سوريا الجديدة: قوارب النجاة في المرحلة القادمة
### نهاية حقبة سياسية جديدة
انتهت حقبة سياسية مضطربة ودموية من تاريخ سوريا الحديث، مع تسلم قوى الشعب الحكم لأول مرة منذ زوال الاستعمار. ومع انطلاق تكبيرات وزغاريد الفرح بالخلاص من الفساد والاستبداد، يعاني الثوار من تحديات يومية كبيرة، تبدأ بحفظ الأمن والنظام وتوفير التموين.
### التحديات أمام القيادة الجديدة
قبل التفكير في ملامح سوريا الجديدة، من الضروري تسليط الضوء على التحديات الإستراتيجية التي تواجه القيادة الجديدة، بالإضافة إلى تحديد قوارب النجاة في المرحلة المقبلة.
> الشعوب التي عانت من حكامها، الذين مارسوا القتل والتهجير والاستغلال، تتوق للمشاركة في الحكم وضمان العدالة، كما أنها تخشى الحكم المطلق بعد تجارب مريرة.
**1. حماية الثورة**
تعتبر “حماية الثورة” أولى القوارب الضرورية، إذ إن غالبية الشعب السوري تدعم الثوار. وفي ظل تأزم الوضع، تحتاج هذه الثورة إلى تبني إستراتيجية دفاع شاملة لحمايتها، تشمل إنشاء حرس ثوري مؤقت ودمج قوات الثورة في المجتمع والجيش العربي السوري.
**2. تحقيق وحدة الأراضي**
يجب العمل على الوصول لوحدة الأراضي السورية بكافة مكوناتها، بما في ذلك المناطق التي تشهد كثافة علوية وكردية ودرزية، والمناطق ذات الوجود العسكري الأجنبي. التعددية السياسية هي الأساس لتجنب التفتيت الطائفي والعرقي.
**3. تأمين العمق الاستراتيجي**
يستلزم الأمر إنشاء علاقات متينة مع دول الجوار كتركيا والأردن، مما يساعد على تنشيط التجارة والسياحة. يجب العمل على إنشاء علاقات إيجابية دولية تستند إلى خطاب تدريجي مع الولايات المتحدة والدول الغربية.
**4. التعامل مع الاحتلال الإسرائيلي**
من الضروري الحفاظ على العلاقة مع الاحتلال الإسرائيلي في إطار القانون الدولي، ورفع الاعتداءات الإسرائيلية إلى مجلس الأمن.
**5. بناء الهوية الوطنية**
ينتظر الشعب العربي السوري بفارغ الصبر بناء هوية وطنية جديدة تعكس ثقافته وتاريخه، وتعزز من قيم الحرية والعدالة والتنمية. يجب على الأنظمة الاستبدادية أن تدرك أن بناء هذه الهوية ممكن وليس مستحيلاً.
### ضرورة الحكم الرشيد
تدرك النخب السياسية أهمية هذا التحول، حيث تتجه نحو خيارين: حكم رشيد وديمقراطي أو حروب أهلية. لذا، يتوجب اتباع سياسة إعلامية متميزة تعزز من ثورة الشعب ضد الفساد والاستبداد.