ليلة عصيبة في دمشق بعد القصف الإسرائيلي
قصف عنيف ومعلومات مرعبة في العاصمة
شهدت العاصمة دمشق ليلة عصيبة تخللتها هجمات إسرائيلية مكثفة استهدفت مواقع الجيش السوري، وسط تدفق تقارير مصورة تتعلق بفتح المعتقلات والسجون. وعانت المدينة من مشاهد مروعة للمعتقلين والجثامين التي عُثر عليها في مشفى حرستا، وسط شائعات مقلقة عن استهداف أسلحة كيميائية وظهور طائرات مسيرة تضرب المنازل، بالإضافة إلى تقارير حول تنفيذ عمليات توغل على الأرض من قبل القوات الإسرائيلية.
خوف وقلق بين سكان دمشق
أفادت روان بشارة، وهي من سكان حي المزة، بأن الكثير من الأهالي كانوا في حالة من الذعر بسبب المظاهر المسلحة في الشوارع، والتخوف من إمكانية انتشار غازات سامة نتيجة القصف. كما انتشرت رسائل تحذير عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تشير إلى روائح خانقة في الأجواء تبين لاحقًا أنها ناتجة عن احتراق مواد عزل في المواقع المستهدفة.
أمل عبد الحق، مدرسة لغة عربية، أعربت عن حزنها على المفقودين، مشيرة إلى عدم وجود أثر لابن أختها الذي فقد منذ عام 2013، مؤكدةً أن النظام الحالي خلف إرثًا ثقيلاً من الدم والقهر مما يجعل المرحلة المقبلة صعبة ومعقدة.
تصعيد القصف الإسرائيلي
وفقًا لـ “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، شهدت ليلة الاثنين استهدافًا إسرائيليًا شاملاً، حيث نفذت القوات الإسرائيلية نحو 60 غارة على مواقع عسكرية، مما أدى إلى تدمير كامل للعديد منها. في المجموع، تم توثيق حوالي 310 غارات إسرائيلية في جميع أنحاء سوريا منذ بداية العمليات العسكرية.
عودة الحياة تدريجيًا إلى الشوارع
واصل القصف على دمشق حتى يوم الثلاثاء، حيث سُمعت أصوات الانفجارات خلال النهار. ورغم ذلك، بدأت الحياة تعود إلى طبيعتها بفتح超过 50% من المتاجر أبوابها، مع عودة الموظفين الحكوميين إلى أعمالهم وظهور المدنيين في الشوارع احتفالاً بسقوط النظام.
طمأنة الأقليات والجهود المبذولة
أفادت مصادر غير رسمية بأن القادة العسكريين في مختلف المناطق يقومون بإجراء اجتماعات مع رجال الدين والوجهاء المحليين لضمان أمن الأقليات، وخاصة في المناطق ذات الأغلبية المسيحية مثل صيدنايا.
في سياق آخر، تم التركيز على ضرورة التعاون بين جميع الأطياف في المحافظة على الأمن واستقرار البلد. وتُبذل جهود حثيثة لتحسين الخدمات في اللاذقية وطرطوس، مع العمل على تأمين الكهرباء وتثبيت الأسعار في الأسواق.
تخوفات من الفوضى وعدم الاستقرار
بينما تسعى الحكومة لإسعادة الاستقرار، لا يزال القلق يسيطر على بعض الفئات، خصوصًا بين العلمانيين الذين يخشون من الفوضى الإعلامية السائدة وضعف التصريحات الرسمية بشأن الأوضاع. ومع ذلك، يُأمل أن تسهم الاجتماعات المتكررة مع القادة العسكريين في طمأنة المواطنين.
استيقظت دمشق أيضًا على أخبار اغتيالات لشخصيات أكاديمية، مما زاد من المخاوف بين الموالين للنظام من عمليات انتقام قد تحدث، حيث عبر البعض عن شعورهم بالخوف وعدم الهدوء في هذه الأوقات الصعبة.