توجه شركات التكنولوجيا ووسائل الإعلام الليبرالية نحو اليمين

Photo of author

By العربية الآن


إيلون ماسك (رويترز)

استقالت رسامة الكاريكاتير الأميركية -السويدية الأصل- آن تيلنيس، الحائزة على جائزة «بوليتزر»، من عملها في صحيفة «واشنطن بوست» الأسبوع الماضي بعد رفض الصحيفة نشر رسم كاريكاتيري لها يصور مالك الصحيفة، الملياردير جيف بيزوس، مع مجموعة من رجال الأعمال البارزين في مجال التكنولوجيا وهم ينحنون أمام تمثال للرئيس المنتخب دونالد ترمب. وقد أثار هذا الحدث جدلاً واسعاً، حيث اعتبره البعض يمثل تحولًا في المشهد السياسي والإعلامي الأمريكي.

توجه شركات التكنولوجيا ووسائل الإعلام الليبرالية نحو اليمين شركات التكنولوجيا والوسائل الإعلام الليبرالية شركات التكنولوجيا والوسائل الإعلام الليبرالية
مارك زوكربيرغ (آ ب)

إعادة موضعة المشهد الإعلامي

خلال الحملة الانتخابية الأخيرة، مع ترقب إعادة انتخاب ترمب، قامت شخصيات بارزة في قطاعات الشركات الإعلامية والتكنولوجيا بعملية “إعادة موضعة” استعدادًا لفترة جديدة من الحكومة. بدأ ذلك بعدم دعم مؤسسات إعلامية كانت تُعتبر تقليديًا تمثيلًا لليبرالية، مثل «واشنطن بوست» و«لوس أنجليس تايمز»، لمُرشحي الانتخابات الرئاسية، فضلاً عن تغييرات في غرف التحرير لمجموعة من المحطات التلفزيونية وجهود لتعديل سياسات الرقابة.

ومن ناحية أخرى، كان لإيلون ماسك، مالك تطبيق «إكس»، موقف مبكر في دعم ترمب، بينما أثارت التغييرات التي أجرتها منصات إعلامية أخرى الكثير من الجدال.

تقييمات متباينة

رأى البعض أن هذه التحولات تعكس خضوعًا سياسيًا لترمب، بينما اعتبره آخرون تعبيرًا عن تغييرات أعمق في السياسة الأمريكية تشمل الحزبين الجمهوري والديمقراطي مع تغيرات في المزاج الشعبي. في بيانها، اعتبرت تيلنيس أن قرار منع عرض رسمها “مغيّر لقواعد اللعبة” ويشكل تهديدًا لحرية الصحافة. وقد نشرت نسخة من رسمها على منصة «سبستاك»، ساخرة من مشهد المليارديرات أمام تمثال ترمب.

وفي رد، أوضح ديفيد شيبلي، محرر الآراء في الصحيفة، أنه يختلف مع تفسير تيلنيس للأحداث، مبررًا أن قرار منعه يعود لتفادي التكرار بعد مقالات سابقة حول الموضوع.

مستجدات في وسائل الإعلام الكبرى

بالتزامن مع منع كاريكاتير تيلنيس، قام مارك زوكربيرغ بإعلان عن خطوة رئيسية في شركة «ميتا»، حيث قرر إنهاء التدقيق في الحقائق من قبل أطراف ثالثة عبر منصات “فيسبوك” و”إنستغرام” و”ثريدز”، مما اعتبره البعض نوعًا من الاستسلام للضغوط السياسية. وفي بيان مصور، أشار زوكربيرغ إلى أن سياسة «ميتا» ستتحول إلى ملاحظات مجتمعية بدلاً من تدقيق الحقائق التقليدي.

هذا القرار اعتُبر من قبل اليمينيين انتصارًا، نظرًا للاعتقاد بأن تقليل مستوى الرقابة سيعكس وجهات نظر أكثر دقة، بينما أعرب الليبراليون عن قلقهم من زيادة المعلومات المضللة.

اتجاه بعيد عن الليبرالية

الخطوات التي اتخذها زوكربيرغ تعكس ابتعاد شركات التكنولوجيا عن الرؤية الليبرالية لمكافحة المعلومات المضللة، حيث إن شركة «ميتا» قد تخلت عن الكثير من معايير المصداقية في السنوات الأخيرة. في الآونة الأخيرة، قامت الشركة بتعيين مسؤولين جمهوريين والتحول نحو بيئات عمل أكثر تناسبًا مع الأفكار اليمينية.

تغيرات في السياسة ونموذج التنظيم

مع تزايد دعم ترمب من مختلف الأطراف، فقد تغيرت نظرة الشركات التكنولوجية، لتبتعد عن الرؤية الليبرالية في التنظيم الرقمي، وتبني نماذج تتماشى مع التحولات في الهيكلة السياسية والاجتماعية. هذا يعني أن الأوضاع الحالية أكثر احتمالًا أن تتناسب مع اليمينية مما كانت عليه في السابق، الأمر الذي قد يؤثر على ربحية الشركات في المستقبل.

“);
googletag.cmd.push(function() { googletag.display(‘div-gpt-ad-3341368-4’); });
}

رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.