تلغراف: قد تصبح القوات الكورية الشمالية كابوسًا لروسيا
قامت صحيفة “تلغراف” البريطانية بنشر تقرير يوضح أن تعزيز العلاقات بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الكوري الشمالي كيم جونغ أون جاء نتيجة إرسال 11 ألف جندي كوري شمالي للقتال بجانب القوات الروسية في مواجهة أوكرانيا. ومع ذلك، يُعتقد أن الجنود الكوريين الشماليين قد يصبحون “علفًا للمدافع” وكابوسًا لروسيا.
وأفاد التقرير عن وقوع خسائر كبيرة في صفوف القوات الكورية الشمالية خلال وقت قصير، وأبرز ضعف قدراتها القتالية التي تعود أساليبها إلى ما قبل 70 عامًا، مما أدى إلى تكبدهم العديد من الضحايا مع توقع وقوع المزيد.
وأوضح التقرير أن أولى الأخبار عن ضحايا كوريين شماليين في ساحة المعركة الأوكرانية ظهرت هذا الأسبوع، حيث أُشير إلى مقتل ما لا يقل عن 100 جندي منهم وإصابة ألف آخرين.
كما أمضى التقرير في وصف سذاجة بعض القوات الكورية الشمالية تحت النيران، بينما سُجلت لقطات لهم يحاولون الاختباء خلف الأشجار في حقول ثلجية مكشوفة، حيث تعرضوا لهجمات طائرات مسيرة أوكرانية بدقة.
أهداف مثالية للمسيرات
أشار أحد قادة الطائرات المسيرة الأوكرانية إلى عدم فهم القوات الكورية الشمالية للموقف، حيث قال: “فوجئنا، لم نشهد شيئًا كهذا من قبل، 40 إلى 50 شخصًا يركضون عبر حقل. هذا هدف مثالي لمشغلي المدفعية والطائرات المسيرة”. بينما قال ضابط أوكراني إن الكوريين الشماليين استخدموا “نفس الأساليب التي اتبعوها منذ 70 عامًا”.
وقال مارك كانسيان، عقيد سابق في مشاة البحرية الأميركية ومستشار في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية: “أنا مندهش من تكتيك الكوريين الشماليين باستخدام مجموعات صغيرة. إذا استمروا على هذا المنوال، سيكون مصيرهم كعلف للمدافع”.
وأشار التقرير إلى أن هذه التكتيكات لا تتعارض بشكل كامل مع الاستراتيجية الروسية التي تعتمد على التفوق العددي أكثر من الابتكار خلال العامين الماضيين.
وأفادت كريستينا هاروارد، المحللة الروسية في معهد دراسة الحرب، بأن روسيا دائمًا ما قامت بنشر قواتها النخبة في هجمات مباشرة، ومن غير المرجح أن يتم نشر قوات كورية شمالية بطريقة مختلفة.
حاجز اللغة
ذكر أحد المنشقين الكوريين الشماليين لراديو…
تشير التقارير إلى أن القوات الكورية الشمالية قد تواجه معدلات إصابات تصل إلى 90%، وفقاً لتقييمات أوكرانية. ومن المتوقع أن تزداد هذه الإصابات نتيجة التحديات اللغوية وعمليات الانتشار المعقدة متعددة الجنسيات.
### حوادث “النيران الصديقة”
تفيد الاستخبارات الروسية أن الحواجز اللغوية كانت السبب وراء حادثة “نيران صديقة” مؤخرًا، حيث تم قتل 8 جنود شيشان على يد نظرائهم الكوريين الشماليين. وتشير أجهزة المخابرات الكورية الجنوبية إلى أن الوحدات الكورية الشمالية تُعتبر عبءًا بدلًا من أن تكون رصيدًا للقوات الروسية.
### التحذير من الاستعجال في الاستنتاجات
على الرغم من هذه التقارير، يحذر بعض الخبراء من القفز إلى استنتاجات قبل أن تُدخل القوات الكورية الشمالية إلى ساحة المعركة، حيث يتطلب قياس فعاليتها وقتًا أطول.
—
## رجال مقابل تكنولوجيا الصواريخ
ينظر التقرير في الدور المحتمل الذي قد يلعبه التحالف العسكري بين روسيا وكوريا الشمالية على المدى الطويل، مشيراً إلى أن كوريا الشمالية تمتلك ما يزيد عن 1.3 مليون مجند و7.6 مليون جندي احتياطي.
### تعزيز القدرات العسكرية عبر التعاون
يعلق الدكتور إدوارد هاول، المحاضر في السياسة بجامعة أكسفورد، على إمكانية إرسال قوات إضافية من وحدات أخرى إذا التزمت روسيا بتزويد كوريا الشمالية بتكنولوجيا عسكرية وصاروخية متطورة. ويبرز أن كوريا الشمالية قد تستمر في نشر قواتها كوسيلة لتحقيق فوائد متعددة، وبحث المزيد من التنازلات من بوتين.
### جنود كوريا الشمالية: بيادق في لعبة أكبر
تظهر التنازلات التي حصلت عليها كوريا الشمالية من روسيا أن الـ11 ألف جندي ليسوا سوى أدوات في صراع جيوسياسي أوسع. فقد أرسلت كوريا الشمالية 20 ألف حاوية أسلحة إلى روسيا ووصلت أرباحها إلى 5.5 مليارات دولار. وفي الوقت ذاته، فإن توفير القوة البشرية قد يمكن كوريا الشمالية من كسب 572 مليون دولار سنويًا، مما يعزز من موقفها ويساعدها في تدريب قواتها على القتال الحديث.
### التأثيرات على الجانب الروسي
على الجهة الأخرى، قد تتمكن روسيا، التي تكبدت نحو 600 ألف ضحية على مدار عامين، من تجنب استدعاء احتياطييها نتيجة لتعزيزات القوات الكورية북ية.
### التعاون لمواجهة النظام الدولي
ووفقًا لدراسة الدكتور هاول الأخيرة، فإن هذا التعاون المتبادل يعكس جهود الدولتين في “تقويض مؤسسات وشرعية النظام الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة”.