أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عبر الحدود وعلى مر السنين

Photo of author

By العربية الآن

العنف الطائفي مستمر في باكستان

ذكرى مؤلمة لعلي غلام

في حادثة تتكرر منذ عقود، وجد علي غلام نفسه مرة أخرى في موقف يتلقى التعازي بعد مقتل أفراد من عائلته بسبب العنف الطائفي. منذ عام 1987، عندما قُتل شقيقه، استمر مسلسل العنف في المنطقة، حيث فقد ابن شقيقه مؤخراً في أعمال عنف في شمال غرب باكستان. ويصف علي الوضع بقوله: “لم يعرف هذا المكان السلام أبداً”.

متظاهرون في جارانوالا
متظاهرون يتجمعون بالقرب من أشياء أضرمت فيها النيران في أحد الشوارع في جارانوالا بباكستان 16 أغسطس 2023 (رويترز)

الوضع الأمني المتدهور في كورام

منذ بداية يوليو، قُتل 212 شخصاً في إقليم كورام بسبب صراعات ممتدة تتعلق بالأراضي، رغم وجود اتفاقيات موقعة برعاية زعماء قبليين. السلطات الفيدرالية في باكستان تظهر عجزاً كبيراً في إنهاء هذه النزاعات، ورغم محاولات تنظيمات قبلية، فإن الوضع الأمني ظل متدهوراً.

قوات الأمن
فقدت القوات الأمنية الباكستانية مئات من أفرادها خلال الأشهر الماضية في الموجة الإرهابية الجديدة (أ.ف.ب)

أعمال انتقامية متبادلة

شهدت المنطقة ارتفاعاً في العنف، خصوصاً بعد الهجوم الذي استهدف عائلات شيعية في 21 نوفمبر، والذي أسفر عن مزيد من الضحايا. أصبح الوضع خطيراً للغاية، حيث توقفت حركة المرور بسبب المعارك بين الفصائل المتنازعة، ويستمر سكان المنطقة في فقدان الأمل في الأمن.

فقدان الثقة في الحكومة

عبر علي غلام، البالغ من العمر 72 عاماً، عن عجزه في رؤية أمل لمستقبل أبنائه حيث قال: “لا ثقة لي مطلقاً بالدولة”. وكانت الحكومة سابقاً تدعم مجالس الجيرغا، لكن اليوم يبدو أن السلطات منشغلة بالاضطرابات السياسية، مما ساهم في زيادة التوترات والعنف.

اشتباكات مسلحة
قتل 8 أشخاص بينهم 5 عناصر أمن جراء اشتباكات مسلحة مع «إرهابيين» في 3 مناطق بإقليم خيبر بختونخوا شمال غربي باكستان الأسبوع الماضي (متداولة)

تناقضات السياسات الإقليمية

تشير التقارير إلى أن القوى الأمنية في كورام تتبنى موقفاً حذراً، حيث ارتبطت المنطقة بصراعات دينية نتيجة الدعم المتبادل بين جماعات شيعية وسنية. تُعتبَر كورام فرصة للجماعات الإرهابية لتوسيع نشاطاتها، والتاريخ المضطرب للمنطقة يدلل على تأثيرات الصراعات السياسية والدينية.

آثار الصراع على المدنيين

تستمر العائلات في دفع ثمن هذه النزاعات. فقد فقد الأفراد أحبائهم، كما هو الحال مع فاطمة أحمد، التي فقدت زوجها في حادثة عنف، إذ عبرت عن حزنها العميق قائلة: “لم يقتلوا زوجي فحسب بل قتلوا كل أحلامي معه”.

انفجار خارج مطار كراتشي
مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

يبقى الوضع في باكستان، وخاصة في المناطق الحدودية، تحت تأثير عميق من العنف، مما يثير مخاوف حول الأمن المستقبلي والاستقرار السياسي في المنطقة.

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.