بشار الأسد “اللاجئ” يستعد لحياة مرفهة في موسكو
تحتوي الروايات الروسية الرسمية على تفاصيل مثيرة بشأن مغادرة بشار الأسد من السلطة التي شغلها سنوات طويلة، حيث يتم تصويره كمن “تنحى طواعية”. ووفقاً للرواية، أصدر أوامر لنقل السلطة بسلاسة قبل أن يتوجه إلى المطار برفقة عدد كبير من أفراد عائلته وحراس شخصيين. وغادر الأسد وطنه إلى موسكو، التي أصبحت ملاذه الأول.
على الرغم من عدم تحدث المسؤولين الروس بشكل مكثف عن التفاصيل الدقيقة لآخر لحظات الأسد في قصره، إلا أن الرواية الرسمية تصر على أنه “قدم استقالته”، متجاهلة تهمة “الهروب”، وهو ما يبرز أهمية الفارق بين الحالتين من الناحية القانونية، كون الاستقالة تعني عدم إمكانية ممارسة أي نشاط سياسي مستقبلي.
منح اللاجئ السياسي أو اللجوء لأسباب إنسانية
تم تصنيف الأسد كـ”لاجئ سياسي” حسب تقييمات الجهات الحقوقية، بينما أشارت وزارة الخارجية الروسية إلى أن “حق اللجوء منح لأسباب إنسانية”. يعتبر هذا التوصيف مهماً، حيث أن روسيا لم تمنح اللجوء السياسي سوى في حالات نادرة جداً منذ انهيار الاتحاد السوفياتي.
تشير التقارير إلى أن الأسد قد يصبح أول شخص يحصل على اللجوء السياسي في روسيا منذ عام 1992، مما يتيح له حياة طويلة هناك، رغم أن بعض المصادر تقول إن وجوده قد يكون “مؤقتاً”. في السنوات الأخيرة، كانت معظم الأجانب الفارين إلى روسيا يمنحون حق اللجوء المؤقت، مثل الرئيس الأوكراني السابق فيكتور يانوكوفيتش.
حياة مرفهة وامتيازات خاصة
يتواجد الأسد حالياً مع عائلته في شقة فاخرة في العاصمة الروسية، حيث تتلقى أسرته معاملة خاصة نتيجة مكانتهم السابقة. تشير التقارير إلى أنه يملك عدة شقق فارهة في مناطق راقية بموسكو، حيث تقدر قيمة ممتلكاته بملايين الدولارات.
مع مغادرته دمشق للمرة الأخيرة، يبدو أن الأسد يستعد لحياة مرفهة في موسكو، حيث يمكنه الاستمتاع بعطلاته في منتجع سوتشي، مع الحفاظ على نمط حياة يتميز بالرفاهية والبذخ.
باختصار، يمثل وضع الأسد الجديد تغييراً جذرياً في حياته، حيث يخطط للاستقرار في روسيا بعيداً عن ضغوط الوضع في بلاده، مع الاحتفاظ بحياة مرفهة ومعززة بالامتيازات.
عقارات الأسد في موسكو
ذكرت وسائل إعلام روسية أن أقارب بشار الأسد لم يشتروا عقارات في موسكو، بل حصلوا عليها كجزء من عائدات استثماراتهم الكبيرة في مشروع بناء برج نيفا السكني والتجاري.
وفقاً للتقارير، يُقال إن الأسد يقيم في عدد من هذه الشقق، بينما يعيش فيها أيضاً عدد كبير من الخدم والمترجمين والسائقين وحراس الأمن الذين انتقلوا معه إلى روسيا.
تهريب الأموال
تشير مصادر إلى أن الأسد لم ينقل معه فقط الخدم، بل أيضاً أموال طائلة، وقد تم الإبلاغ عن كميات كبيرة من الدولارات. ضابط المخابرات السابق خالد باي، الذي قيل إنه كان مقرباً من الأسد، أكد أن الأموال تم تهريبها على عدة مراحل، لكنه لم يقدم تفاصيل دقيقة حول كيفية تنفيذ هذه العملية.
وفي حديثه، أشار باي أيضاً إلى حدوث صراع بين الجنود الموالين لروسيا والموالين لإيران في جيش الأسد، خاصة بعد خسارة مدينة حلب. وأكد أنه بدأ يظهر توتر بين قائد حلب والمقربين من روسيا بعد هذه الحادثة، مشيراً إلى أن عملية تبادل المعلومات بين المخابرات العسكرية والجيش توقفت.
وضع الأسد في روسيا
تؤكد المعلومات الواردة من جهات غربية، بما في ذلك وزارة الخارجية الأمريكية، أن ثروة عائلة الأسد تقدر بما بين مليار إلى ملياري دولار، لكنها تبقى صعبة التقدير بدقة بسبب توزيع الأصول ووجودها في حسابات وشركات خارجية.
في الوقت الحالي، يبدو أن موسكو غير عازمة على تسليم الأسد لأي جهة، حتى لو طلبت محكمة الجنايات الدولية التحقيق معه. وفي لقاءات صحفية، أشار باحثون روس إلى أن الأسد سيتلقى “شيخوخة مشرفة” في روسيا، مثل الرئيس الأوكراني السابق، فيكتور يانوكوفيتش، الذي يعيش حياة مريحة في البلاد.
ووفقاً للمستشرق كيريل سيمينوف، فإن وضع الأسد لم يتغير، فهو ما زال ملاحقاً من قبل جهات دولية لكنه يحظى بحرية الحركة في روسيا. ويبدو أن حياة الأسد في هذه البلاد ستكون هادئة ومريحة، ومع إشارته إلى تخصيصه جزءاً من ثروته، فإنه من غير المحتمل أن يواجه مشاكل قانونية تتعلق بماضيه. كما يُتوقع ألا يظهر كثيراً في وسائل الإعلام أو يشارك في أي نشاطات عامة، بينما سيستمر في الاستمتاع بحياته الفارهة.