نتنياهو يرفض اتهامات “سخيفة” في محاكمة الفساد

Photo of author

By العربية الآن

نتنياهو يرفض التهم “السخيفة” في محاكمته بتهم الفساد

شهادة تاريخية لرئيس الوزراء

يُعد يوم أمس من الأيام التاريخية في إسرائيل، حيث أصبح بنيامين نتنياهو، أطول رئيس وزراء خدمة في تاريخ البلاد، أول زعيم جالس أمام المحكمة كمدعى عليه في قضية جنائية. وقد جاء ذلك في وقت تشهد فيه المنطقة تصعيدًا في النزاع مع غزة وعمليات للاحتلال الإسرائيلي في سوريا.

الدفاع عن موكله

افتتح محامي نتنياهو، أميت هدداد، الدفاع وقام بتصوير المحاكمة كجزء من حملة سياسية ضد موكله، مؤكدًا أن النيابة لم تكن تحقق في جريمة، بل كانت تلاحق شخصًا.

التقليل من أهمية التهم

سعى نتنياهو إلى التقليل من أهمية التهم المتعلقة بالرشى والاحتيال وإساءة الأمانة، مشددًا على إرثه السياسي ونكرانه لأي ارتكاب للخطأ. حيث أكد في المحكمة: “لقد انتظرت هذه اللحظة لمدة ثماني سنوات لأقول الحقيقة. لكنني أيضًا رئيس وزراء… أقود البلاد خلال حرب على سبعة جبهات، وأعتقد أن الأمرين يمكن تنفيذهما بالتوازي”.

القضية الموجهة ضده

خلال السنوات الأربع الماضية، زعم المدعون أن نتنياهو تبادل تقديم تسهيلات تنظيمية مع مالكي الوسائل الإعلامية الإسرائيلية للحصول على تغطية صحفية إيجابية. كما اتهم أيضًا بقبول هدايا مكلفة – بما في ذلك السيجار والشامبانيا الوردية – في مقابل تقديم مصالح شخصية لمنتج هوليوودي.

انتقادات وسائل الإعلام

أشار نتنياهو إلى أن وسائل الإعلام الإسرائيلية شنت عليه “هجمات سخيفة” على مر السنين، واعتبر أن اقتراح أن الهدايا التي تلقاها من أصدقائه الأثرياء كانت غير قانونية هو “أكثر سخافة”. انتقد أيضًا وسائل الإعلام على ما اعتبره موقفًا يساريًا معاديًا تجاهه، بسبب عدم دعمه لتأسيس دولة فلسطينية.

الأحداق في المحكمة

قدّم نتنياهو شهادته واحتفظ بموقفه واقفًا، مشيرًا: “لو كنت أرغب في تغطية جيدة، ما كان علي سوى الإشارة نحو حل الدولتين… لو كنت قد تحركت خطوتين لليسار، لتمت معاملتي باحترام أكبر”. دخل نتنياهو المحكمة بوجه مبتسم واستمر في شهادته حتى انتهت الجلسة قبل الساعة الرابعة عصرًا.

تم نقل المحاكمة من القدس إلى قاعة محكمة صغيرة في تل أبيب، حيث كان عدد الصحفيين المصرح لهم بحضور المحاكمة محدودًا. من المتوقع أن تأخذ شهادته وقتًا كبيرًا في الأسابيع المقبلة حيث حكم القضاة بوجوب حضوره مرتين هذا الأسبوع وثلاث مرات في الأسابيع القادمة، وسط تأكيدات بأنه سيتنقل بين قاعة المحكمة وغرفة العمليات في وزارة الدفاع الإسرائيلية القريبة.### دعم وزراء نتنياهو في المحكمة

شهدت صباح اليوم محكمة نتنياهو حضور عدد من الوزراء البارزين الذين جاؤوا للتعبير عن دعمهم للقائد المخضرم ولانتقاد الإجراءات القانونية المترتبة. وعبرت وزيرة النقل، ميري ريجيف، عن استيائها قائلة: “كان على المحكمة أن تذل رئيس الوزراء، وتُشين دولة إسرائيل وتُضر بأمنها”.

انقسامات حول رئيس الحكومة

أنشأت القوات الأمنية طوقًا حول المحكمة لفصل مجموعات صغيرة من الداعمين والمعارضين لنتنياهو. وأعربت إليزا زيف، من مدينة حadera، عن إعجابها بقدرات رئيس الوزراء خلال الأوقات العصيبة، معتبرة أن “الكراهية من معسكر المناهضين لنتنياهو ليست فقط تجاهه ولكن أيضًا تجاه مؤيديه”.

على الجانب الآخر من المدخل، عبّرت سيفيونا من تل أبيب عن رأيها بأن القائد المخضرم هو “عدو للشعب” لأنه يضع بقاءه السياسي فوق مصالح البلاد.

مطالب عائلات الرهائن

وصل بعض أقارب الرهائن الإسرائيليين المحتجزين حاليًا لدى حماس إلى المحكمة للمطالبة بمزيد من الجهود لتحرير أحبائهم. حذرت هاداس كالديرون، التي تم تحرير أطفالها كجزء من هدنة مؤقتة العام الماضي، من أن رئيس الوزراء “يهمه أكثر ذنوبه الخاصة بدلاً من المواطنين”.

أجواء السلم والقلق من الانقسامات

افتتحت محاكمة نتنياهو انقسامات عميقة في داخل إسرائيل، حيث أظهرت محاولة حكومته للحد من سلطات القضاء ارتباطها بمشاكله القانونية، على الرغم من نفيه ذلك. ورغم الوحدة العامة التي نشأت بعد الهجوم القاتل لحماس في 7 أكتوبر، إلا أن هذه الوحدة تفككت تدريجياً مع استمرار الحرب.

في الأسابيع الأخيرة، تمكنت إسرائيل من الوصول إلى وقف إطلاق نار هش مع جماعة حزب الله في لبنان. ومع ذلك، تجددت التوترات المحلية بين الوزراء وأعضاء القضاء، مع وجود تهديدات لإعادة بعض الإصلاحات القانونية المثيرة للجدل.

انتظار نتائج المحاكمة

من المتوقع أن تستمر هذه المحاكمة لأكثر من عام، وحتى لو أُدين رئيس الوزراء، فإن بإمكانه الاستئناف إلى المحكمة العليا، مما يعني أن هذه الإجراءات القانونية ستظل تطغى على السياسة الإسرائيلية في المستقبل المنظور.

سيفيونا بالقرب من المحكمة يوم الثلاثاء، حيث تحمل لافتة تقول "بيبي عدو الشعب".


أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.