عبده خال: هل انتهت رحلة نمو كاتب الرواية البوليسية؟

Photo of author

By العربية الآن


 نوبوكوف

البحث في الرواية البوليسية

عندما كنت أستعد للكتابة، انتابتني رغبة مفاجئة لتصفح صفحة الثقافة في جريدة أجنبية. وعند قراءتي للمحتوى، لفت انتباهي عنوان يتحدث عن روايات الجريمة، حيث يقترح كُتّاب المقال الاستمتاع بقراءتها في عطلة الكريسماس. بينما أجد أن الصحافة الثقافية العربية قد لا تقدم مثل هذه الاقتراحات في كثير من الأحيان. والغريب في الأمر أن ما كنت أنوي الكتابة عنه مرتبط بشكل وثيق بالرواية البوليسية، حيث قرأت مؤخراً “فسوق” لعبده خال و”اللص والكلاب” لنجيب محفوظ.

عبده خال هل انتهت رحلة نمو كاتب الرواية البوليسية؟ كاتب الرواية البوليسية كاتب الرواية البوليسية
عبده خال

ثنائية الركض والزحف في القراءة

انغمرت في قراءة “فسوق” لعبده خال بعمق، ووجدت أن التعليقات التي وضعتها على هوامشها تعكس شغفي بالعمل. بينما في رواية نجيب محفوظ، كنت قارئًا بطيئًا، حيث لم أستطع مقاومة تحليل التقنيات السردية المختلفة ولعبة الضمائر في العمل، مما جعل تجربتي في القراءة تتسم بالتأمل والجدية.

ملاحظات سريعة حول أسلوب السرد

تبدأ رواية “اللص والكلاب” بصوت السارد العليم باستخدام ضمير الغائب، ثم ينتقل تدريجيًا ليستخدم ضمير المخاطب ثم ضمير المتكلم، مما يخلق تنوعًا في السرد. القارئ يجد نفسه أمام شخصيات مركبة تكشف عن مشاعرهم وصراعاتهم الداخلية، مثل سعيد مهران الذي يمثل شخصية معقدة من حيث الأخلاق والدوافع.

1736479989 78 عبده خال هل انتهت رحلة نمو كاتب الرواية البوليسية؟ كاتب الرواية البوليسية كاتب الرواية البوليسية

دعوة لفتح الأفق الأدبي

هنا أتحدث عن موكوما وانغوغي ودعواته لفتح الأدب الأفريقي ليستوعب القص الشعبي والروايات البوليسية. يشير إلى أن جائزة القلم الذهبي تمثل نقلة نوعية تشير إلى أهمية هذه الأعمال الأدبية.

1736479990 985 عبده خال هل انتهت رحلة نمو كاتب الرواية البوليسية؟ كاتب الرواية البوليسية كاتب الرواية البوليسية

أهمية الرواية الشعبية في الساحة الأدبية

لا يوجد ناقد أو أكاديمي عربي دعا بشكل مماثل كما قام به وانغوغي، حيث يعامل الرواية الشعبية العربية بذات الوزن للأدب العالي. ولولا مشروع “جائزة القلم الذهبي” لما كان هناك اهتمام يُذكر بالجوانب الشعبية للأدب.

كما أن الدكتور حسن النعمي يعبر في مقالته عن أهمية الجائزة ودورها في بناء جسور بين الرواية والسينما، حيث يؤكد أن الجائزة تركز على القص الشعبي وتمنحه مكانة مستحقة وسط الأدب.

أتفق مع النعمي في أن الجائزة ستساهم في صناعة مشهد أدبي متميز، مما يمثل خطوة مهمة للأدب العربي برمته.

رابط المصدر

# عودة الرواية البوليسية العربية إلى الساحة الأدبية

تشهد الرواية البوليسية العربية عودة ملحوظة إليها بعد فترة طويلة من الغياب، وهو ما يتم تسليط الضوء عليه في الصحافة والنقد. وقد كانت هذه الروايات في طي النسيان، لكن النقاش حول أسباب هذا الغياب جاء في تقارير صحفية، مثل ملف صحيفة «ليبراسيون» الفرنسية الذي استعرض 80 رواية بوليسية حول العالم. وقد أشار كل من عبده وازن (إندبندنت عربية) وباقر صاحب (جريدة «الصباح») إلى هذا الغياب الذي وصفه وازن بأنه «فادح».

الرواية البوليسية في “المجلة العربية”

عندما فكّرت في المساهمة في ملف «المجلة العربية» الذي تناول غياب الرواية البوليسية العربية، تذكرت واحدة فقط، وهي رواية «فسوق» لعبده خال. على الرغم من عدم تصريح مؤلفها بأنها رواية بوليسية، إلا أنها تحتوي على عناصر هذا النوع الأدبي الثلاثة: الجريمة، ونبش قبر جليلة محسن الوهيب وسرقة جثتها، والمجرم/السارق، داود الناعم/شفيق الميت، ثم التحقيق والقبض على المجرم.

بحسب تحليل تزفيتان تودوروف في «تصنيف القص البوليسي»، يتضمن المتن الحكائي في «فسوق» قصتين: الأولى تروي سرقة جثة جليلة، والثانية تتعلق بالتحقيق الذي يكشف عن السارق ويدلل على فعله المشين. في هذا النوع المعروف بـ”police procedural”، يتمركز عمل الشرطة ضمن البنية والثيمات، كما أوضح جون سكاغز في كتابه «قص الجريمة».

تطور الكتابة البوليسية

لم يتوقع عبده خال أن يصبح في يوم من الأيام عضوًا في لجنة تحكيم لكتّاب روايات الجريمة/البوليسية. ربما يحفز ذلك خال على تطوير موهبة الكتابة البوليسية بداخله، مما يمهد الطريق أمامه لابتكار روايات بوليسية جديدة.

رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.