زيلينسكي يندد بالضربات الروسية “اللا إنسانية” على الطاقة

في هجوم واسع النطاق، شنت روسيا هجمات بالصواريخ والطائرات المسيّرة خلال صباح الأربعاء، مستهدفة شبكة الطاقة في أوكرانيا، وذلك تزامناً مع احتفال البلاد بعيد الميلاد. وقد أدان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي هذه الضربات واعتبرها «غير إنسانية»، مشيراً إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اختار هذا التوقيت بشكل متعمد. وأوضح أن الهجمات أسفرت عن إطلاق أكثر من 70 صاروخاً و100 طائرة مسيّرة، حيث كانت الأهداف موجهة تحديداً نحو نظام الطاقة الأوكراني. من جهتها، استطاعت القوات الأوكرانية اعتراض أكثر من 50 صاروخاً، إلا أن بعض الضربات أدت إلى انقطاع الكهرباء وفقدان التدفئة في مئات الآلاف من المنازل، مما تسبب في مقتل شخص وإصابة 6 آخرين، وفقاً لبيانات السلطات الأوكرانية.

قصف يوم الميلاد

في تعليقه على الهجمات، قال وزير الخارجية الأوكراني أندري سيبيغا إن الأحداث التي وقعت في يوم الميلاد تعكس رد فعل بوتين على الآمال التي تحدثت عن إمكانية وقف إطلاق النار في هذه المناسبة. وأكد أن أحد الصواريخ التي أطلقتها موسكو عبرت المجال الجوي لمولدافيا ورومانيا، مما يُشير إلى أن التهديد الروسي لا يقتصر فقط على أوكرانيا. ومنذ بدء الغزو الروسي في فبراير 2022، أدت الضربات الجوية إلى أضرار كبيرة في منشآت الطاقة الأوكرانية مما أسفر عن انقطاعات متكررة في التيار الكهربائي.

من جهتها، أفادت مجموعة DTEK، وهي من أبرز موردي الطاقة في أوكرانيا، بأن معاملها الحرارية قد تعرضت لأضرار جسيمة جراء الهجمات، مشيرة إلى أن هذا الهجوم هو الثالث عشر الذي يستهدف نظام الطاقة خلال هذا العام. واعتبر رئيس مجلس إدارة المجموعة، ماكسيم تيمتشنكو، أن حرمان الشعب من الإضاءة والتدفئة في يوم الميلاد هو عمل فاسد يستدعي مواجهته، ودعا الحلفاء الغربيين لتزويد أوكرانيا بأنظمة دفاع جوي إضافية.

في إطار الهجمات، أُطلقت صافرات الإنذار في جميع أنحاء أوكرانيا، حيث حذرت القوات الجوية من هجمات صاروخية، وأعلنت السلطات عن تعرض مدينة خاركيف لهجوم صاروخي كبير. وعبر تطبيق تلغرام، أكد رئيس بلدية خاركيف إيغور تيريخوف حدوث سلسلة من الانفجارات، داعياً السكان إلى الاحتماء. وأكد الحاكم الإقليمي، أوليغ سينيغوبوف، وقوع 7 ضربات روسية، مع إصابة 7 أشخاص على الأقل، إضافة إلى تضرر الممتلكات.

أزمة الكهرباء وجاهزية الحكومة

في منطقة إيفانو – فرانكيفسك، التي تقع غرب أوكرانيا، تأثرت بعض الأحياء بانقطاع الكهرباء، بينما أفادت السلطات في منطقة بولتافا بحدوث أضرار في البنية التحتية. وقد فرضت الحكومة الأوكرانية قيوداً على استهلاك الطاقة نتيجة الهجمات، حيث صرح وزير الطاقة جيرمان غالوشينكو بأن القوات الروسية تهاجم قطاع الطاقة بشدة مرة أخرى. وأضاف أن الشركة المشغلة اتخذت الإجراءات اللازمة لتقليل الاستهلاك لتخفيف التداعيات السلبية على الشبكة.

كما رصدت القوات الجوية الأوكرانية إطلاق صواريخ كروز من طراز «كاليبر» من البحر الأسود، مشيرة إلى أن هجمات الأربعاء جاءت في وقت يحتفل فيه الأوكرانيون بعيد الميلاد في 25 ديسمبر بدلاً من 7 يناير، وهو تغيير أقره الرئيس زيلينسكي في يوليو 2023. هذا التحول يعد جزءًا من جهود أوكرانيا للابتعاد عن النفوذ الروسي.

تصاعد التوترات والتهديدات

تأتي هذه الهجمات بعد أيام من تصريحات بوتين التي هدد فيها بإلحاق المزيد من «الدمار» بأوكرانيا. وقد صرحت وزارة الدفاع الروسية، يوم الأربعاء، أنها أسقطت 59 طائرة مسيّرة أوكرانية ليلاً. ووفقاً لحاكم منطقة فورونيج، ألكسندر غوسيف، فإن شظايا الطائرات تم اعتراضها وألحقت أضراراً بخطوط الكهرباء ومنازل المواطنين. وكان الرئيس الروسي قد أشار إلى أن محاولة تدمير بلاده ستقابل بمزيد من القوة.

الكرملين ينتقد المساعدات الأمريكية

في المقابل، أدان الكرملين التقارير حول إرسال الولايات المتحدة مبلغ مليار دولار إلى أوكرانيا عبر البنك الدولي، واصفاً ذلك بـ«السرقة». وقد أكد المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن هذه الأموال تمثل جزءاً من الاحتياطيات الروسية المجمدة، وهو ما اعتبره غير قانوني.