هل بإمكان ترامب ضم غرينلاند وكندا وقناة بنما لأمريكا؟

Photo of author

By العربية الآن


هل يستطيع ترامب ضم غرينلاند وكندا وقناة بنما لبلاده؟

هل بإمكان ترامب ضم غرينلاند وكندا وقناة بنما لأمريكا؟ ضم غرينلاند وكندا وقناة بنما ضم غرينلاند وكندا وقناة بنما
ترامب لم يستبعد استخدام القوة لضم غرينلاند وقناة بنما إلى الولايات المتحدة (أسوشيتد برس)

واشنطن- في المؤتمر الصحفي الثاني له بعد فوزه بالانتخابات الرئاسية في 5 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم الثلاثاء الماضي رغبته في جعل جزيرة غرينلاند، التابعة لمملكة الدانمارك، وقناة بنما، التابعة لجمهورية بنما، جزءًا من الولايات المتحدة.

وعند سؤاله عن إمكانية استخدامه للقوة العسكرية لتحقيق ذلك، لم يستبعد ترامب هذا الخيار. بالإضافة إلى ذلك، أبدى فكرة استخدام “القوة الاقتصادية” لجعل كندا تنضم إلى الاتحاد الأميركي كولاية جديدة، وأعلن عن نيته تغيير اسم خليج المكسيك إلى خليج أميركا.

وقد أوضح ترامب أن رغبته في ضم هذه المناطق تأتي نتيجة لأسباب اقتصادية تتعلق بالموارد الضخمة المتوافرة بها، بالإضافة لأسباب عسكرية، حيث تعتبر غرينلاند من المواقع المهمة للمنشآت الفضائية الأميركية، مشيرًا إلى أنها “ضرورية لتعقب السفن الصينية والروسية”. وأكد “أنا أتحدث عن حماية العالم الحر”.

بيع وشراء

يعتمد ترامب في رؤيته للكثير من القضايا الدولية على خلفيته كمطور عقاري يؤمن بإمكانية إجراء صفقات حتى بين البلدان ذات السيادة. ولا يعد استثناءً بين الرؤساء الأميركيين بما يتعلق برغبته في شراء أراضٍ إضافية. غالبًا ما تثير هذه العمليات جدلًا اجتماعيًا وقانونيًا، ومن أبرزها:

  • عام 1803، قام الرئيس توماس جيفرسون بشراء ولاية لويزيانا، ما أدى إلى مضاعفة حجم البلاد، وكان مضطرًا لتجاوز بعض القيود الدستورية.
  • عام 1867، اشترى الرئيس وليام سيوارد، وزير الخارجية حينها، أراضي ألاسكا من روسيا مقابل 7.2 ملايين دولار (ما يعادل 162 مليون دولار بأسعار اليوم). اعتبر كثيرون هذه الصفقة حماقة، ولكن بعد مرور الوقت أصبحت تُعتبر إنجازًا كبيرًا.

وفي هذا السياق، قال خبير الشؤون الدفاعية، مايكل بيك، لـ”الجزيرة نت”، إن “ترامب قد يكون يستخدم هذه التصريحات كتكتيك تفاوضي للحصول على تنازلات في ملفات مثل التجارة والإنفاق الدفاعي لحلف شمال الأطلسي (الناتو).” وتابع: “من الصعب فصل طموحات ترامب الشخصية عن أجندة إدارته المليئة بالموالين له، حيث يوجد تناقض بين تصريحاته العدائية بشأن السياسة الخارجية وميول جناحه الانعزالية في الحزب الجمهوري.”

أما غريغوري كوغر، أستاذ القانون والعلوم السياسية بجامعة ميامي، فقال إن عودة ترامب إلى فكرة توسيع الأراضي الأميركية تعكس هدفين رئيسيين:

  • الأول: طموح شعبي لتوسيع حدود البلاد.
  • الثاني: طموح شخصي لترك إرث رئاسي من خلال زيادة الأراضي الأميركية.

أهداف سياسية

يسعى ترامب خلال فترة رئاسته الثانية لدعم إرثه السياسي. ويتوقع الأكاديمي كوغر أن تركز إدارة ترامب على عدة أهداف سياسية تجاه غرينلاند وكندا وبنما، تتضمن:

  • توسيع قواعد الجيش الأميركي في غرينلاند.
  • تقليص النفوذ الصيني في بنما.
  • إعادة النظر في العلاقات التجارية مع كندا.

وبرأيه، لا يمكن لترامب إجبار هذه البلدان على الانضمام إلى الولايات المتحدة أو إعادة السيطرة على قناة بنما.

إعلان

في ذات السياق، اعتبر ماثيو والين، الرئيس التنفيذي لمشروع الأمن الأميركي، أنه “من الصعب تحديد كيفية الرد على تصريحات ترامب، إذ إنها تعكس رؤيته التجارية للعلاقات الدولية.” وأضاف “يبدو أنه يستند إلى مفاهيم من القرن التاسع عشر بشأن استخدام القوة العسكرية، وقد بنى أسلوبه على فكرة أن الولايات المتحدة هي ضحية دول أخرى، بما في ذلك حلفائها.” ويشير والين إلى أن ترامب، بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة، يمكن أن يتخذ إجراءات عسكرية لتحقيق أهدافه، لكنه يواجه خطر مواجهة اعتراض من الكونغرس، مثيرًا قلقه من أن “مثل هذه الخطوة ستكون قرارًا سيئًا للغاية وستخالف المبادئ التي قامت عليها واشنطن منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، ما يؤثر على الخطاب الأخلاقي الأميركي تجاه التوسع.” ويعرب عن اعتقاده بأن ترامب يتجه نحو إصدار أفكار مثيرة للجدل تتعارض مع الأعراف الدولية التقليدية بهدف تحقيق المكاسب.# ترامب وزيارة غرينلاند: جدل حول “الجنون الرئاسي”

## زيارة ترامب الابن إلى غرينلاند

تأتي تصريحات الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، في وقت زار فيه ابنه، دونالد ترامب الابن، غرينلاند. في تصريحاته قبل وصوله إلى العاصمة نوك على متن طائرة خاصة، ذكر ترامب الابن أنه “يذهب في رحلة شخصية ليوم واحد للتحدث إلى المواطنين” وأنه “لم يخطط لأي اجتماعات مع المسؤولين الحكوميين”.

## ردود الفعل الدنماركية

عند سؤالها عن زيارة ترامب الابن، أكدت رئيسة وزراء الدنمارك، ميتي فريدريكسن، خلال حديثها للتلفزيون الدنماركي أن “غرينلاند ليست للبيع وهي تنتمي إلى سكانها المحليين الذين يمكنهم فقط تحديد مستقبلها”. مع ذلك، شددت على ضرورة التعاون الوثيق مع الولايات المتحدة، الحليف في منظمة الناتو.

## موقف مجلة إيكونوميست

لم ترفض مجلة “إيكونوميست” الفكرة التي طرحها ترامب بشأن غرينلاند من حيث المبدأ، بل أوضحت أن “احترام حق غرينلاند في تقرير المصير يعني احترام حق مواطنيها في النظر بمثل هذا العرض، الذي يمكن طرحه للاستفتاء”. واشترطت المجلة لجعل الخيار حرًا أن يتراجع ترامب عن تهديده باستخدام القوة وأن يقدم مزايا لمواطني غرينلاند.

## تقييم الخبراء

قال ستيفن سيستانوفيتش، المسؤول السابق في الخارجية الأمريكية والخبير في مجلس العلاقات الخارجية، إن تمسك ترامب بالادعاءات التوسعية “قد يصبح جزءًا من أجندة الإدارة”. ومع ذلك، اعتبر أن مستشاريه في السياسة الخارجية يجب أن يتعاملوا مع ذلك باعتباره “جنونًا رئاسيًا بفرص نجاح محدودة”.

وتساءل سيستانوفيتش “مع تكاليف مرتفعة ونقص في العائدات الحقيقية، هل سيخبرون ترامب بما يفكرون به حقًا؟ ربما لا. هل سيعملون بجد لتحقيق أهدافه؟ من المشكوك فيه جدًا”.

المصدر: الجزيرة

رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.