فلا يلومنَّ إلّا نفسه
يُعرف اللوم على أنه من أعمال الانتقاد والتوبيخ وتحميل الآخرين المسؤولية، ويُعرفه علماء النفس بأنه نقل حالات ضعفنا عاطفيًا إلى شخص آخر. تؤدي مشاعر الحزن والذنب والقلق إلى الشك الذاتي وتجعلنا نشعر بالعجز. وعند إلقاء اللوم على الآخرين، يزداد إفراز الأدرينالين، مما يؤدي إلى شعور مؤقت بالطاقة والثقة.
يُلقي العديد من الناس اللوم على كل شيء وعلى كل شخص، فيركزون على المشكلات التي لا يمكنهم تغييرها، ويتجاهلون العمل على ما يمكنهم تغييره.
يخلط الكثيرون بين النقد واللوم؛ فالنقد قد يكون بناءً ويركز على تصحيح السلوكيات، بينما اللوم يجعلنا ننسب إحباطنا للآخرين مما يعيق تحسين سلوكنا.
يعتبر اللوم غريزة تدفعنا لإلقاء مسؤولياتنا على الآخرين ويشكل جزءًا من حياتنا اليومية. إذ نستخدمه كمبرر لتبرئة أنفسنا.
بالإضافة، يميل الناس إلى إلقاء اللوم على ظروفهم، في حين أن الناجحين هم الذين يبحثون عن الظروف المناسبة أو يصنعونها بأنفسهم.
الحقيقة هي أن كل واحد منّا مسؤول عن جودة حياته، ويجب أن يتحمل مسؤولية جميع جوانب حياته من إنجازات وعلاقات وصحة ودخل ومشاعر.
عندما نبدأ بإلقاء اللوم على الآخرين أو الظروف، فإننا نهمل رؤية المشكلة الحقيقية، وهي أنفسنا.
توقف عن البحث عن الأسباب الخارجية لعدم تحقيق النتائج. أنت من تُشكل حياتك.
إذا أدركت أنك من صنعت ظروفك، يمكنك تغييرها وإعادة تشكيلها برغبتك.
عليك أن تتخذ موقفًا يمكنك من تغيير حياتك نحو الأفضل.
“كلما حدث خطأ يميل معظمنا لإلقاء اللوم على شخص آخر، وبتلك الطريقة نفقد فرصة تعلم دروس قيمة من أخطائنا.” [مارك فكتور هانسون].
لتتمكن من تحقيق الحياة التي تستحقها، يجب أن تتحمل مسؤولية حياتك بالكامل وتتخلى عن الأعذار.
اقبل ضعفاتك، فلا أحد كامل. إذا أخطأت، سامح نفسك وتعلم من الخطأ، ثم ابدأ من جديد.
كُف عن إلقاء اللوم على الآخرين
وفقًا لواين داير، “كل محاولات توجيه اللوم مضيعة للوقت، ومهما كان قدر اللوم الموجه للآخرين فلن يغير من الأمر شيئًا.”
تذكر أنك أنت من قام بكل اختياراتك وأفعالك، فلا تلُم أحدًا سواك.
كُفّ عن الشكوى
يشكو بعض الناس من القضايا التي لا يستطيعون التأثير عليها، وعادة ما تكون هذه الأمور خارج سيطرتهم. ولكن، لماذا لا يسعى البعض إلى تغييرها ببساطة؟ السبب هو أن اتخاذ أي إجراء يتضمن مخاطرة، وبالتالي، يفضلون البقاء في مواقف غير مريحة على أن يتحدوا الخوف من الفشل ويكتسبوا تجارب جديدة.
إن الشكوى تعكس رغبتك في التحسين، ولكنها تتطلب منك المخاطرة لتحقيق ذلك. يجب عليك إما تقبل وضعك الحالي والتوقف عن الشكوى، أو أن تخوض تجربة جديدة لتصنع حياتك كما ترغب.
حتى لا يسيطر اللوم على حياتك
تقبل ضعفك، فهذه جزء من طبيعتنا البشرية. اعطِ لنفسك الحق في الخطأ، وتعلم منه، ثم ابدأ مجددًا. فقبول الأخطاء هو الطريق الأمثل للتخلص من لوم الآخرين.
عليك أن تتخذ موقفًا فاعلاً من حياتك، إما أن تمضي قدمًا بأفعالك، أو تكتفي بالسماح للأمور أن تسير كما تشاء.
وأخيرًا:
أنت قادر على التحكم في ثلاثة جوانب من حياتك: أفكارك، الصور التي تتخيلها، وأفعالك. وكيفية استخدامك لهذه العناصر هي ما تحدد واقعك. إذا كنت غير راضٍ عن ما تعيشه، عليك بتحويل استجاباتك. غيّر أفكارك السلبية إلى إيجابية، قم بتغيير عاداتك، وابتعد عما قد يعيقك.
تغيير استجاباتك هو المفتاح لبدء تحسين حياتك. إذا كنت تسعى إلى نتائج مختلفة، فإن الخطوة الأولى هي اتخاذ إجراءات جديدة.
إن الشعور بالعجز دون خيارات يعتبر من أسوأ المشاعر، حيث يدخلك في دائرة اللوم وتبخيس الذات. كل إنسان يعيش حياته، لكن القدرة على الاختيار تعني الحرية في تشكيل مسارك. إما أن تصنع الأحداث بنفسك، أو تدعها تتشكل من حولك.
كما قال جورج برنارد شو: “قد يفشل الإنسان كثيرًا في مجاله، ولكن لا ينبغي اعتباره فاشلًا ما لم يبدأ في إلقاء اللوم على الآخرين”.
اتخذ موقفًا صريحًا بأنك صانع أحداث حياتك من خلال أفعالك، بدلاً من ترك الأمور تسير بلا تخطيط أو فاعلية.