تضررت المستشفيات في جنوب لبنان جراء الحرب الإسرائيلية، حيث تعرضت لاعتداءات مباشرة وغير مباشرة. ومع دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ بين لبنان وإسرائيل، تسعى هذه المستشفيات لاستعادة نشاطها رغم التحديات. ولا تزال بعض المستشفيات خاصة في القرى الحدودية مغلقة أو تعمل بأقسام محددة تحت ظروف خطرة.
لبنان: احتياجات متزايدة في مجال علاج الرضوح وإعادة التأهيل يحتاج آلاف المدنيين إلى الجراحات الترميمية وإعادة التأهيل البدني. وبدأت جميع المستشفيات، باستثناء مستشفى واحد، في إعادة فتح أبوابها تدريجيًا، في حين لا تعمل مستشفيات أخرى بكامل طاقتها.
— WHO Regional Office for the Eastern Mediterranean (@WHOEMRO) December 20, 2024
عودة مستشفى بنت جبيل للعمل
في بلدة بنت جبيل، أعاد مستشفى صلاح غندور فتح أبوابه بعد إعلان وقف إطلاق النار. يقول مدير المستشفى، الدكتور محمد سليمان: «بدأنا بقسم الطوارئ لاستقبال الحالات، وتم تجهيز باقي الأقسام مثل العمليات والمختبر والأشعة».
وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «سنعيد فتح القسم الداخلي خلال أيام، بينما يحتاج افتتاح العيادات الخارجية ومركز الصيدلية لمزيد من الوقت». وأشار إلى أن المستشفى تعرض لأضرار كبيرة، لكننا نعمل على إصلاحها، حيث كنا نملك مخزونًا كافيًا من المستلزمات الطبية قبل إخلاء المستشفى، مما ساعدنا في العمل».
رغم التهديدات المستمرة من الطائرات الحربية، يؤكد سليمان أن المستشفى يواصل تقديم خدماته بشكل طبيعي بوجود الطاقم الطبي والإداري. وقد استُهدف المستشفى بشكل مباشر من قبل الجيش الإسرائيلي في 4 أكتوبر، مما أدى إلى إصابة 3 أطباء و7 ممرضين، عقب تعرضه للقصف عدة مرات.
بينما بقي مستشفى بنت جبيل الحكومي مغلقًا، استأنف مستشفى مرجعيون استقبال المرضى اعتبارًا من 5 ديسمبر.
مستشفى ميس الجبل
لفت مدير الخدمات الطبية في مستشفى ميس الجبل، الدكتور حليم سعد، إلى أن المستشفى لا يزال مغلقًا بسبب التهديدات الإسرائيلية المتكررة. القصف جعلنا نضطر لإغلاق المستشفى بعد نحو أسبوع من بداية الحرب». وقال إن المستشفى تعرض لقصف عدة مرات، وندعو عودة السكان لمحيط ميس الجبل.
في جهة أخرى، شهد مستشفى تبنين الحكومي صمودًا ملحوظًا، حيث عمل خلال الحرب ولكن تعرض للقصف كذلك، حيث أصابت غارات إسرائيلية قسمَي العلاج الكيميائي والأطفال.
النبطية تحت القصف
عانت مستشفيات النبطية من قصف عنيف أدى إلى دمار كبير في المنطقة. تقول مديرة مستشفى «النجدة الشعبية»، الدكتورة منى أبو زيد: «تأثرت مستشفياتنا سلبًا، خاصة في ظل أزمات عديدة بدأت قبل حوالي 5 سنوات».
تداعيات نفسية ومالية
تحدثت الدكتورة منى عن التأثير النفسي على العاملين في المستشفى الذين عانوا من الأزمات المتكررة، حيث وجد البعض منهم منازلهم مدمرة أو فقدوا أفراد عائلتهم. وتسبب ذلك في نقص الكادر الوظيفي في المستشفى، مما دفعها لدمج واغلاق بعض الأقسام.
وفي اليوم الأول بعد وقف إطلاق النار، استقبلوا 57 مريضاً، معظمهم يعانون من اضطرابات صحية بسبب الدمار الذي شهدوه.
إضافة إلى ذلك، تواجه المستشفى صعوبات مالية، حيث لم يكن يوجد دخل لتغطية تكاليف التشغيل، وقد تبقى بحاجة لدعم إضافي من وزارة الصحة لتغطية تكاليف العلاج.
وحول وضع المستشفى حاليًا، أكدت الدكتورة منى أن جميع الأقسام مفتوحة رغم القصف الذي تعرضوا له وضرورة الاستمرار في تقديم الخدمات الصحية للمرضى.
الوضع في صور
تعاني المستشفيات في صور من نفس الوضع الذي تمر به المستشفيات الأخرى، حيث تكرر القصف حول المستشفيات الخاصة الثلاثة (حيرام، جبل عامل، اللبناني الإيطالي)، ولكنها استمرت في تقديم الخدمات الطبية رغم الأزمات المستمرة التي شهدتها المنطقة.