هل يؤثر العنف في الأفلام على تعودنا على المشاهد الواقعية؟ ريتا تناقش!
تحليل العنف في السينما
في حلقة جديدة من برنامج “مراجعات ريتا”، أعلنت ريتا أن مناقشة العنف في السينما تستلزم مقارنة بين الحقب المختلفة. فقد شهدت الأفلام منذ زمن بعيد، مثل أفلام العصابات والأفلام الغربية وأعمال المخرج أكيرا كوروساوا، وجود العنف، ولكن هناك طفرة ملحوظة في الجرأة على استخدام المشاهد الدموية في السنوات الأخيرة.
واستشهدت ريتا بفيلم “تاكسي درايفر”، حيث اضطر مخرجه لتخفيف تأثير مشاهد العنف، وفيلم “كيل بيل” الذي استخدم مخرجه تقنية الألوان الأبيض والأسود لتجاوز الرقابة.
العنف في الأفلام للأطفال
اكتشفت ريتا دراسة تشير إلى أن أفلام الأطفال التي تُصنف لفئة عمرية 13 عاما تحتوي على قدر أكبر من العنف مقارنة بأفلام الكبار في السابق. وأثارت التساؤل حول أسباب اتجاه المخرجين إلى تقديم هذا النوع من المحتوى.
كما ناقشت ريتا كيفية تبرير بعض صناع الأفلام للعنف كوسيلة لإيصال رسائل عميقة، مستشهدة بفيلم “الجوكر” الذي استخدم العنف لتصوير تدهور شخصية بطله، مقابل مخرجين آخرين مثل ستيفن سبيلبيرغ الذين يعارضون المبالغة في استخدام العنف لكونه قد يعزز من صورته بدلاً من انتقاده.
نظريات علمية حول تأثير العنف
للإجابة عن سؤال الحلقة، استعرضت ريتا نظريتين علميتين تتعلقان بتأثير العنف في الأفلام:
- نظرية التعود: تشير إلى أن التعرض المتكرر للعنف في الأفلام يؤدي إلى تقليل التعاطف مع العنف الحقيقي، مما يجعل الجمهور أقل حساسية وأحيانًا أكثر ميلاً للعنف.
- نظرية التفريغ الانفعالي: تفترض أن مشاهدة العنف تعمل كنوع من التفريغ للدوافع العدوانية، لكنها تعد نظرية مشكوك في صحتها علمياً.
وأكدت ريتا أن العديد من الدراسات تشير إلى أن رؤية العنف تزيد من طبيعة هذا السلوك وتقليل التعاطف تجاه الضحايا.
العنف في المسلسلات وتأثيره على الجمهور
تطرقت ريتا أيضًا إلى أن بعض المسلسلات تحمل مشاهد عنف قد تفوق تلك الموجودة في الأفلام، مما يسهل وصول هذا المحتوى ليس فقط للبالغين ولكن أيضًا للأطفال. وحذرت من أن ذلك يمكن أن ينشئ جيلًا متعودًا على القسوة.
واستنكرت اللجوء إلى العنف كوسيلة لجذب الجمهور، ووصفت هذا الأسلوب بأنه رخيص. وأكدت أهمية التأثير على المشاهد بوسائل أعمق، مثل تناول تفاصيل درامية بدلاً من مشاهد العنف المتكررة.
ختام الحلقة
في نهاية الحلقة، أشارت ريتا إلى أن العنف في الأفلام قد يجعل الأشخاص يتقبلون المشاهد الواقعية، إلا أنها ترى أن رؤية المعاناة الحقيقية، كما تظهر في الأخبار، لا يمكن أن تصبح طبيعية. وأضافت قائلة: “لا أستطيع تخيل نفسي بلا إحساس، ولا أبرر لمشاهد الألم والحرق والجوع. إذا توقفت عن الشعور، فأنا لست إنسانًا بعد الآن”.