تعيين فرنسوا بايرو رئيسًا للوزراء في فرنسا
بعد فترة من الانتظار، قام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بتعيين حليفه فرنسوا بايرو رئيسًا للوزراء. يأمل ماكرون أن يسهم هذا التعيين في تجاوز الأزمات الكبيرة التي تمر بها فرنسا، والتي بدأت منذ حل الجمعية الوطنية في يونيو الماضي وإجراء انتخابات لم تُسفر عن غالبية واضحة.
الأزمات السياسية واستمرارية الحكومة
تمت الإشارة إلى أن تكليف بايرو يأتي بعد سقوط حكومة ميشال بارنييه، التي انهارت نتيجة تصويت تاريخي على مذكرة حجب الثقة حصلت على دعم من نواب اليسار واليمين المتطرف بداية ديسمبر الحالي. يعكس بايرو، الذي يبلغ من العمر 73 عامًا ويعتبر سياسيًا مخضرماً وحليفًا تاريخيًا لماكرون، جو التفكك السياسي الذي تعاني منه البلاد.
عبّر بايرو، لدى استلامه مهامه الجديدة، عن رغبته في تحقيق “مصالحة” بين الفرنسيين، لكنه سيواجه تحديات كبيرة في سبيل تجاوز الأزمة الحالية. وصرّح قائلاً: “هناك طريق يجب أن نجده يوحد الناس بدلاً من أن يفرقهم. أعتقد أن المصالحة ضرورية”.
تحديات الحكومة الجديدة
بايرو هو سادس رئيس للوزراء منذ انتخاب إيمانويل ماكرون للمرة الأولى في عام 2017، وهو الرابع في عام 2024. تعكس هذه التغيرات حالة عدم الاستقرار التي تعاني منها السلطة التنفيذية في فرنسا، والتي لم تشهد مثلها منذ عقود طويلة.
علي بايرو أيضًا أن يتعامل مع الجمعية الوطنية المنقسمة بشدة، الناتجة عن الانتخابات التشريعية المبكرة. فقد أفرزت الانتخابات ثلاث كتل كبيرة: تحالف اليسار، المعسكر الرئاسي الوسطي، واليمين المتطرف. ولا تتمتع أي من هذه الكتل بأغلبية مطلقة، مما يزيد من تعقيد مهمة الحكومة الجديدة.
في سياق موازٍ، أوضحت مصادر مقربة من الرئيس ماكرون أن على بايرو “التحاور” مع الأحزاب التي تقع خارج التجمع الوطني (اليمين المتطرف) وحزب فرنسا الأبية (اليسار الراديكالي) من أجل “إيجاد الظروف اللازمة للاستقرار والعمل”.