مسلسل ‘سيزيف، الأسطورة’: إعادة سرد القصة أربع مرات في عمل واحد

Photo of author

By العربية الآن

TitlesSisyphus: The Myth

<

div class=”wysiwyg wysiwyg–all-content css-1vkfgk0″ aria-live=”polite” aria-atomic=”true”>

يشهد عالم الدراما التلفزيونية الكورية الجنوبية تحولًا مميزًا، حيث يسعى الكتاب إلى استكشاف مفاهيم غير ملحوظة أو حتى غير قابلة للتخيل. تتجاوز العديد من المسلسلات العادية الحدود بين الحياة والموت، حيث نشهد عودة الموتى للحياة أو تجلياتهم في أبعاد غير مرئية، لكن مسلسل “سيزيف، الأسطورة” (Sisyphus Mito) يبذل جهداً استثنائياً في اللعب بشكلي الزمان والمكان. يعيد المسلسل سرد قصته بشكل متكرر، مقدمًا رؤية مختلفة كل مرة، مليئة بالحقائق الدرامية، لتناول فكرة الندم وإمكانات العودة بالزمن لتصحيح الأخطاء التي جلبت دمار العالم.

أسطورة يونانية وقصة كورية

يُعتبر “سيزيف، الأسطورة” من المسلسلات المليئة بالألغاز، حيث يمزج بين خيال مبتكر وأسئلة فلسفية عميقة من خلال سرد بسيط. تُروى القصة من وجهة نظر أحد الأبطال، وعند الوصول إلى نقطة فارقة، تعود الأحداث للسرد من منظور بطل آخر، مما يتيح للقصة التكرار حتى تصل لنقطة انطلاق جديدة. يسعى المسلسل للتحرر من المنطق البشري التقليدي، مما يستدعي من المشاهدين التكيف مع المنطق الفريد للعمل، حيث يشارك الأبطال شعور الندم ويرغب معظمهم في العودة لإصلاح الماضي.

الشخصية الأسطورية “سيزيف”، التي تكرر دفع الحجر إلى الجبل فقط ليعود إلى الأسفل، تُظهر بوضوح الرسالة المركزية للعمل. تمثل محاولات الأبطال الخائبة للهروب من أعباء ماضيهم ورغبتهم الملحّة في تغيير مصائرهم.

المسلسل، من إخراج جين هيوك وتأليف لي جي إن، يضم اثنين من أبرز الممثلين الكوريين، تشو سونغ وو وبارك شين هاي. تدور أحداث العمل حول هان تاي سول (تشو سونغ وو)، مهندس بارع اخترع آلة قادرة على التلاعب بالزمان والمكان، مما يجذب انتباه قوى قوية وخطيرة. يتعرض هان تاي سول لمؤامرة ما، ويتوجب عليه مواجهة حقائق مظلمة تتعلق بنشوب حرب نووية تؤدي إلى دمار كوريا الجنوبية.

تنضم كانج كيونج هوي (بارك شين هاي) من المستقبل لتحاول تغيير الماضي ومنع حدوث الحرب، helping هان تاي سول في التنقل عبر الزمن. يسافران معًا ليكتشفا الحقائق المروعة الناجمة عن اختراعهما. يتناول العمل أسئلة حول الجبر والاختيار، متسائلًا عما إذا كانت الأفعال تشكل المصائر أم أن البشر محكومون بتكرار التاريخ، كحالة سيزيف.

كلاتعمل، أضفى أداء ثنائي العمل طابعًا رومانسيًا خفيفًا، حيث أظهر تشو سونغ تفانيًا ملحوظًا في تجسيد الشخصية، بينما ساهمت بارك شين هاي بجمالها ورحابة روحها في إضافة بعد حالم رغم شخصيتها القوية في القتال.

دور المونتاج

يلعب المونتاج دورًا حيويًا في “سيزيف، الأسطورة”، حيث يُستخدم لإنتاج تعقيدات سردية، بالإضافة إلى تبسيط القصة التي تعتمد على الانتقالات الزمنية. يبقى التعقيد قائمًا من خلال الحفاظ على الإثارة والحبكة الجذابة، مع نقل الأبعاد النفسية للشخصيات. لفهم التنقل الزمني بشكل أفضل، تمت صياغة المسلسل كفصول، حيث لا تتكشف الأحداث بترتيب تقليدي، مما يحتفظ بجو من الغموض ليثير انتباه المشاهد.

يتضمن المونتاج أيضًا إيقاع المعارك والمطاردات بشكل متواصل وقطع سريع، بجانب الاحتفاظ بالعمق العاطفي في المشاهد الإنسانية، مما يعكس شعور الافتقاد العميق الذي يعكس حال كل شخصيات المسلسل.

بالإضافة إلى ذلك، يمتاز مكساج الصوت بنفس مستوى القوة حيث يعكس الصخب الدرامي بطريقة هادئة، مما يحافظ على التوتر ويعزز تجربة المشاهدة حتى النهاية.

<

h2 id=”الخوف-والتخويف” style=”direction:rtl” class=”heading-with-anchor”>الخوف والتخويف### نوعا الخوف في مسلسل “سيزيف الأسطورة”

يعرض مسلسل “سيزيف، الأسطورة” نوعين من الخوف اللذين يتعرض لهما المواطن الكوري الجنوبي، وكأنهما فكي الرحى اللذين يطحنان الشعب. يتمثل النوع الأول في الخوف الخارجي من كوريا الشمالية، حيث يلقي المخرج الضوء على التوترات النفسية والاجتماعية في شبه الجزيرة الكورية من خلال موضوعات السفر عبر الزمن. هذا لا يتطلب خطابًا سياسيًا صريحًا، بل يستكشف الانعكاسات الناتجة عن الصراع الطويل بين الكوريتين. يشعر الكوريون الجنوبيون بعدم اليقين والخوف من المجهول بسبب هذه الأوضاع المتوترة.

الخوف الداخلي ومكتب المراقبة

أما النوع الثاني من الخوف، فيظهر من خلال النظام الكوري الجنوبي ذاته، ممثلاً في “مكتب المراقبة” أو “المكتب رقم 7”. هذا المكتب الغامض يتميز بالفساد والمواقف المسبقة ضد المهاجرين، حيث يملك سلطات مطلقة تصل إلى حد القتل دون حساب.

أسطورة سيزيف والصراع المستمر

تشكل أسطورة سيزيف استعارة للصراع الذي يعاني منه الشعب الكوري، حيث تتكرر مشاهد العنف، تليها فترات من وقف إطلاق النار ومحادثات سلام غير مثمرة. إنها صورة حديثة لصراع دائم يشبه العبث.

نجاح المسلسل في تصوير الواقع المرير

على الرغم من التعقيدات الزمنية والدرامية في “سيزيف، الأسطورة”، فإن عناصر نجاح المسلسل بارزة منها التصوير الأنيق، المونتاج الباهر، وأداء الممثلين الرئيسيين. ومع ذلك، يجسد هذا النجاح الفني واقعًا بائساً يتمثل في الخوف الذي يتجسد بشكل ملموس بين شطري الشعب الكوري.


أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.