CNN
—
مأساة في المواسي
توفي طفل حديث الولادة نتيجة البرد القارس في مخيم للمشردين في المواسي، جنوب غزة، يوم الأربعاء، مما يبرز التحديات الكبيرة للبقاء التي يواجهها الأطفال الفلسطينيون الذين تم تهجيرهم من منازلهم في ظل الهجوم المستمر من إسرائيل على القطاع.
وقد أفاد الدكتور منير البرش، المدير العام لوزارة الصحة في غزة، بأن سلا محمود الفصيح “توفيت بسبب البرد القارس” في المواسي، حيث نشر الخبر على منصات التواصل الاجتماعي.
خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية، توفيت الفصيح وطفلين آخرين – أحدهما عمره ثلاثة أيام والآخر شهر واحد – نتيجة انخفاض درجات الحرارة وغياب المأوى الدافئ، كما ذكر الدكتور أحمد الفرا، رئيس قسم طب الأطفال في مستشفى ناصر بخان يونس.
أوضاع مأساوية في المواسي
تُعتبر المواسي، وهي منطقة ساحلية غرب رفح، قد تم تصنيفها سابقًا من قبل إسرائيل كـ”منطقة إنسانية”. ومع ذلك، تتعرض المنطقة لاعتداءات إسرائيلية متكررة، مما دفع آلاف الفلسطينيين المشردين للانتقال إليها بحثًا عن ملاذ، حيث يعيشون لعدة أشهر في خيام مؤقتة مصنوعة من القماش والنيلون.
عرضت لقطات لشبكة CNN من فناء المواسي جسد الفصيح الصغير ملفوفًا بأكفان بيضاء، بينما كان والدها البالغ من العمر 31 عامًا، محمود، يحملها. في مشهد آخر، كان مجموعة من الشبان الفلسطينيين والصبية يتجمعون حول قبرها.
قالت والدتها، نيرمان، لشبكة CNN يوم الأربعاء: “[سلا] توفيت بسبب البرد. كنت أدفئها وأحملها. ولكن… لم يكن لدينا ملابس إضافية لأدفئ هذه الفتاة.” وظهر في الفيديو أن وجه الفصيح قد تحول إلى اللون الأزرق.
الهجوم الإسرائيلي، الذي انطلق بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر، دمر أحياء غزة التي كانت نابضة بالحياة، وأباد عائلات كاملة، وأدى إلى أزمة إنسانية من الجوع، ويتمثل النزوح وازدياد الأمراض. حسبما أفادت وزارة الصحة هناك، فإن أكثر من 45,000 فلسطيني قد قتلوا وجرح 107,000 شخص حتى يوم الاثنين.
تواصلت CNN مع جيش الدفاع الإسرائيلي للتعليق على وفاة الثلاثة أطفال بسبب البرد القارس.
أثر الصراع على الأطفال
حذر نشطاء حقوق الإنسان من أن الأطفال الفلسطينيين يتحملون ثقل القنبلة والحصار الإسرائيليين.
منذ بداية الحرب، قُتل أكثر من 17,600 طفل، كما صرح الدكتور البرش يوم الأربعاء. وقال فيليب لازاريني، رئيس وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، يوم الثلاثاء، إن طفلًا في غزة يُقتل كل ساعة، استنادًا إلى بيانات الأمم المتحدة.
### الأعداد المخيفة
أفاد تقرير للأمانة العامة لهيئة الإنقاذ الدولية أن حوالي 17,000 طفل في غزة يعيشون بدون مرافقين أو تم فصلهم عن والديهم ومقدمي الرعاية. يواجه هؤلاء الأطفال صعوبات كبيرة في الحصول على ما يكفي من الطعام والماء والدفء، نتيجة الحصار الذي فرضته إسرائيل، والذي أدى إلى نفاد الإمدادات.
### نقص الرعاية الصحية
أشار الأطباء إلى عدم قدرة النظام الطبي على تقديم الرعاية الكافية للأطفال بسبب الهجمات الإسرائيلية التي أدت إلى شل حركة المرافق الصحية. ووفقاً للدكتور الفره، فإن 20% فقط من وحدات العناية المركزة لحديثي الولادة تعمل في غزة. يعاني الأطفال الخدج من الوفاة بسبب نقص الإمدادات الطبية مثل أجهزة التنفس الصناعي، بينما يضطر الأطباء لإجراء تقييمات طبية لاختيار الحالات التي يمكن إنقاذها.
### التحذيرات من الوضع الإنساني
أصدرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” تحذيرات بشأن أوضاع الأطفال النازحين في غزة، حيث يعاني العديد منهم من البرد والجوع ويعتمدون على الملابس التي يرتدونها فقط، بعد أن فروا من القصف الإسرائيلي في ملابس الصيف.
وفي تصريح لها في 20 ديسمبر، قالت روزاليا بولن، المتخصصة في الاتصالات في “يونيسف”: “على مدى 14 شهراً، كانت الأطفال في صميم هذه الكارثة… بالنسبة لأكثر من مليون طفل في غزة، الواقع هو الخوف، الحرمان المطلق، والمعاناة التي لا يمكن تصورها”.
### المسؤولية الجماعية
وأضافت: “تظل الحرب على الأطفال في غزة تذكاراً صارخاً لمسؤوليتنا الجماعية. جيل من الأطفال يعاني من انتهاك صارخ لحقوقهم وتدمير لمستقبلهم”.