الكيمياء توضح كيفية معرفة السوريين بخبز “الفوكشية” قبل 9 آلاف عام

Photo of author

By العربية الآن


الكيمياء تكشف كيف عرف السوريون خبز “الفوكشية” قبل 9 آلاف سنة

الفوكشية كما أنتجها العلماء في تقاليد شبيهة بتلك التي نفذت قبل 9 الاف سنة تقريبا (سيرجيو تارانتو)
الفوكشية كما أنتجها العلماء في تقاليد شبيهة بتلك التي نفذت قبل 9 آلاف سنة تقريبا (سيرجيو تارانتو)

أصول الفوكشية

توصلت دراسة حديثة أجراها فريق دولي من الباحثين إلى أن المجتمعات الزراعية في منطقة الهلال الخصيب، خلال العصر الحجري الحديث المتأخر بين 7 و5 آلاف قبل الميلاد، قد طورت تقليد طهي معقد لتجهيز أرغفة كبيرة من الخبز و”الفطائر” بنكهات متنوعة على صوانٍ خاصة، تُعرف بين علماء الآثار باسم صواني التقشير.

تُعرف الفوكشية اليوم بأنها خبز إيطالي مُعد في الفرن يُغطى بالأعشاب ومكونات أخرى بطريقة مشابهة للبيتزا، لكنها تختلف عنها بمجموعة من العناصر.

الصواني المستخدمة في الطهي

تشير الدراسة التي نُشرت في دورية “ساينتفك ريبورتس” إلى أن صواني التقشير كانت مصنوعة من طين خشن، وتتميز بقاعدة بيضاوية وحواف منخفضة، وتختلف عن الصواني الشائعة بمظهرها الداخلي الذي يحتوي على شقوق مرتبة بشكل دوري.

وقد استخدم الباحثون نسخًا طبق الأصل من هذه الصواني في تجاربهم التي أظهرت وظائفها في الطهي.

نسخة حالية من خبز الفوكشية (باركمان وكريستي)
نسخة حالية من خبز الفوكشية (باركمان وكريستي)

اكتشافات كيميائية حول الخبز

أجرى العلماء فحصًا كيميائيًا لشظايا خزفية من صواني التقشير المأخوذة من مناطق الحدود بين سوريا وتركيا، أظهر أن أرغفة الخبز الكبيرة المصنوعة من الماء والدقيق كانت تُخبز على هذه الصواني، في أفران مقببة على درجة حرارة أولية تصل إلى 420 درجة مئوية لمدة ساعتين تقريبًا.

للتمييز بين الفوكشية والخبز العادي، قام الباحثون بتحليل آثار تآكل العجين، حيث تظهر العجائن العادية تمزقات وقشورًا كبيرة على السطح الخزفي، بينما يظهر الخبز المعجون بالدهون الحيوانية أو الزيت النباتي تآكلا في شكل أسطح مستديرة وملامح متموجة.

المكونات والعناصر النباتية

كما أظهرت التحاليل أن نسبة الأعشاب كانت بارزة، حيث شكلت حوالي 95% من الأشكال النباتية المرسومة في جميع العينات. كما لوحظ وجود سلسلة من الأحماض الدهنية الحرة المشبعة، ما يشير إلى تحلل الدهون الحيوانية.

بالإضافة إلى ذلك، أظهر التحليل الكيميائي تواجد الدهون الحيوانية مع بقايا نباتية، متضمنة زيادة في “حمض اللوريك” والذي يعد دليلاً على استخدام توابل نباتية.

كما لوحظ وجود مجموعة من “الكيتونات” التي تشير إلى تكسير الدهون الحيوانية عند تسخينها في صواني التقشير عند درجات حرارة مرتفعة. تساعد الأخاديد داخل هذه الصواني على تسهيل إخراج الخبز بمجرد اكتمال الطهي، ويُعتقد أن الحجم الكبير للأرغفة، حوالي 3 كيلوغرامات، كان مخصصاً للاستهلاك الجماعي.

نتائج الدراسة والأهمية التاريخية

تقدم هذه الدراسة دليلاً واضحًا على استخدامات هذه القطع الأثرية ونوعية الأطعمة المُعالجة فيها. وتشير التحاليل إلى أن الحبوب مثل القمح أو الشعير كانت تُستخدم في إنتاج الدقيق لصنع هذه الأطعمة، وفقًا لبيان رسمي صادر عن جامعة أوتونوما برشلونة.

المصدر: مواقع إلكترونية



رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.