ارتفاع إصابات سرطان القولون بين الشباب: ما التحدي الذي يواجهه جيل زد؟

يتحدد العمر البيولوجي بناءً على مؤشرات فسيولوجية مختلفة نتيجة العوامل الوراثية ونمط الحياة والتأثيرات البيئية، بينما تقوم الدراسات بتحليل الحمض النووي لتحديد عمر الإنسان البيولوجي.
الشيخوخة المتسارعة وعلاقتها بسرطان القولون
سرطان القولون والمستقيم يُعتبر ثالث أكثر أنواع السرطانات شيوعًا عالميًا، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، حيث يمثل حوالي 10% من جميع حالات السرطان وسبب الوفيات الثاني الناتجة عن السرطان.
غالبًا ما لا تظهر أعراض سرطان القولون في مراحله المبكرة، مما يجعل الفحوصات الدورية أمرًا بالغ الأهمية لاكتشاف المرض مبكرًا. أجرى الباحثون دراسة على أشخاص تقل أعمارهم عن خمسين عامًا خضعوا لتنظير القولون، حيث تم حساب أعمارهم البيولوجية عبر تحليل عينات الدم.
النتائج كشفت أن كل عام من الشيخوخة المتسارعة يرتبط بزيادة بنسبة 16% في خطر الإصابة بالأورام الحميدة، وهي زوائد يمكن أن تتطور لاحقًا إلى سرطان القولون.
على الرغم من ذلك، لم تظهر عوامل الخطر التقليدية مثل مؤشر كتلة الجسم وتدخين السجائر تأثيرًا ملحوظًا على زيادة خطر الإصابة بهذا النوع من السرطان.
تظهر الأبحاث تزايد حالات الشيخوخة المتسارعة حتى في ظل ارتفاع متوسط الأعمار. وصرحت الدكتورة شريا كومار، أخصائية سرطان القولون، أن هناك حاجة لمزيد من الدراسات لتحديد العلاقة بين العمر البيولوجي والفعل الحقيقي للأفراد.
مخاطر طبية لشباب اليوم
يتطلب الوضع الحالي معرفة عميقة بعوامل الخطر الجديدة التي قد تؤدي إلى زيادة الإصابة بسرطان القولون، وتأثيراتها على جيل زد.
تتطلب هذه الظروف التعرف على عادات وأسلوب حياة الجيل الجديد، فضلاً عن تأثير الضغوط البيئية والعوامل الغذائية.
جيل زد والتحديات الصحية
بينما يواجه الأكثر شبابًا في مجتمعنا عدة تحديات صحية، فإنه من الضروري الاهتمام بالتوعية والتثقيف حول كيفية الوقاية من سرطان القولون والمستقيم. يأتي هذا كجزء من جهود المجتمعات والأفراد لتحسين الصحة العامة.
إدارك التغيرات في أنماط الحياة وأهمية الفحوصات الدورية يمكن أن تلعب دورًا مهمًا في تقليل خطر الإصابة بهذا المرض.
رابط المصدر
# الشيخوخة المتسارعة وزيادة خطر سرطان القولون
أفادت الدكتورة شريا بأن العديد من الدراسات، بما في ذلك دراستها، أظهرت أن العمر البيولوجي يمثل دليلاً مهماً في مسألة الصحة، ويمكنه أن يساعد في الوقاية من السرطان. يأتي هذا الاكتشاف في ظل تفشي سرطان القولون بين الشباب، وهو أمر يثير قلق الأطباء.
الأدلة المتزايدة على خطر الإصابة بالسرطان
ذكر الباحثون أن هناك “أدلة قوية” تشير إلى ارتفاع خطر الشيخوخة المتسارعة وزيادة فرص الإصابة بالسرطان مع كل جيل جديد يولد بعد عام 1965. وهذا يعني أن الجيل زد (Z) – الذي يشمل الأشخاص المولودين بين عامي 1997 و2012 – قد يكون معرضًا لمخاطر أكبر للإصابة بالأمراض في عمر أصغر مقارنة بآبائهم وأجدادهم.
زيادة عدد الإصابات بين الفئات العمرية الأصغر
تشير البيانات إلى أن سرطان القولون يكون أكثر شيوعًا بين الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا، ولكنه شهد زيادة بنسبة 50% بين الفئات العمرية الأصغر على مدار الثلاثين عامًا الماضية. أوصى مسؤولو الصحة في الولايات المتحدة بإجراء الفحص الدوري لهذا المرض بدءًا من سن 45 عامًا، بينما يشير بعض الأطباء إلى ضرورة الفحص لمن هم أصغر سناً، حيث أن نصف حالات الإصابة بالسرطان تظهر لدى أشخاص تقل أعمارهم عن 45 عامًا، وفقًا لمعهد السرطان الوطني.
أساليب الفحص المتاحة
تتوفر حاليًا عدة طرق للكشف عن سرطان القولون، ومن بينها اختبارات عينة البراز. ومع ذلك، يظل تنظير القولون هو الطريقة المعيارية للكشف عن المرض رغم كونه يتطلب إجراءً في المستشفى. من خلال هذه العملية، يتمكن الأطباء من تحديد الأورام الحميدة وإزالتها، مما يساعد في منع تطور السرطان.
التوجه نحو الكشف المبكر
تعتبر الدكتورة كومار أن أهمية فحص سرطان القولون والمستقيم تكمن في كونه إجراءً وقائيًا، حيث يساهم في الكشف المبكر ومنع الإصابة بالسرطان. يسعى الباحثون حاليًا 알아 معرفة الأشخاص الأكثر عرضة للشيخوخة المتسارعة ومنحهم الأولوية لإجراء عملية تنظير القولون.
تكلفة اختبار العمر البيولوجي
تتراوح تكلفة اختبار العمر البيولوجي بين 100 و1000 دولار حسب صحيفة الديلي ميل البريطانية، وقد تكون النتائج غير دقيقة. رغم ذلك، فإن بعض العوامل المرتبطة بارتفاع خطر الإصابة بسرطان القولون تسهم أيضًا في زيادة العمر البيولوجي، وتتضمن أنظمة غذائية غير صحية، السمنة، والتدخين، بالإضافة إلى أنماط الحياة والعادات غير السليمة.
كما يعد التلوث البيئي والتوتر عوامل رئيسية أخرى تسهم في تسريع عملية الشيخوخة.