### الكائن اللغوي: رؤية فلسفية
بينما يتحدث بعض الشعراء والكتّاب بفخر عن كونهم “كائنات لغوية”، يُثار في ذهني تساؤل حول مغزى هذا الادّعاء. فهم يستخدمون هذه العبارة للإشارة إلى تفوقهم الفريد وقدرتهم على رؤية ما لا يُرى. في الواقع، نجد أن هناك أمثلة عديدة تدل على الحقائق العميقة التي تجسد هذا المفهوم.
### مقدمة «كتابة بورخيسية»
يبدو أن الكاتب الأرجنتيني خورخي لويس بورخيس يجسد مفهوم الكتابة المتقشّفة لغويًا بشكل بارز، حيث تقود كتاباته القارئ نحو أفكار عميقة بعيدة عن التعقيدات اللغوية. لا يمكن أن تُعوض التلاعبات اللغوية عن جماليات الأفكار الرفيعة، وعادة ما تكون هذه الإغواءات اللغوية بمثابة تعويض عن فقر الأفكار.
### الوعي يتجاوز اللغة
الحقيقة التي يعيشها الجميع هي أننا جميعًا كائنات لغوية، لكن هذا لا يعني أن اللغة تتفوق في كل شيء. يظل الوعي والقدرة على تخليق الأفكار من القيم العالمية التي تتجاوز اللغة، مما يبرز أن صانع الأفكار يتفوق على الكائن المتلاعب باللغة.
### الوظيفة الحقيقية للغة
من الأمور الأكثر أهمية في هذا السياق هي وظيفة اللغة: هل هي أداة تواصلية أم غاية جمالية تُطلب لذاتها؟ لنختبر هذا بمثال: إذا كان لدينا ميراث لغوي كموضوع مادي، فإن الكائن اللغوي قد يتفاخر باقتناء “رولز رويس” كأعلى مستوى من الفخامة، بينما يوزع الكائنات غير الشعرية ثروته بشكل عملي.
### اختلاف التجربة بين الفخامة والعملية
التباين بين مقتني “رولز رويس” ومقتني “تسلا” يعكس الفكرة: الأول يُضاعف قلقه وخدمته للسيارة بينما الثاني يعيش تجربة عملية مرنة ودون تعقيد. هذا يطرح تساؤلات حول دور اللغة ومدى أهميتها في بناء الهوية الثقافية.
### البلاغة والفن
يتصل موضوع اللغة ارتباطاً وثيقاً بالبلاغة، وهي معضلة في التعامل مع العربيات الأدبية. البلاغة اليوم لا تعني التعقيد اللغوي، بل تحقيق الأفكار بصورة صريحة وفنية تخلو من الغموض. الغطرسة اللغوية تصبح مشكلة كبيرة عندما تُعرّف الكاتب بجوهره.
### لغة الحياة اليومية
اللغة ليست مجرد لعبة لغوية، بل هي أداة حيوية نستعملها للتعبير عن تجارب حياتنا اليومية. وبالتأكيد، ليس هناك فضل في التفاخر بلغة غامضة في وقتٍ نحتاج فيه إلى لغة تعبر عن جمال الحياة وتحدياتها.
### الخلاصة: رؤية موضوعية
في نهاية المطاف، يجب أن نعيش اللغة كما هي: بضاعة يومية ترتبط بمعطيات الحياة. فبدلاً من الانشغال بعراقة اللغة، علينا الانفتاح على تجارب جديدة ونظر إلى العالم من خلال عيون تلك التجارب.
“);
googletag.cmd.push(function() { googletag.display(‘div-gpt-ad-3341368-4’); });
}