلدي أصبح حرًا”. وعبرت عن أسفها لكون ابن عمها الذي فقد والديه في السجن لا يزال في سوريا.

صورة لفتاتين تحتفلان بعلم سوريا

الشعور بالأمل

كان التعبير عن الفرح والأمل واضحًا في عيون الكثيرين، الذين يعبرون عن رغبتهم القوية في العودة إلى وطنهم والمساهمة في بناء مستقبل جديد يتجاوز سنوات الفوضى والصراع.### تجربة العودة إلى الوطن بعد المعاناة

“كان شقيقي في السجن عندما كان في السادسة عشرة من عمره حتى بلغ العشرين، ثم جاء إلى المملكة المتحدة، وقد تأثر عقليا بذلك.”

ذكرى مؤلمة لعائلة تركماني

تقول السيدة تركماني إن بعض أفراد عائلتها يشعرون بتحسن في الأمان، لكنها أكدت أنهم لا يزالون غير مستعدين للعودة إلى سوريا في الوقت الحالي. “لا نعرف بعد ما سيحدث، لكننا سنحتفل الآن.”

ومع ذلك، بعض الأشخاص يصطدمون بذكريات مؤلمة عند التفكير في العودة إلى وطنهم. أمينة خولاني، ناشطة حقوق الإنسان التي تعرضت للتعذيب في سجن سوري، عانت من الأرق لعدة أيام. عبرت عن فرحتها بسقوط نظام الأسد، لكنها لا تزال قلقة بشأن مصير إخوتها الثلاثة الذين لا تعرف مكانهم منذ عام 2011.

وأضافت: “تحقق حلمنا، ولكن لا معلومات لدي عن إخوتي.” رغم أنها تحمل الجنسية البريطانية، فإن فكرة العودة إلى سوريا بعد غياب عشر سنوات تبقى مؤلمة بالنسبة لها.

عقبات العودة إلى الوطن

تؤكد السيدة تركماني أن كل شيء في بلدها يذكرها بإخوتها، ولديها رغبة في رؤية البلاد تعيد بناء نفسها. ومع ذلك، هناك الكثير من العقبات التي تواجهها. “نحن في انتظار معرفة كيف ستسير الأمور. السفر إلى سوريا غير ممكن حتى الآن، والمطار مغلق.”

موجة من العودة

في يوم الأحد الماضي، حاول آلاف السوريين بدء رحلتهم الطويلة للعودة إلى منازلهم، حيث تشكلت طوابير طويلة على الحدود اللبنانية. وأشارت صور إلى تجمع مئات السوريين مع حقائبهم على الحدود.

كما أوردت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنه توجد دلائل على عودة بعض السوريين. وأشارت السيدة تركماني إلى أنه لن يكون هناك ازدهار في سوريا ما لم يعد الناس، لافتة إلى أن الشباب هم الفئة الأكثر أهمية.

الحاجة إلى إعادة بناء الاقتصاد

تقول الخبيرة إنه يجب تشغيل الاقتصاد حتى يتوفر العمل للذين يعودون، حتى يتمكنوا من إصلاح منازلهم التي تضررت خلال النزاع. هذا من شأنه أن يخفف التوترات في الدول المجاورة الناتجة عن وجود أعداد كبيرة من اللاجئين.### فرحة السوريين في أيرلندا الشمالية بعد رحيل الأسد

احتفل عدد من السوريين المقيمين في أيرلندا الشمالية بعد إعلان رحيل الرئيس السوري بشار الأسد، حيث عبروا عن سعادتهما الغامرة بالخبر الذي لطالما انتظروه منذ سنوات.

مشاعر الفرح في بلفاست

شاركت رناد سودا في الاحتفالات التي أقيمت في بلفاست ليلة الأحد. وكانت قد انتقلت إلى أيرلندا الشمالية قبل تسع سنوات، عندما كانت في السابعة من عمرها.

وقالت لبي بي سي نيوز: “لم نصدق ما يحدث، الشعور لا يوصف”. وأضافت: “لم أستطع النوم طوال الليل وأنا أتابع الأخبار، أشعر بسعادة غامرة وآمل أن أتمكن من العودة في أقرب وقت ممكن، حين تهدأ الأوضاع”.

وتحدثت عن الأوضاع الصعبة التي كانت تعيشها عائلتها قائلة: “كانت منطقتنا تتعرض للقصف وكان الوضع خطيرًا للغاية، عائلتي أرادت لنا الأمان”. وأكدت أن الأجواء كانت مليئة بالفرح بين جميع السوريين بالاحتفال بهذه الأخبار الرائعة بعد كل هذه السنوات.

التنظيم للاحتفال

مازن حسينو، الذي ساعد في تنظيم المظاهرة في بلفاست، ذكر أن معظم السوريين يعيشون في أيرلندا الشمالية هم “ضد النظام” وكان عليهم المغادرة بسبب مخاوف من على حياتهم.

عبّر مازن عن فرحته الشديدة بالقول: “نحن في غاية السعادة، يشعر السوريون بسعادة لا يمكن وصفها، إنه شعور دافئ جدًا داخل القلب”. وعلى الرغم من أنه عاش تجربته المؤلمة في السجن والتعذيب لمدة عامين ونصف في زمن حكم الأسد، يأمل مازن في أن تكون سورية الآن باتجاه الديمقراطية.

وأضاف مازن: “بعد 14 عامًا، أخيرًا ذهب الأسد، وآمل أن أتمكن من العودة إلى سورية في أقرب وقت ممكن عندما تكون الأوضاع آمنة”.

أجواء الاحتفال في لندن

في لندن، احتفلت لارين، التي تبلغ من العمر ثماني سنوات، مع المشاركين في احتفالات أُقيمت في ساحة ترافالغار. كانت هذه الاحتفالات تعبيرًا عن شعور الفرح الذي يجوب قلوب الآلاف من السوريين في الشتات.

تتواصل المشاعر الإيجابية في أرجاء المجتمعات السورية، حيث يأمل المغتربون في العودة لوطنهم مع تحسن الأوضاع هناك.


أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.