ما وراء تصريحات اليونان عن تدخل عسكري على الحدود البحرية مع تركيا
زيد اسليم
21/12/2024
أنقرة– أثارت تصريحات رئيس وزراء اليونان كيرياكوس ميتسوتاكيس حول احتمال “التدخل العسكري” لحماية الجرف القاري والمنطقة الاقتصادية الخالصة، الكثير من التساؤلات بشأن العلاقات التركية-اليونانية، التي شهدت تحسناً ملحوظاً مؤخرًا.
وفي مؤتمر صحفي في أثينا بتاريخ 7 ديسمبر/كانون الأول، قال ميتسوتاكيس إنه “لا يرى أي احتمال للتوصل إلى حل بشأن المنطقة الاقتصادية الخالصة والجرف القاري مع تركيا”، مشيرًا إلى إمكانية اللجوء للتدخل العسكري إذا دعت الحاجة.
وأضاف: “في الماضي تدخلت قواتنا المسلحة، وإذا لزم الأمر، سنفعل ذلك مرة أخرى، لكني آمل ألا نصل إلى هذا الخيار”. كما أشار إلى التزام اليونان بالدفاع عن حقوقها في الجرف القاري، وذلك في ضوء النشاط التركي المتزايد في شرق البحر الأبيض المتوسط.
ورغم إدراك اليونان لمفهوم “الوطن الأزرق” الذي تتمسك به تركيا، أكد ميتسوتاكيس أن بلاده ستستمر في الدفاع عن موقفها الثابت. وأوضح أن “الخلاف الوحيد يكمن في تحديد حدود الجرف القاري والمنطقة الاقتصادية الخالصة في بحر إيجه وشرق المتوسط، ونحن ملزمون بحماية حقوقنا”.
إعلان
ودعا ميتسوتاكيس إلى حل لقضية قبرص، رافضاً أي وجود عسكري تركي أو ضمانات أمنية. وأكد أن “الاحتلال التركي” لشمال قبرص مستمر منذ 50 عامًا، مشددًا على رفض بلاده لأي أمر واقع ناتج عن هذا الوضع، وأن الهدف هو إقامة دولة قبرصية موحدة خالية من القوات الأجنبية والضمانات الأمنية التقليدية.
تركيا تتبنى مفهوم “الوطن الأزرق” الذي طوره رئيس أركان البحرية جهاد يايجي، والذي يشمل المنطقة الساحلية التركية وما حولها في البحر الأسود، بالإضافة إلى المطالب المتعلقة بالجرف القاري في شرق البحر الأبيض المتوسط وبحر إيجه.
وبينما لم تصدر أنقرة تعليقًا رسميًا حتى الآن، تفتح هذه التصريحات الباب لفهم أعمق حول واقع العلاقات التركية اليونانية في ظل تعقيدات إقليمية تتعلق بالموارد الطبيعية والخلافات البحرية.
حوار متواصل
تأتي تصريحات ميتسوتاكيس حول التدخل العسكري بعد أيام من جولة جديدة من اجتماعات الحوار السياسي بين تركيا واليونان في أثينا بتاريخ 2 و3 ديسمبر/كانون الأول برئاسة نائب وزير الخارجية التركي لشؤون الاتحاد الأوروبي، محمد كمال بوزاي، ونظيرته اليونانية، ألكسندرا بابادوبولو.
وبحسب بيان صادر من الجانبين، تم التطرق إلى مختلف الجوانب المتعلقة بالعلاقات الثنائية، وتم تقييم التطورات الحالية والتوقعات المستقبلية، بما في ذلك التحضيرات للدورة السادسة لمجلس التعاون رفيع المستوى المقررة في تركيا بداية العام المقبل.
ويأتي هذا الاجتماع بعد زيارة وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إلى أثينا في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، حيث تم التأكيد على أهمية تعزيز الحوار لحل القضايا المشتركة.
إعلان
وعلى الرغم من استمرار الخلافات حول قضايا الجرف القاري وترسيم الحدود البحرية، أعرب الجانبان عن رغبتهما في إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة وتعزيز التعاون في مجالات الأمن والهجرة، مشددين على أهمية الحوار كوسيلة لحل هذه الخلافات.