روسيا تستأنف هجماتها على أوكرانيا في ظروف قاسية
كييف، أوكرانيا (AP) – شنت روسيا يوم الأربعاء هجومًا كبيرًا بالصواريخ الباليستية وصواريخ كروز على مناطق في أوكرانيا، مستهدفة إنتاج الطاقة، مما اضطر السلطات إلى إيقاف الشبكة الكهربائية في بعض المناطق على الرغم من ظروف الطقس القاسية في الشتاء، حسبما ذكر المسؤولون.
الاستهداف العسكري
أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها استهدفت “المرافق الحيوية للبنية التحتية للغاز والطاقة التي تضمن تشغيل المجمع الصناعي العسكري الأوكراني”. ولم تكشف عن مواقع الأهداف أو تفاصيل إضافية.
تزامنت هذه الهجمات مع وعد وزارة الدفاع الروسية بالرد على ما وصفته بأنه هجوم على الأراضي الروسية باستخدام صواريخ غربية مضمنة.
فيما لم تؤكد كييف هذا الهجوم، ذكرت أنها استهدفت مصفاة نفط ومخزن للوقود ومنشأة كيميائية تنتج الذخائر ومنظومتين للصواريخ المضادة للطائرات، وذلك في هجوم بالصواريخ والطائرات المسيرة وصل إلى حوالي 1,100 كيلومتر (ما يقرب من 700 ميل) داخل الأراضي الروسية.
الصراع في دونيتسك
تُعد الهجمات بعيدة المدى سمة مميزة للحرب المستمرة منذ ما يقرب من ثلاث سنوات، حيث تتقاتل القوات على خط الجبهة الممتد حوالي 1,000 كيلومتر (600 ميل) من شمال شرق أوكرانيا إلى جنوبها، حيث انخرطت القوات في حرب استنزاف. وقد حققت روسيا تقدمًا في ساحة المعركة على مدار العام الماضي، رغم أن هذا التقدم كان بطيئًا ومكلفًا.
تعاني الدفاعات الأوكرانية من ضغط شديد منذ أشهر في منطقة دونيتسك الشرقية، حيث تبذل القوات الروسية جهدًا كبيرًا للسيطرة على معقل بيكروفك.
ووصف سيرهي فيليمنوف، قائد الكتيبة الميكانيكية المنفصلة رقم 108، الوضع هناك بأنه “سيء للغاية”، حيث تسعى القوات الروسية إلى قطع الطريق السريع دنيبر، الذي يعد مسار إمداد حيوي للمدينة.
تفاصيل الهجوم الأخير
شنت روسيا هجومًا على أوكرانيا بـ 43 صاروخًا و74 طائرة مسيرة قبل فجر يوم الأربعاء، وفقًا للقوات الجوية الأوكرانية. وتم إسقاط 30 صاروخًا و47 طائرة مسيرة، كما فشلت 27 طائرة في الوصول إلى أهدافها.
استهدفت الصواريخ الروسية أهدافًا من منطقة لفيف غربي أوكرانيا بالقرب من بولندا إلى خاركيف في شمال شرق أوكرانيا على حدود روسيا. وذكرت الشركة الحكومية للطاقة “أوكيرنرغو” عن حدوث انقطاعات طارئة في الطاقة في ست مناطق، حيث غالبًا ما تتوقف الإنتاج أثناء الهجمات كإجراء احترازي.
كتب وزير الطاقة هيرمان غلوتشينكو على فيسبوك: “يواصل العدو إرهاب الأوكرانيين”. وقد استؤنفت إمدادات الكهرباء إلى بعض المناطق في منتصف اليوم، لكن “أوكيرنرغو” حثت العملاء على تجنب استخدام الأجهزة الكهربائية التي تستهلك الكثير من الطاقة.
تداعيات الهجمات على البنية التحتية
حاولت روسيا مرارًا إرباك شبكة الطاقة الأوكرانية، محجبةً البلاد من الحرارة والكهرباء والمياه، في محاولة لكسر الروح الأوكرانية. كما أن الهجمات تهدف أيضًا إلى تعطيل صناعة الدفاع في أوكرانيا. وفي سبتمبر الماضي، أفادت وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أن أوكرانيا فقدت أكثر من 60% من قدرتها على توليد الطاقة.
تسعى السلطات الأوكرانية لإعادة بناء قدرتها الإنتاجية بعد الهجوم، رغم أن الهجمات قللت من الإنتاج. كما قدمت الشركاء الغربيون المساعدة لأوكرانيا في إعادة البناء.
قال الرئيس زيلينسكي عبر تيليجرام: “إنه منتصف الشتاء، ولا تزال هدف روسيا ثابتة: بنيتنا التحتية للطاقة”. وحضّ الشركاء الغربيين على تسريع تسليم الأسلحة الدفاعية الجوية الموعودة لأوكرانيا، مشددًا على أن “الوعود قد قُدمت، لكن لم تُنفذ بالكامل بعد”.
في سياق آخر، أشارت تقارير رسمية إلى أن روسيا وأوكرانيا تبادلتا 25 أسير حرب في أحدث عملية تبادل تمت بوساطة دولة الإمارات العربية المتحدة.
المصدر
ساهمت ساميا كولاب في هذا التقرير.