تحذير للرجال والنساء.. الصيام المتقطع قد يؤثر سلبًا على نمو الشعر
الصيام المتقطع هو نظام غذائي ينظم توقيت تناول الطعام، حيث يُسمح بالطعام خلال ساعات محددة فقط، بينما يتم الصيام لعدد معين من الساعات يومياً، وفقاً لموقع “جونز هوبكنز”.
قادت الدراسة مجموعة من العلماء برئاسة بينج تشانج من جامعة ويستليك في تشجيانغ بالصين، ونشرت في مجلة “سيل” بتاريخ 13 ديسمبر 2024. أظهرت النتائج أن الفئران التي خضعت للصيام المتقطع شهدت تحسينات في وظائف الأيض، ولكنها كانت أبطأ في تجديد الشعر مقارنة بالفئران التي كانت تتناول الطعام بشكل مستمر.
توصل الباحثون إلى أن التأثير نفسه قد يحدث لدى البشر، بالرغم من احتمالية كون التأثيرات أقل حدة، وذلك بسبب اختلاف معدل الأيض ومعدلات نمو الشعر بين الفئران والبشر. قال تشانج: “لا نرغب في تثبيط الناس عن الصيام المتقطع، فهو يحمل فوائد متعددة، ولكن من المهم أن نكون واعين للتأثيرات السلبية المحتملة.”
التأثيرات المتعددة للصيام
بالإضافة إلى فوائده الأيضية، أظهرت دراسات سابقة أن الصيام يمكن أن يحسن من مقاومة الإجهاد للخلايا في الأنسجة المختلفة، مثل الدم والأمعاء والعضلات. ومع ذلك، لم يتم بعد دراسة تأثيره على الأنسجة الطرفية مثل الجلد والشعر بشكل دقيق. وقد افترض فريق تشانج إمكانية استفادة تجديد أنسجة الجلد من الصيام.
دراسة تأثير الصيام المتقطع على نمو الشعر
لتحقيق ذلك، قام العلماء بدراسة نمو الشعر في فئران تم حلقها ثم خضعت لأنظمة صيام متقطع مختلفة. بعض الفئران تم تغذيتها وفق نظام غذائي يتضمن 8 ساعات من تناول الطعام و16 ساعة من الصيام يوميًا، بينما خضعت فئران أخرى للتغذية في أيام محددة.
أذهل الباحثون عندما وجدوا أن الصيام يعيق نمو الشعر. فبينما تمكنت الفئران التي كانت لديها وصول غير محدود إلى الطعام من إعادة نمو معظم شعرها بعد 30 يومًا، أظهرت الفئران التي خضعت لأنظمة صيام متقطع فقط نمواً جزئياً بعد 96 يومًا، مما يعكس تأثير الصيام على خلايا بصيلات الشعر.
تؤدي الصيام إلى عدم قدرة خلايا بصيلات الشعر على مواجهة الإجهاد التأكسدي الناتج عن التغيير من استخدام الجلوكوز إلى الدهون. تمر تلك الخلايا بمراحل من النشاط والخمول، واعتماد نمو الشعر على نشاط هذه الخلايا.
احتفظت خلايا بصيلات الشعر في الفئران التابعة لمجموعة السيطرة بنشاطها حتى أصبح الشعر نموذجيًا، بينما تعرضت خلايا بصيلات الشعر لفئران الصيام المتقطع لموت الخلايا المبرمج خلال فترات الصيام الطويلة.
باستخدام أساليب الهندسة الوراثية، استنتج الفريق أن موت الخلايا المبرمج الناجم عن الصيام مرتبط بزيادة تركيز الأحماض الدهنية الحرة بالقرب من بصيلات الشعر، مما يؤدي إلى تراكم جزيئات ضارة داخل خلايا بصيلات الشعر.
تأثير الصيام المتقطع على خلايا الشعر
يكشف الباحث تشانغ أن الصيام المتقطع يؤثر بشكل ملحوظ على الأنسجة الدهنية، حيث يبدأ الجسم بإطلاق الأحماض الدهنية الحرة. تدخل هذه الأحماض إلى خلايا الشعر الجذعية، لكن للأسف، تفتقر هذه الخلايا إلى القدرات اللازمة لاستخدامها بشكل فعال.
مقارنة بين الخلايا الجذعية
على عكس خلايا الشعر، لم تتأثر الخلايا الجذعية المسؤولة عن حماية البشرة بفعل الصيام المتقطع. تشير الدراسة إلى أن الفرق يكمن في قدرة الخلايا الجذعية البشرية على مقاومة الأكسدة بشكل أفضل.
فوائد مضادات الأكسدة
قام الفريق البحثي بدراسة تأثير مضادات الأكسدة على نمو الشعر خلال فترة الصيام. وأظهروا أن استخدام فيتامين “E” موضعياً يساعد في بقاء خلايا الشعر الجذعية نشطة خلال هذه الفترة.
تجربة سريرية على البشر
أجرى الفريق تجربة صغيرة على 49 بالغاً سليماً لتقييم تأثير الصيام على إعادة نمو الشعر. ووجدت النتائج أن النظام الغذائي المقيد بالوقت، الذي يشمل 18 ساعة من الصيام يومياً، قلل من معدل نمو الشعر بواقع 18% مقارنة بالأشخاص الذين يتبعون نظاماً غذائياً طبيعياً. ومع ذلك، يستدعي هذا الاكتشاف مزيداً من الدراسات الواسعة لتأكيد النتائج نظرًا لصغر حجم العينة ومدى التجربة الذي استمر لعشرة أيام فقط.
الأبحاث المستقبلية
ينوي الباحثون العمل مع المستشفيات لاستكشاف كيفية تأثير الصيام على أنواع أخرى من الخلايا الجذعية في الجلد وأنظمة الجسم المختلفة. ويقول تشانغ: “نسعى لفهم تأثير الصيام على عمليات التجديد في أنسجة أخرى، وكذلك نرغب في دراسة كيفية تأثيره على شفاء الجروح ومعرفة المواد التي قد تساعد في بقاء خلايا الشعر الجذعية وتدعيم نمو الشعر أثناء الصيام.”